أعلن الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس، أن حكومة بلاده، ومتمردي جماعة "جيش التحرير الوطني"، سيوقعان اتفاقًا ثنائيًا لوقف إطلاق النار، للمرة الأولى منذ أكثر من 50 عامًا.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقال سانتوس، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة بوغوتا، إن هذه الخطوة تأتي بعد 5 سنوات من إعلان مفاوضات السلام مع مليشيات جماعة "فارك"، واعتبر أن ذلك سيكون بمثابة "بداية لدولة جديدة".
وأشار سانتوس إلى أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ مطلع أكتوبر/تشرين أول المقبل، ويستمر حتى 21 يناير/كانون ثان من عام 2018.
وأضاف: "الأولوية هي لحماية المدنيين، لذلك وخلال تلك الفترة سيتم التوقف عن أعمال الاختطاف والهجمات على خطوط الأنابيب النفطية والأعمال العدائية الأخرى ضد المدنيين".
وفي المقابل، قالت جماعة "جيش التحرير الوطني" في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع "تويتر": "نعم نستطيع! نشكر جميع من ساند تلك الجهود بقوة من أجل نجاح وقف إطلاق النار الثنائي".
وبموجب الاتفاق، وافقت جماعة "جيش التحرير الوطني" على وقف عمليات الاختطاف والابتزاز والهجمات على المدنيين أو على البنية التحتية للبلاد، وستقوم الحكومة في المقابل بتحسين ظروف السجن لأعضاء الجماعة المسجونين.
ويُعتقد أن "جيش التحرير الوطني" لديه نحو 1500 مقاتل نشط، حسب تقارير استخباراتية نشرتها وسائل إعلام كولومبية.
وفي 16 مايو/أيار الماضي، بدأت الحكومة الكولومبية، الجولة الثانية من مفاوضات السلام مع متمردي "جيش التحرير الوطني"، في العاصمة الإكوادورية كيتو، بعد انتهاء الجولة الأولى في 6 أبريل/ نيسان الماضي.
وتسير عملية السلام بين الحكومة الكولومبية، والمتمردين، تحت رقابة وضمانة الإكوادور، وتشيلي، وكوبا، وفنزويلا، والنرويج، والبرازيل.
وفي 29 سبتمبر/أيلول 2016، أعلن "جيش التحرير الوطني"، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، استعداده للتفاوض مع الحكومة.
ويعود الصراع في كولومبيا إلى عام 1950، عندما هرب العديد من الثوار الكولومبيين الليبراليين، والشيوعيين من هجمات العسكريين التابعين للسلطات الحكومية إلى المناطق الشرقية غير المأهولة، وأعلنوا إقامة دولة مستقلة لهم بعيدًا عن "ظلم الطبقة الحاكمة البرجوازية".
وفي عام 1966، أعلنت قوات حركة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) عن نفسها رسميًا، واستمرت مواجهاتها المسلحة مع الجيش الكولومبي حتى قبل أشهر قليلة.
وأسفر الصراع المسلح بين الجانبين عن مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد نحو 6.5 ملايين، وفق تقديرات رسمية.
ووقع مفاوضو "فارك" اتفاق سلام مع الحكومة الكولومبية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لوضع نهاية للصراع المسلح الذي اندلع في البلاد عام 1950.
انتهی/