عبارات، “جئناكم بالذبح”، و”تكسير الصلبان وتدبير التفجيرات وقطع الرقاب وشرب الدماء” و”سبي النساء”، هي بعض من أهم ادبيات الجماعات التكفيرية وعلى رأسها “داعش” وبوكوحرام وجبهة النصرة وانصار بيت المقدس و..، وما قامت به هذه الجماعات من فظائع كانت اكثر وحشية ودموية مما هددوا به في ادبياتهم وخطاباتهم.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- الملفت ان هذا الخطاب المقزز للجماعات التكفيرية والفظاعات التي فاقت كل تصور، كانت، وفقا لهذه الجماعات، بمثابة اعداد الارضية ل”اقامة الخلافة الاسلامية”، في تأكيد واضح على انه لا يمكن للخلافة الاسلامية ان تقام الا بعد ان تزهق ارواح الملايين من البشر وباشكال في غاية البشاعة والهمجية.
العالم كله شهد الاستعدادات التي قامت بها "داعش” لاقامة الخلافة الاسلامية، والارضية الدموية التي بنيت عليها هذه الخلافة، قبل وبعد تموز / يوليو عام 2014 عندما اعلن كبير "الدواعش” ابو بكر البغدادي من جامع النوري في الموصل "الخلافة الاسلامية على منهاج النبوة” ونصب نفسه خليفة على اكثر من مليار ونصف المليار مسلم، فكان الموت والذبح والسبي والتشريد والحرق والدمار مصير كل من عارض "الدواعش” وخلافتهم.
بيض "الدواعش”، منذ خروجهم من رحم القاعدة والتنظيمات التكفيرية التي تعمل عقيدة القاعدة، وجوه المغول والتتار والمستعمر الغربي وكل العصابات الاجرامية والانظمة الدكتاتورية والاستبدادية في التاريخ، فما اقترفوه بحق المسلمين من جرائم يندى له جبين الانسانية، لم تخطر حتى ببال اكثر العقول شيطانية من المغول والتتار والمستعمرين.
بعد ذلك التاريخ بشهر اعلنت جماعة لا تقل وحشية ولا همجية عن "داعش”، وهي جماعة بوكوحرام الخلافة الاسلامية في بعض مناطق نيجيريا، هذا النموذج الافريقي ل”داعش”، خطف الآلاف من الكبار والأطفال الذين مازال مصيرهم مجهولا، كما خطف نحو 270 فتاة من المدارس في أبريل / نيسان 2014، وقتل نحو 15 ألفا وتسبب في نزوح أكثر من مليوني شخص خلال سبع سنوات من التمرد بهدف إقامة خلافة إسلامية في شمال شرق نيجيريا.
ليست "داعش” وبوكوحرام فقط من تدعي "الجهاد” من اجل "اقامة الخلافة الاسلامية على منهاج النبوة” بل هذا "هدف” اغلب الجماعات التكفيرية التي طفت على سطح الاحداث منذ عقود طويلة وبشكل مريب، والريبة تكمن في سلوكيات هذه الجماعات التي تتجاوز نطاق اي وصف لبشاعتها.
ممارسات وسلوكيات التكفيريين، مهما اختلفت عناوينهم وراياتهم، تم الصاقها لصقا، بافكار ورموز وعقائد اسلامية مقدسة وسامية لدى المسلمين، بغية النيل من هذه الافكار والرموز والعقائد ونزع القدسية عنها وصولا الى زرع اليأس والاحباط في نفوس المسلمين ودفعهم للشك بعقيدتهم ودينهم.
من بين هذه الافكار التي تعرضت لهجمة شرسة من قبل التكفيريين، كانت فكر "الخلافة الاسلامية”، فقد اساءت "داعش” وبوكوحرام وباقي الجماعات التكفيرية الى هذه الفكرة حتى جعلوا منها فكرة مرادفة للدمار والخراب والقتل والذبح والسبي، ولم يكتفوا بذلك بل اساؤا ايضا الى النبي صلى الله عليه واله وسلم، عندما قالوا ان "خلافتهم” الدموية تأتي على "منهاج النبوية”!!.
فكرة "الخلافة الاسلامية” لم تكن وحدها التي تعرضت للتشويه على ايدي "الدواعش” وباقي الجماعات التكفيرية، فهناك القران الكريم الذي يرفعه التكفيريون ليل نهار، وهناك راية النبي (ص) التي جعلتها "داعش” رايتهم، فتحولت الى رمز للرعب والخوف والقتل، كما ان "التكبير” (الله اكبر) الذي كان عبارة اسلامية في قمة السمو، حولها التكفيريون الى عبارة مرادفة للذبح والتفجير والسبي والقتل، اما اسماء الصحابة والاولياء والصالحين فاطلقوها على جماعات القتل والسبي والذبح والتفخيخ والتفجير، واساؤا بذلك اساءة كبيرة الى هؤلاء الاعلام.
صحيح ان "داعش” وبوكوحرام والتكفيريين بشكل عام، اساؤا كثيرا الى الاسلام والقران والنبي والاولياء والصحابة والشعارات والرموز والتراث الاسلامي، من خلال ممارساتهم الدموية، بهدف ضرب ايمان المسلمين بدينهم وقرانهم ونبيهم وتاريخهم ومقدساتهم، الا ان بقاء هذه الممارسات محصورة في قلة قليلة من التكفيريين، ورفض المسلمين لهذه الممارسات واعتبارها ممارسات لا تخرج من مسلم صحيح الاسلام، افشل مخطط الجهات المصنعة للجماعات التكفيرية وعلى راسها "داعش”.
المصدر/ شفقنا