أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الثلاثاء أمرا ملكيا سمح بموجبه للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من حزيران/يونيو، الوحيدة في العالم التي تحظر على المرأة قيادة السيارة.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقالت وكالة الانباء السعودية (واس) مساء الثلاثاء ان الملك سلمان امر بـ"تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية – بما فيها إصدار رخص القيادة – على الذكور والإناث على حد سواء".
واشار الامر الملكي الذي نشرته الوكالة الى "ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والايجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها".
واضاف ان القرار استند الى راي "غالبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة".
وتابع "أنهم لا يرون مانعاً من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة".
وافاد الامر الملكي نقلا عن العلماء ان "الدولة حارسة القيم الشرعية وتعتبر المحافظة عليها ورعايتها في قائمة أولوياتها سواء في هذا الأمر أو غيره، ولن تتوانى في اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته".
وطلب الامر "تشكيل لجنة على مستوى عال من وزارات الداخلية والمالية والعمل والتنمية الاجتماعية لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك على ان ترفع اللجنة توصياتها خلال ثلاثين يوماً من تاريخه".
علقت هيئة كبار العلماء، أكبر هيئة دينية في المملكة العربية السعودية، على الأمر السامي الذي أصدره الملك سلمان بن عبدالعزيز القاضي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة.
وأوضحت الهيئة في أول رد لها عقب القرار في تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بالقول (حفظ الله خادم_الحرمين_الشريفين الذي يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة_الإسلامية).
تجدر الإشارة إلى أن العاهل السعودي أصدر أمرا ساميا باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث على حد سواء.
يذكر أن هيئة كبار العلماء السعودية هي هيئة دينية إسلامية حكومية في السعودية تأسست في عام 1971 وتضم لجنة محدودة من الشخصيات الدينية في البلاد جميعهم فقهاء مجتهدون من مدارس فقهية متعددة، ورئيسها هو مفتي الديار السعودية، ومخولة بإصدار الفتاوى وإبداء آرائها في عدة أمور.
وأثار قرار السماح للمرأة بالقيادة في المملكة عاصفة من ردود الفعل المرحبة في اوساط السعوديات، لا سيما وان بعض الناشطات اللواتي يقدن السيارة خارج بلدهن حاولن في الماضي فعل الامر نفسه في المملكة لكن تحديهن للقوانين انتهى بهن في معظم الاحيان موقوفات لدى قوات الامن.
ومع ان ايا من هؤلاء الناشطات لم يحل الى المحاكمة الا ان السلطات كانت تجبرهن على توقيع تعهدات بعدم تكرار فعلتهن مقابل الافراج عنهن.
واثر صدور القرار قالت هيا الركيان (30 عاما) وهي موظفة مصرف من الرياض لوكالة فرانس برس "اشعر بسعادة غامرة وبصدمة في الوقت نفسه. توقعت ان يحدث هذا الامر بعد 10 او 20 سنة، لم اتوقع ان يحدث الان ابدا".
بدورها قالت شذا الدوسري (31 عاما) وهي موظفة في شركة ارامكو في الظهران (شرق) "كنت متاكدة ان هذا القرار سيتخذ في عهد الملك سلمان. لم اصدق بعد من هول الصدمة، ولن اصدق حتى ارى بعيني. انه يوم سعيد جدا".
واضافت "اقود في داخل المجمع السكني، وعندما اصل البوابة اوقف السيارة وافكر: ماذا لو اجتزت البوابة وقدت في الشارع؟ الان سيتحقق هذا الامر".
اما الاعلامية نوره بخورجي (32 عاما) التي تقيم في دبي فقالت "تفاجأت بالقرار، لكنني سعيدة جدا لاهلي. انا متحمسة لان اعود الى بلدي واقود سيارتي هناك كما اقودها في دبي".
والسعودية التي تطبق الشريعة الاسلامية ومعايير اجتماعية صارمة، هي، الى حين دخول القرار الجديد حيز التنفيذ، الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارات. كما تفرض المملكة على الاناث الحصول على موافقة ولي امرهن، الوالد او الاخ او الزوج، قبل السماح لهن بالسفر او الزواج او الدراسة.
لكنّ المملكة أدخلت قبل اشهر قليلة تعديلات على نظام "ولاية الرجل" على المرأة، أمرَت بموجبها باستثناء نشاطات منه، وفق ما افادت وسائل اعلام محلية، في خطوة طالبت ناشطات سعوديات باستكمالها عبر الغاء هذا النظام برمته.
وفي اطار خطة اصلاح اقتصادية كبرى تحت مسمى "رؤية 2030″، تسعى السعودية الى دفع اكبر عدد من النساء للعمل.
ويأتي هذا القرار التاريخي بعيد ايام على منع السلطات السعودية داعية من الإمامة بسبب "إثارته للرأي العام" لقوله في محاضرة عن "مفاسد" قيادة المرأة السيارة إن النساء "بربع عقل".
والجمعة قالت إمارة منطقة عسير (جنوب) ان أمير المنطقة فيصل بن خالد "وجّه بمنع عضو الإفتاء في المنطقة الشيخ سعد الحجري من الإمامة والخطابة وجميع المناشط الدعوية بسبب إثارته للرأي العام خلال محاضرة ألقاها في أحد الجوامع (..) تحت عنوان +عشرون مفسدة لقيادة المرأة للسيارة+ ، وما ورد فيها من عبارات تثير الرأي العام، ووصف النساء بأنهن ناقصات عقل ودين".
وفي واشنطن رحبت الخارجية الاميركية بالقرار التاريخي، معتبرة اياه "خطوة ايجابية جدا".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت للصحافيين في واشنطن "نحن سعيدون للغاية".
وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت واشنطن تعتبر القرار السعودي خطوة اولى على طريق تعزيز حقوق النساء في المملكة اكتفت نويرت بالقول "اليوم نحن سعيدون".
ويأتي هذا القرار بعيد اسبوع على سماح السلطات السعودية للمرة الاولى للنساء بالمشاركة مع أسرهم، بشكل منفصل عن بقية الحضور، في الاحتفال بالعيد الوطني السعودي الذي اقيم في ملعب رياضي.
كما انه يأتي هذا القرار بعيد اسابيع قليلة من قرار وزارة التربية السعودية السماح للفتيات بممارسة الرياضة في المدارس الحكومية، في خطوة رحبت بها في حينه هيومن رايتس ووتش.
المصدر: رای الیوم
انتهی/