قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن فكرة الحل في سوريا من دون الرئيس السوري بشار الأسد لم تعد قيد التداول، وأن للرئيس الأسد "من الحظوة والدور ما يجعله يستمر في السلطة لفترة مهمة".
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-وفي مقابلة مع الميادين ضمن برنامج "لعبة الأمم" لم يستبعد الشيخ قاسم احتمال التقسيم في سوريا، لأن الأطراف المختلفة لم تحسم خياراتها بعد، وقال إنه لا يمكن قراءة المشهد بوضوح قبل حسم الولايات المتحدة خياراتها السياسية تجاه سوريا وهو ما لن تقوم به قبل انتهاء معركة الرقة.
وعن السعودية قال الشيخ قاسم إن حزب الله "لا يضع السعودية في خانة الأعداء كإسرائيل"، معتبراً أن السعودية "ترتكب أخطاءً وجرائم وأعمالاً شنيعة، ولمصلحتها التوقف عنها".
وتوقّع قاسم مزيداً من الأزمات الاقتصادية والسياسية في السعودية، ومزيداً من انفصال العالم الإسلامي عنها، مشيراً إلى أنها تتجه نحو الانهيار.
وأكد قاسم أن "إيران لم تتوقف يوماً عن مد اليد للسعودية من أجل الحوار لكن الأخيرة ترفض لأنها تريد وضع حاجز يمنع التواصل بين إيران والمسلمين في المنطقة.
قاسم شدّد على أن الفلسطينيين واللبنانيين المستعدين لتحرير أرضهم محل دعم إيران، معتبراً أنه من الخطأ أن تصبح المقاومة الفلسطينية جزءاً من مشاريع الآخرين قائلاً : إن حماس أجرت مراجعة نقدية وأعادت النظر ببعض مواقفها السابقة. وأكد نائب الأمين العام لحزب الله تحسن العلاقة بين حماس من جهة وكل من إيران وحزب الله لافتاً إلى أن هذه العلاقة لم تنقطع حتى في الظروف الصعبة لا سيما مع مجاهدي كتائب عز الدين القسام.
واعتبر قاسم أن الأمور مع إسرائيل لا تقاس بميزان الكتل الاستيطانية التي تقيمها إنما من خلال هزيمة مشروعها الكبير من النيل إلى الفرات، مضيفاً "نحن في خط المواجهة مع إسرائيل ومن يقف إلى جانبها سيتلقى النتائج التي ستصيبها" مشيراً إلى أن السعودية لم تنف كل الكلام الذي قالته إسرائيل عن فتح قنوات معها.
وحول احتمال الحرب بين الولايات المتحدة وإيران قال قاسم : إن المؤشرات تدل على أن ترامب لا يرسم خطوط التفاهم مع إيران، لكنه استبعد الحرب. ورأى أن ترامب يريد استقطاب دول الخليج الفارسي واستخدامهم في مواجهة إيران لأن ذلك أكثر فائدة بالنسبة له.
وأكد قاسم أن توقف الحرب في اليمن بحدّ ذاته انتصار كون السعودية لم تحقق أهدافها وأطماعها معتبراً أن ظروف اليمن لا تسمح بالحضور المباشر لحزب الله الذي يدعم بمقدار استطاعته. من جهة ثانية تحدث عن وجود اتصالات مع مصر لكن "التفاعل ليس كافياً" ربما بسبب ظروفها على حد تعبيره.
أما في ما يخص الوضع اللبناني فقد أكد قاسم أن حزب الله على جاهزية تامة وحاضر لمواجهة التحدي إذا ما أرادت إسرائيل شن أي حرب، مضيفاً إن "كل المعطيات تدل على أن إسرائيل ليست جاهزة لحرب الآن".
وأضاف أن "الاعتداء على لبنان سيكون محل اهتمام من قبلنا وقد يؤدي هذا إلى رد فعل حقيقي على إسرائيل"، مشدداً على أن هناك تطوراً كبيراً في حزب الله منذ العام 2006 "من حيث الجاهزية والخبرة والعدد والتخطيط الاستراتيجي".
وقال قاسم إن "الرئيس (اللبناني) ميشال عون هو من يعبر عن موقف لبنان الآن وليس غيره"، في إشارة إلى الرسالة التي وجهها رؤوساء جمهورية ورؤساء حكومة سابقين إلى القمة العربية في الأردن، مؤكداً أن "عون يعبر عن الموقف الوطني الجامع وما يقوم به هو جزء لا يتجزأ من حماية لبنان".
وحسم قاسم عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها حتى في حال إقرار قانون للانتخاب مشيراً إلى تأخير تقني مدته مرتبطة مرهونة بما سيتم التوصل إليه خلال الأسبوعين المقبلين. وجدد موقف حزب الله المؤيد للنسبية مع ضرورة تقريب المسافات للوصول إلى قواسم مشتركة مع الأطراف المختلفة، وقال "نحن لن نرضى بقانون انتخابي كيفما كان".
ولفت قاسم إلى "تغيير في موقف تيار المستقبل بعد قراره دخول رئاسة الحكومة" نافياً وجود "موارد خلافية مطروحة بين حزب الله والنائب وليد جنبلاط" قائلاً "إن نقاط خلافنا في الملف السوري لا تخلّ بالتعاون الداخلي حول القضايا المختلفة".
المصدر/ الميادين