ان مختلف مناطق البحرين شهدت تظاهرات واسعة وانتهت بمصادمات مع القوات الأمنية؛ ففي جزيرة سترة حيث أكبر عدد لشهداء الثورة البحرينية، خرجت مسيرات لإحياء ذكرى انطلاق الثورة البحرينية في حين قابلتها القوات الامنية بالغازات المسيلة للدموع ورصاص الشوزن، كما عمدت المدرعات التابعة للقوات الخليفية باقتحام المنطقة، ولاحقت المحتجين بسيارات رباعية الدفع.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء- ان المشهد لم يختلف منذ انطلاق الثورة في منتصف فبراير شباط 2011، وبقيت خيارات السلطة الأمنية ذاتها دون تغيير عدا حجم ونوعية البطش المستخدم بحق المطالبين بالعدالة ودولة القانون، بدورهم بقي المطالبون في الشارع رافعين الاعلام ومرددين الهتافات دون ان ينال منهم قمع السلطة او يرهبهم حجم القوات المستخدمة والمدعومة خليجيا خاصة بعد اقتحام القوات السعودية وحليفاتها الاراضي البحرينية بضوء اخضر من "حمد بن عيسى".
تظاهرات احياء ذكرى انطلاق حراك البحرين هذا العام هي الأكثر اصراراً بعكس ما كانت تتوقعه السلطة بعد عام اشتدت فيه آلة البطش الرسمية واغلقت فيه مقار كبرى تيارات المعارضة "جمعية الوفاق" وسحبت جنسية المرجع البحريني آية الله قاسم ونفذت حكم اعدام بحق نشطاء انتزعت اعترافاتهم تحت التعذيب، وصولا لتصفية ثلاثة نشطاء لم تعرف ظروف تصفيتهم عدا الرواية الرسمية التي لم يصدقها الشارع مطالبا بتحقيق مستقل لمعرفة الحقيقة.
و وفقا لما أفادت وكالة تسنيم للأنباء ان علماء البحرين دعوا بدورهم للمشاركة الواسعة في الاحتجاجات بمناسبة الذكرى السابعة لثورة 14 فبراير، وجاء في البيان العلمائي ما يلي:
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَ عَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) – آل عمران 160
بالتوكّل على الله سبحانه وتعالى يَدخل شعب البحرين الصَّابر القوي عامًا جديدًا مِن الثّورة على الدّيكتاتورية والظّلم والفساد، منتهجًا نهج الأنبياء والرُّسل العظام وأولياء الله تعالى وأئمة الهدى والمصلحين في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، الذي به قوام الدّين، وصلاح الأمّة، وخير المجتمع. .
إنّها مسيرة تاريخ وصراع بين إرادتين: إرادة تنشد الخير، وإرادة تعمل بالشّر، مسيرةٌ قد اختار الشعب فيها ما اختاره آباؤه وأجداده المؤمنون من الوقوف مع الحقّ، والسّير على طريق ذات الشّوكة وإنْ كلّف التّضحيات الجسام.
شعبٌ لم يخرج أشرًا ولا بطرًا ولا ظالمًا ولا مفسدًا، وإنّما خرج لطلب الإصلاح، في مقابل فئة مستبدة، جائرة، مستكبرة على الحقّ. وإنَّ التاريخ كلّه يشهد بأنَّ من صارع الحقّ صرعه، وأنَّ من ينصره الله تعالى فلا غالب له، وبهذا الإيمان العميق الصّلب نحن على يقين بالنصر وإنْ طال الإنتظار.
وبمناسبة الذّكرى السَّابعة لانطلاق ثورة ١٤ فبراير المظفّرة، نحيّي أحرار وحرائر شعبنا الأبيّ العزيز، نحيّي صمودكم وثباتكم، وجهدكم وجهادكم، وإيمانكم الرّاسخ بعدالة قضيتكم، وحقّانية مطالبكم، وتوكّلكم على الله عزَّ وجلَّ، وإيمانكم الرّاسخ بصدق وعده، وعظيم أجره على ما قدمتموه وتقدمونه في سبيله سبحانه وتعالى.
كما نؤكّد على التالي:
١- نؤكّد على الحضور الميداني الفاعل والمشاركة الواسعة في مختلف الاحتجاجات السّلمية المعلنة من قبل الجهات الشعبية المخلصة بمناسبة ١٤ فبراير الإباء والصمود.
٢- نشدّد على وحدة الصَّف وتماسكه، وعدم الإصغاء لأبواق النّظام وإعلامه المضّلل، وألاعيبه البائسة التي تستهدف إضعاف الحراك المرتقب في الذكرى المجيدة.
٣- نحيّي الاستعدادات الجماهيرية في جميع المناطق والبيانات الصّادرة والشّعارات المرفوعة بالمناسبة والتي تدل على وعي وبصيرة وإيمان، وصلابة إرادة وعنفوان، ووفاء للشهداء العظام والمضحّين الغيارى.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، وثبّت لنا قدم صدق معهم عندك يا رب العالمين.
وكانت الثورة البحرينية المباركة قد انطلقت في 14مثل هذا اليوم (14 فبراير/شباط) من العام 2011 رفضا لممارسات السلطات الديكتاتورية ومطالبة بحقوق الشعب البحريني بالحرية والكرامة.
وعلى الرغم من السلمية التي دأبت عليها المعارضة منذ انطلاقها، فقد واجهتها السلطات الخليفية بكثير من العنف أدت الى استشهاد وجرح المئات من ابناء الشعب البحريني وزج الآلاف بالسجون بينهم رموز سياسية كأمين عام حركة الوفاق الوطني "الشيخ علي سلمان"؛ كما وتجرأ النظام على فرض الإقامة الجبرية على أعلى مرجعية دينية في هذا البلد وهو آية الله الشيخ عيسى قاسم.
انتهی/