كاتب بريطاني: بن سلمان وبن زايد في”ورطة” بعد الرهان على ترامب

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۲۳۳۹
تأريخ النشر:  ۲۱:۳۹  - الخميس  ۰۳  ‫مایو‬  ۲۰۱۸ 
أكد رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني ديفيد هيرست أن وليي العهد في السعودية وأبو ظبي محمد بن سلمان في "ورطة" بسبب "المراهنة على ما اعتقدا أنه حليف تم وضعه في الجيب في واشنطن، و تنفيذ ما يريدانه عبره، أي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وأكد الكاتب البريطاني في مقال نشره على الموقع اليوم، أياما ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يمر بأيام عصيبة بسبب فشل مغامراته في كل من اليمن وليبيا والصومال

وكشف هيرست نقلا عن مصادر مطلعة أن بن زايد طلب بتعهد مكتوب من واشنطن أنه في حال زيارته لأمريكا بأن لا يصدر بحقه أو بحق أحد من مساعديه أمر بتوقيفه للاستجواب من قبل المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التحقيق الذي يجريه حول التمويل غير الشرعي الذي تلقته حملة ترامب الانتخابية

وفي مقال تحت عنوان: لماذا لا ينبغي للسعودية والإمارات المراهنة على ترامب؟، كتب هيرست: هذه أيام عصيبة بالنسبة لمحمد بن زايد، الذي يمثل في الشرق الأوسط دور "دارث فيد" في فيلم ستار ورز (حرب النجوم) في سعيه لإقامة إمبراطورية مجرية مشكلة من الدول "الإسلامية المعتدلة"، التي يجمع ما بينها أنها ليبرالية اسماً وإن كانت في واقع الأمر دولاً أمنية قمعية، ينتهي بها المطاف جميعاً إلى التسبيح بحمد نجم الموت أبو ظبي.

تخبط في الصومال و ليبيا واليمن

وذكر أنه تم طرد المدربين العسكريين الإماراتيين من الصومال بعد اكتشاف ومصادرة 9.6 مليون دولار نقداً وصلت على متن طائرة إماراتية، ونجم عن ذلك توجيه ضربة لمخططات ولي العهد الإماراتي إقامة سلسلة من الموانئ على امتداد الساحل المطل على المحيط الهندي بما في ذلك في بربرة المدينة الواقعة داخل الكيان الانفصالي المسمى أرض الصومال.

وأما مخططاته في ليبيا فليست أفضل حالاً، فهذا هو خليفة حفتر، الذي نصب نفسه مشيراً، قد عاد يعرج بعد فترة غياب طويلة نسبية قضاها في أحد مستشفيات باريس. ويقال إن حفتر، الذي عاد إلى بلاده يمشي بصعوبة، يعاني من سرطان في الرئة ما لبث أن انتشر حتى وصل إلى الدماغ.

في المقابل، فإن أعداء حفتر في وضع أفضل فقد تصالح زعماء المدينتين المتحاربتين مصراته والزنتان، وكان حفتر يراهن على الزنتان في غرب ليبيا.

وفي طرابلس تم انتخاب واحد من ألد خصوم حفتر، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين خالد المشري، رئيساً للمجلس الأعلى للدولة.

وفي اليمن وبعد اننشار تقارير على أن الإمارات كانت وراء اغتيال صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي الأعلى الیمنی، فقد كشف سفير السعودية في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان (الطيار الحربي السابق) عبر تغريدة أن شقيقه الأكبر ولي العهد محمد بن سلمان، هو الذي أمر باستهداف صالح الصماد.

ويرى الكاتب أنه لن يكون من الحكمة التباهي بعملية القتل هذه. فقد توعد حرکة انصارالله وكذلك المجموعات الشيعية الموالية لإيران في العراق بالانتقام لموت زعيمهم وذلك من خلال استهداف شخصيات داخل الأسرة السعودية الحاكمة، وفي مقدمتهم محمد بن سلمان، الذي يشغل في نفس الوقت منصب وزير الدفاع والذي أطلق شرارة الحرب في اليمن. ولعل هذا هو السبب في أنه بات الآن يتنقل وهو محاط بثلاث دوائر من الحراس الشخصيين.

واعتبر أن الدعم الشعبي اليمني للتدخل السعودي الإماراتي تبدد، وأصبح ينظر للبلدين كمحتلين، وليس محررين.

وروى كيف رئيس اليمن المنفي عبد ربه منصور هادي نفسه أصبح سجيناً داخل قصور الرياض، وقد أجبر على التوقيع على ورقة يقر بموجبها بتشكيل لجنة ثلاثية مع كل من السعودية والإمارات للمشاركة في إدارة الوضع داخل بلاده، وخاصة في عدن حيث أصبح النفوذ بيد ميليشيات موالية للإمارات.

وذكر كيف أن هادي ومدير مكتبه عبد الله العليمي تعرضا مؤخراً إلى إهانة شديدة حين تم نقلهما بعد استدعائهما للقاء ملك السعودية، في مقر إقامته، وتم وضعهما في غرفة رديئة التأثيث، وظلا فيها بدون أغطية لما يقارب 24 ساعة.

رهان بن زايد على ترامب وبن سلمان

وشدد هيرست على أن فشله في اليمن والصومال وليبيا يبقى هيناً على محد بن زايد من خسارته في مقامرته الباهظة التكاليف على دونالد ترامب.

ويروى كيف راهن على ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية و ليس على هيلاري كلينتون، على اعتبار أن ترامب “شخص مبتدئ وأشبه بالصفحة البيضاء التي يمكن لمن يملك المال والمبادرة أن يسبق إليها فيخط فيها ما يشاء. ونظراً لأن القطريين فضلوا النأي بأنفسهم عن ترامب وصدوا محاولاته التقرب منهم، فقد وجد الإماراتيون فرصتهم السانحة التي ما كان ينبغي أن تضيع″.

كما راهن محمد بن زايد على مبتدئ آخر، ممثلا في الأمير الشاب محمد بن سلمان.

ويذكر الكاتب أنه ف”في أواخر 2015، اصطحب محمد بن زايد الأمير السعودي في رحلة صحراوية للصيد بالصقور، ثم جمعتهما رحلة بحرية في قارب كان على متنه جورج نادر، رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني، الذي لعب دور القناة الخلفية التي طالما استخدمتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة كلما رغبت في إعادة التموقع في المنطقة”.

ويضيف الكاتب أن ” المعلم الميكافيلي محمد بن زايد عرف جيداً كيف ينفخ طموحات الأمير السعودي المتعطش للسلطة والنفوذ، وشجعه على السعي حتى ملكاً في بلاده”.

ويذكر هيرست أن محمد بن زايد عرف محمد بن سلمان على الإسرائيليين ثم على عائلة ترامب، وقد سعى لتلميع صورة الأمير السعودي في واشنطن بفضل جهود سفيره هناك يوسف العتيبة، الذي نجح في تدمير سمعة ابن عمه محمد بن نايف، الذي كان آنذاك الشخص المفضل لدى المؤسسة العسكرية في الولايات المتحدة”.

لهذا أجَّل بن زايد زيارته المقررة لواشنطن

ويشير الكاتب أن بن زايد و بن سلمان أنفقا ثروة طائلة في سبيل ضمان القرب من ترامب ، و ان السعودية تعهدت بـ 500 مليار دولار على شكل عقود دفاعية مع الولايات المتحدة على مدى العقد القادم.

ويكشف الكاتب نقلا عن مصادره أن محمد بن زايد كان من المقرر أن يزور واشنطن للقاء ترامب، في نهاية إبريل/نيسان الماضي، لكن تم تأجيل الزيارة، التي كانت مبرمجة عد زيارة بن سلمان، و تردد أن بن زايد طالب بتأجيلها لتكون بعد زيارة أمير قطر.

ويكشف هيرست أن “أن ولي عهد أبوظبي طالب واشنطن بتعهد مكتوب بأنه لا هو ولا أحد من محيطه سيصدر بحقه أمر بتوقيفه للاستجواب من قبل المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التحقيق الذي يجريه حول التمويل غير الشرعي الذي تلقته حملة ترامب الانتخابية”.

ويؤكد أن “مولر حصل على معلومات حول تعاملات محمد بن زايد السابقة وذلك من خلال جورج نادر، أحد مستشاري ولي عهد أبوظبي السابقين. والآن، يرغب محمد بن زايد في تجنب مزيد من التسريبات عن هذا الموضوع ، قد تجد طريقها إلى النشر على صفحات “نيويورك تايمز″ مثلا”.

ويقول الكاتب أن بن زايد وبن سلمان يتوقعان من جولاتهما تحقيق اختراق سهل في واشنطن وخداع الجميع هناك بما فيها وسائل الإعلام عبرتقارير مراكز الأبحاث التي يمكن رشوتها.

و يشير الكاتب إلى سبب آخر لعدم زيارة بن زايد لواشنطن هو الخوف أن يتكرر معه المشهد المهين، الذي تعرض له محمد بن سلمان ، الذي أصبح محط سخرية من مقدمي البرامج الساخرة في أمريكا بسبب استقبال ترامب الغريب له”.

كما أنه لا يريد أن يسمع مرة أخرى ما قاله ترامب مؤخراً في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، من “أن بعض دول الشرق الأوسط ما كانوا بأن ليستمروا لأسبوع واحد بدون دعم واشنطن و أنه عليهم دفع مقابل ذلك”.

وذكرهنا أن السلطات الإمارتية انزعجت كثيرا من هذه التصريحات وأنهم تم الايعاز لمعلقين مقربين من بن زايد بانتقاد تصريحات ترامب، و من بينه هؤلاء أستاذ العلوم السياسية عبد الخالق عبد الله الذي غردعبر حسابه على “تويتر” أن دول الخليج العربية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة بزمن طويل وستظل موجودة لسنوات طويلة بعد مغادرة ترامب للرئاسة.

و يذكر الكاتب أن ضربة أخرة تلقاها بن زايد و بن سلمان هو تغير موقف ترامب تجاه قطر وتوقفه عن مجاراتهما. وأن الأميرين الإماراتي والسعودي اعتقدا انهما حققا مكسبا بإحالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون على التقاعد المبكر، غير أن خليفته مايك بومبيو، أسمعهما ما لا يتوقعانه: “يكفي ما جرى من “صبيانية”، أنهوا الحصار المفروض على قطر.

وأكد ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كان آخر شيء يتمنى سماعه، وخاصة أن الرياض كانت تخطط لشق خندق على امتداد الحدود مع شبه الجزيرة القطرية واستخدامه لتفريغ الفضلات النووية.

انهتی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم