نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا للصحافي هنري بودكين، يقول فيه إن دور التغيرات المناخية في موجات الحر على مستوى العالم تسبب بانقسام شديد بين أهم المستشارين العلميين لمركز الأرصاد الجوية البريطانية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الخلافات ظهرت يوم الثلاثاء فيما إذا كانت التحذيرات لعقود من توقعات خطيرة بسبب الاحتباس الحراري تتجسد واقعا أمام أعيننا، أم إن الأمر مجرد صيف حار يمر به النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حتى وإن ترتبت عليه تداعيات مأساوية.
ويكشف بودكين عن أن رأي مجموعة من الخبراء هو أنه لا يمكن أن تكون الحرارة غير العادية التي تمر بها كل من بريطانيا وأفريقيا وكندا واليابان وغيرها من المناطق مجرد صدفة، فموجة الحر التي حصلت عام 1976 قد تكون استثنائية، بحسب الخبراء، لكن في ذلك العام أصابت الموجة المملكة المتحدة وغرب أوروبا، إلا أنها الآن تحصل في جميع أنحاء العالم في الوقت ذاته.
وتلفت الصحيفة إلى أن البروفيسور بيتر ستوت، الذي يرأس فريق مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، الذي يراقب المناخ، اختصر الحجة بقوله: "ما رأيناه هذا الصيف هو تكرار لرميات (حجر النرد)، التي نتج عنها الرقم 6 في مناطق مختلفة من العالم"، وأضاف أنه إذا تكرر هذا الأمر مرة تلو الأخرى فإن الشخص قد يبدأ في التفكير بأن الأمر غير طبيعي.
وينقل التقرير عن ستوت، قوله إن نماذح البحث في التغير المناخي تتوقع أن يزيد تكرار موجات الحر، وبأن صحة توقعات هذه النماذج ثبتت هذا الصيف، لافتا إلى أنه بالنسبة للعلماء الآخرين، فإن تأثير التغير المناخي على موجة الحر لعام 2018 أمر أقل وضوحا.
ويذكر الكاتب أن البروفيسور برايان هوسكينز، الذي يشارك في اللجنة البريطانية للتغير المناخي، ويرأس لجنة مراجعة أوراق الزملاء في مكتب الأرصاد الجوية، يرى أن الاحتباس الحراري كان عاملا، إلا أنه دون هذا العامل كانت موجات الحر ستكون أقل حرارة بقليل، وقال: "حصلت عام 1976، وكان من الواضح أن الحرارة كانت شديدة، لكن لم يفكر أحد فيها على أنها بسبب التغير المناخي.. وقد تكون درجة الحرارة الآن أعلى بدرجة مما كانت ستكون عليه (دون التغير المناخي)".
وأضاف هوسكينز: "لقد شهدنا نموذجا مستمرا من الحرارة والجفاف، وما لا نفهمه الآن هو إن كان التغير المناخي يجعل مثل هذا النموذج أكثر احتمالا أم لا".
وتفيد الصحيفة بأن البيانات تظهر بأن الحرارة ارتفعت على مستوى العالم، بمعدل درجة مئوية أعلى من المستويات ما قبل الثورة الصناعية، مع زيادة أكبر في المحيط الهادئ، مشيرة إلى أن الأرقام من "ناسا" تظهر بأن شهر حزيران/ يونيو الماضي كان ترتيبه الثالث من حيث ارتفاع درجات الحرارة منذ 138 عاما من حفظ تسجيلات الحرارة، حيث كان معدل درجات الحرارة فيه أعلى بـ0.77 درجة مئوية عن معدل درجات الحرارة في حزيران/ يونيو من عام 1951 إلى 1980.
وينوه التقرير إلى أنه مهما كان الدور الأوسع للتغير المناخي، فإن معظم العلماء يتفقون على أن درجات الحرارة العالية جدا هذا الصيف هي بسبب تباطؤ كبير في التيارات الهوائية المسؤولة عن التغيرات في الطقس حول الكرة الأرضية.
ويبين بودكين أنه في حالة بريطانيا، فإن هذا التباطؤ أدى إلى وجود منطقة من الضغط العالي فوق بريطانيا، ما تسبب بارتفاع درجات الحرارة إلى 33.3 درجة مئوية هذا الأسبوع، لافتا إلى أن هناك توقعات بزيادة الحرارة لتزيد عما هي عليه في الصحراء.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن التيارات الهوائية تتباطأ عندما تقل كميات الماء الدافئة المتبخرة من المناطق الاستوائية.
انتهی/