رفض رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حجة الإسلام حسن روحاني أي تدخل للقوى الأجنبية في تحديد مستقبل سوريا مُعتبرا أن الشّعب السوري هو الذي يمتلك الحق بتقرير مصير مستقبل بلاده.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وأفادت وكالة تسنيم الدّوليّة للأنباء أن رئيس الجمهورية الإسلامية حجّة الإسلام حسن روحاني وقبل مغادرته مطار العاصمة الإيرانية طهرن متوجّها الى تركيا، عصر اليوم الثلاثاء، قال في تصريحات صحافية: "هذه الزيارة هي تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث ستبحث القمة المرتقبة بين رؤساء إيران، روسيا وتركيا الأزمة السورية والمسار المستقبلي لحل هذه الأزمة".
وأضاف روحاني: "هذه القمة هي القمة الثانية بين رؤساء إيران، روسيا وتركيا والتي تبحث الأزمة السورية. وكانت القمة الأولى قد انعقدت في مدينة سوتشي الروسية حيث كان من نتائجها إقامة مؤتمر للحوار الوطني بين المعارضين السوريين وحلفاء الحكومة السّورية حيث شكّل هذا المؤتمر خطوة مهمة في مجال مستقبل سوريا والديمقراطيّة فيها".وأردف رئيس الجمهورية بالقول: "في الحقيقة فإن هذه الاجتماعات هي استكمال لمسار استانا حيث كانت هناك جهود كبيرة في مسار استانا من اجل خفض التوتّر في سوريا وتم تحديد أربعة مناطق لخفض التّصعيد تواجدت فيها إيران، روسيا وتركيا والقوات السورية".
وتطرّق روحاني إلى استمرار محاولات إيجاد التّفرقة القومية والعنصرية عبر التّدخل الخارجي في سوريا، وقال: "للأسف، يوجد هناك بعض الدّول التي تعمد الى تعزيز وتقوية الإرهابيين حيث تعمد القوات الأمريكية إلى ضرب استقرار الحكومة السورية بالكامل في كافة المناطق السّورية، كما تسعى حتى الى تجزئة وتقسيم سوريا، كذلك تتواجد هذه القوات بشكل غير شرعي في المناطق الشرقية من سوريا".
وقال رئيس الجمهورية: "تدخّل قوات الاحتلال الصّهيوني ضاعف من المشاكل في سوريا. هم لا يعيرون أي احترام للسيادة السورية ويقومون بقصف بعض المناطق في سوريا ويُقدّمون الدّعم للإرهابيين؛ كل هذه الأمور ضاعفت من المشاكل التي تعاني منها سوريا".
وجدد روحاني تأكيده انه لا حل عسكري للأزمة في سوريا، وقال: "في القمة المرتقبة غدا الأربعاء، ستؤكّد إيران مجددا على أن الحل في سوريا لا يُمكن أن يكون عسكريًّا ويجب حل هذه الأزمة عبر سلوك مسار الحل السياسي وإقامة الحوارات البناءة، العادلة والحرة التي يُمكن أن تؤدي إلى نتائج وتحقق تطلّعات الشّعب السّوري".
وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة استمرار مكافحة الإرهاب في سوريا، وقال: "صحيح أن داعش قد تلقى ضربة أساسية في سوريا، لكن لا تزال هنالك العديد من المجموعات الإرهابية التي تنشط في سوريا ويجب الاستمرار في مواجهتهم".
ورفض روحاني أي تدخل للقوى الأجنبية في تحديد مستقبل سوريا، قائلا: "مستقبل سوريا يحدده الشعب السّوري، فهذا الشّعب هو الذي يُحدد مصيره وعلى المجتمع الدّولي أن يدعم مطالب وخيارات الشّعب السّوري".
واعتبر رئيس الجمهورية أن إرسال المساعدات الإنسانية للشعب السوري وكذلك المساهمة في إعادة إعمار هذا البلد هو أمر ضروري، وتابع: "نعتبر أن تواجد القوات الأجنبية في سوريا بدون موافقة الحكومة السورية هو تواجد غير قانوني وغير منطقي ويجب وضع حد لهذا الأمر. كذلك فإن مسألة إعادة إعمار سوريا وكتابة دستور جديد لهذا البلد من المواضيع المهمة لمستقبل سوريا والتي سيتم بحثها في قمة يوم غد الأربعاء".
كذلك تطرّق روحاني الى المحادثات الثنائية التي ستجمعه على حدا مع كل من الرئيس الروسي والتركي قائلا: "هناك العديد من المسائل المهمة على الصّعيد الثنائي والإقليمي التي سيتم بحثها بشكل ثنائي مع كل من الطرف الروسي والتركي".
وأضاف رئيس الجمهورية: "لقد بدأت روسيا باستثمارات جيّدة في إيران خصوصا في مجال صناعة سكك الحديد، إنشاء محطات الطاقة وغيرها من المشاريع ويجب الاستمرار بهذا الأمر. كذلك نحن مستمرون في بحث المسائل التّجارية الأوراسية ونأمل أن نصل إلى نتائج جيّدة في هذا المجال".
واختتم روحاني بالقول: "تجمعنا مع تركيا موضوعات مهمة أيضا خصوصا في مجال المواصلات والتجارة حيث سيتم بحث هذه المواضيع بشكل ثنائي مع الطرف التركي".
انتهى/