في فترة ما بعد البرنامج الشامل للعمل المشترك، توجد ثلاث طرق محددة لتطور مستقبل العلاقات بين أمريكا وايران.
طهران -وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء-كتب موقع "ديبلمات" الالكتروني: أن العلاقات الامريكية – الايرانية لغز لم يحل بعد. ولم يكن هناك ارتباط رسمي ودبلوماسي بين طهران وواشنطن خلال 38 عاما.
كان البرنامج الشامل للعمل المشترك (برجام) الذي تم توقيعه عام 2005 بين إيران ودول 5+1، أول اتفاق رسمي ايراني –امريكي منذ عام 1979. حيث أوجدت فترة ما بعد برجام مجالا مناسبا لتحسين العلاقات بين البلدين؛ لكن التوقع باقامة علاقات أفضل بينهما أمرا لايزال صعباً. في الحقيقة، لم يحدث حتى الآن أي تغيير خاص في شکل العلاقات بين طهران وواشنطن منذ بدء العمل ببرنامج برجام.
وهذا الأمر يهدف إلى التنبؤ بمستقبل العلاقات الايرانية – الامريكية. ويمكن تصور ثلاثة اختيارات لمستقبل العلاقات بين البلدين:
1- اعادة العلاقات الدبلوماسية
طلب اوباما عام 2009 مباشرة من السلطات الايرانية أن يتفاوضا لاعادة العلاقات بين البلدين لكن أوباما لم يتوصل إلى حل لان المرشد الأعلى رفض مقترح أوباما. ولم تُبد إيران خلال مباحثاتها النووية أي رغبة في توسيع العلاقات خارج المحادثات النووية. وأن مأزق الاتفاق النووي وبرجام أشار إلى أن تجنب المفاوضات المباشرة بين البلدين أمرا غير مجديا وأن الدبلوماسية الجدية هي الوحيدة القادرة على تحسين العلاقات بين البلدين.
2- الحفاظ على الوضع الحالي
في حالة عدم وجود إرادة سياسية جادة لزيادة التوتر وتحسين العلاقات بين البلدين، من المحتمل أن تحافظ إيران علی علاقتها مع أمريكا على الوضع الحالي وسوف يكون التعاون والعلاقات مع أمريكا غير رسمي.
كما أن حكومة حسن روحاني لم تبدي أي رغبة في تدهور العلاقات الايرانية – الامريكية. وأن تحرير الجنود الأمريكان الذين كانوا قد دخلوا المياه الايرانية سريعاً هو نموذجا لتجنب حكومة روحاني لقاء امريكا.
وفقا لظروف عدم الاستقرار في المنطقة، فأن أمريكا لا ترغب في ايجاد التوتر في الخليج الفارسي. لكنها تعتبر اجراءات ايران منها تجربة الصواريخ الباليستية وكذلك أنشطتها العسكرية في سوريا واليمن تعارض مصالحها.
ورغم وجود هذه الاختلافات، هناك مجالات مشتركة بين ايران وامريكا للتعاون فيما بينهما. فالحرب على جماعة داعش الارهابية تُعد أحد الاعمال المشتركة بينهما.
3- فشل برنامج برجام وتدهور العلاقات
في حالة فشل البرنامج الشامل للعمل المشترك (برجام) والاتفاق النووي الايراني، ستتدهور العلاقات بين البلدين وسوف تتخلى ايران عن كافة التزاماتها حيال برنامج برجام وستستمر بقوة وسرعة في أنشطتها النووية. كذلك ستقوم امريكا بفرض عقوبات أكثر على ايران. كما فشل البرنامج سيزيد من التوتر في منطقة الخليج الفارسي. حيث تبذل بعض الجماعات جهدها لانهيار الاتفاق النووي الايراني.
في الختام يجب أن يلتزم كلا الطرفين بالتزاماتهما تجاه هذا البرنامج، ذلك أن الانتخابات الامريكية القادمة ستؤثر بشدة على مستقبل البرنامج حيث أعلن ترامب مخالفته بشدة الاتفاق النووي الايراني في حين أعلنت كلينتون موافقتها عليه.
انتهى/