هدأت قليلا “الفورة” الإعلامية التي بلغت ذروتها صباح اليوم الجمعة على أرضية اعلان متحدث باسم الجيش الروسي عن مقتل ابو بكر البغدادي، زعيم تنظيم “داعش” في غارة يوم 28 أيار (مايو) الماضي قرب مدينة الرقة شمال سورية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء- انها ليست المرة الأولى التي تتوارد فيها الانباء عن مقتل البغدادي او اصابته، وربما لا تكون الأخيرة أيضا، ولكن الجديد في الامر ان الإعلان يأتي من قبل الروس وليس من قبل الأمريكيين، او حلفائهم العراقيين، مما اضفى بعض المصداقية عليه.
البيان الروسي قال ان البغدادي كان يترأس اجتماعا لقيادة التنظيم عندما قصفت المكان طائرات سوخوي، مما أدى الى ترجيح مقتله وحوالي 300 شخصا من القيادات الميدانية والعناصر المقاتلة بالقرب من مدينة الرقة .
ابو بكر البغدادي لم يظهر علانية الا مرة واحدة في تموز (يوليو) عام 2014 عندما اعتلى منبر الجامع النوري الكبير في مدينة الموصل بعمامته وملابسه السوداء، والقى خطبة الجمعة التي اعلن فيها قيام دولة الخلافة الإسلامية، واختفى بعدها عن الأنظار.
الولايات المتحدة رصدت 25 مليون دولار مكافأة لمن يقدم معلومات تؤدي الى القبض عليه، ويبدو انه لم يتقدم أي احد للفوز بها، لان الرجل يشرف بنفسه على الاجراءات الأمنية المتعلقة بتحركاته السرية، وهي محدودة على اي حال، حسب مصادر بعض المقربين منه.
الامر المؤكد ان تنظيم "داعش" لن يتردد في اعلان وفاة قائده عبر اذرعته الإعلامية المتشعبة، مثلما جرت العادة في كل مرة يقتل فيها احد قادته البارزين، مثل ابو محمد العدناني، الناطق باسمه، ابو عمر الشيشاني قائده العسكري، فالتنظيم الذي يتبنى ارث تنظيم "القاعدة” الأيديولوجي، لا يخفي مطلقا انباء موت قيادييه التزاما بأحكام الشريعة الإسلامية التي تحتم ذلك لامور متعلقة بالارث والاسرة ومستقبل الزوجات، ولذلك أي انباء حول الوفاة او "الشهادة” لا تصدر عن التنظيم نفسه وتتعلق بقيادته، او عناصره، تظل موضع شك.
ابو بكر البغدادي يظل واجهة لقيادة جماعية تعيش في الخفاء، وتدير شؤون التنظيم العسكرية والإدارية من خلال هرم قيادي محكم الاعداد، ولا نعتقد ان وفاته او اغتياله ستؤثر كثيرا على هذا الهرم تماما مثلما حدث اثناء اغتيال او مقتل قيادات عسكري او إعلامية، في الماضي القريب.
ابو بكر البغدادي سيقتل او يموت في ظروف وفاة طبيعية في "يوما ما”، لكن مقتله او وفاته في هذا الظرف الذي يعيش فيه التنظيم اصعب أيامه، حيث يفقد الكثير من الأراضي التي يسيطر عليها، خاصة في مدينة الموصل، اكبر معاقله في العراق واهمها، سيشكل ضربة قوية جدا له، معنويا وعسكريا وسياسيا.
المصدر : راي اليوم