منحت الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية العالم ومساعد وزير الصحة الايراني الدكتور رضا ملك زاده وسام الشرف لابحاثه حول تأثير تناول المشروبات الساخنة في الاصابة بسرطان المريء ودراساته عن المواد الأفيونية المسرطنة للمرة الاولى في العالم والتي وثقتها الوكالة وادرجتها في قائمة أبحاثها.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-بدأت الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وهي وكالة متخصصة تابعة لمنظمة الصحة العالمية، ومقرها في فرنسا، عملها منذ عام 1965 بمهمة البحث المكثف حول السرطان وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
وتمنح وكالة أبحاث السرطان وسام الشرف للعلماء الذين ساهمت أبحاثهم بشكل كبير في تنمية الفهم العالمي عن وباء السرطان، وتحديد أسبابه، والوقاية من هذا المرض المتنامي والمساعدة في الحد منه.
وأقيم حفل منح وسام الشرف لابحاث السرطان للدكتور رضا ملك زاده في مقر الوكالة يوم الثلاثاء 9 يناير 2018 تخلله كلمة كريستوفر وايلد رئيس الوكالة الدولية لبحوث السرطان بحضور علماء وباحثين في مجال تفشي السرطان. قدم مالك زاده خطاب (ريتشارد ديل) الحادي عشر قبل حصوله على جائزة الأكاديمية الدولية للسرطان.
واستضافت الوكالة الدولية لبحوث السرطان في الفترة من 2004 إلى 2013، بالتزامن مع منح وسام الشرف لبحوث السرطان، محاضرات (ريتشارد ديل) الاستاذ والعالم الفقيد بجامعة أكسفورد الذي اكتشف العلاقة بين التدخين وسرطان الرئة.
وفي كلمته، وصف الباحث الايراني نتائج هذه الدراسة بأنها الاكبر من نوعها، والتي من إنجازاتها الرئيسية اثبات "سرطنة الأفيون"، قائلا: "تعاطي المخدرات هو حاليا مشكلة صحية كبيرة في مناطق كثيرة من العالم اذ ان أكثر من 32 مليون شخص يستخدمون المخدرات.
وأضاف ملك زاده أن إنتاج الخشخاش في العالم بلغ ذروته في عام 2014 منذ عقد الثلاثينيات، ويرجع ذلك أساسا إلى زيادة زراعة الخشخاش في أفغانستان، في حين أن الوصول إلى دراسات تحتوي على بيانات صحيحة عن "تعاطي المخدرات على المدى الطويل" أمر صعب.
وتابع: "إن عدم وجود دراسات دقيقة عن التعاطي الطويل الأمد للمخدرات يؤدي إلى نقص الدراسات الوبائية المرتقبة؛ والدراسات التي يمكن أن تقيم الآثار على المدى الطويل لاستخدام هذه التركيبات على أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، في حين أن معظم الدراسات المنشورة في هذا المجال مؤخرا هي دراسات ضيقة وذات طبيعة محدودة".
واعتبر مدير الأبحاث في وزارة الصحة الإيرانية الدراسة المنجزة في منطقة شمال شرق إيران (محافظة كلستان)، والتي تضم أعلى نسبة من سرطان المريء في العالم، بانها الوحيدة التي تحققت لتوفير معلومات دقيقة وموثوق بها عن عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات "على المدى الطويل".
وقال البروفسور ملك زاده الاستاذ في جامعة طهران للعلوم الطبية، مشيرا إلى 33 ألف حالة وفاة في اميركا جراء التعاطي الزائد للمخدرات على "المدى القصير"، في عام 2015 ، موضحا ان أن معدل الوفيات الحقيقي بسبب تعاطي المخدرات "على المدى الطويل" يمكن أن يكون أعلى بكثير من هذا الإحصاء، لأنه فضلا عن "الاستهلاك المفرط"، فان "التعاطي على المدى الطويل للمخدرات" يسبب أيضا السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة.
وعقب الاحتفال بنهاية الخطاب الحادي عشر ل(ريتشارد ديل)، حصل الدكتور ملك زاده ، الطبيب والباحث الرائد ومساعد وزير الصحة الايراني في شؤون الأبحاث والتكنولوجيا ، على وسام الشرف للوكالة الدولية لبحوث السرطان والتي قدمها الدكتور كريستوفر وايلد.
ومنحت الوكالة وسام الشرف للدكتور ملك زاده وزملائه الباحثين بفضل دراسة كبيرة انجزت على محافظة كلستان واستغرقت عقدين، بهدف تحديد مدى انتشار سرطان المريء في المنطقة الشمالية الشرقية من إيران على أكثر من 50،000 عينة ومتابعة استمرت لمدة 14 عاما وحققت نتائج هامة.
وقد أثبت هذا العالم الإيراني، لأول مرة في العالم، أن استهلاك الأفيون يسبب أنواعا مختلفة السرطان، كما ان تناول المشروبات الساخنة يلعب دورا هاما للغاية في الاصابة بسرطان المريء.
وقد تم توثيق الإنجاز البحثي للدكتور ملك زاده حول تأثير المشروبات الساخنة على تطور سرطان المريء من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، ودراسة أخرى اجراها بعنوان "سرطنة الأفيون" وتم تسجيلها في قائمة الوكالة الدولية لبحوث السرطان.
انتهی/