لم تسقط الراية يا سيد الشهداء!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۹۴۱۴
تأريخ النشر:  ۱۶:۴۰  - الأَحَد  ۲۹  ‫ستمبر‬  ۲۰۲۴ 
الآن، وبعد الإعلان رسمياً عن استشهاد حسين زماننا، وكرّار محورنا، وحيدرة مقاومتنا، تبدو الدنيا مظلمة وموحشة إلى حدٍّ بعيد، إذ إن صبحها المشرق قد رحل، ونورها الساطع قد أفل.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- لا أعرف لماذا انقبض قلبي وارتعدت جوارحي عندما بدأت الأخبار تتوارد عصر الجمعة عن ضربة صهيونية غادرة في قلب الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، ولا أعرف سبباً واضحاً لحضور صورة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أمام ناظريّ من دون انقطاع، وعلى الرغم من عدم ورود اسمه في بداية الحدث في قائمة المستهدفين حسب التسريبات الإسرائيلية، فإنني كنت متيقّناً بأن ضربة جنونية ومجرمة كهذه لا يمكن أن تستهدف شخصاً غيره.

وكم كان مرعباً ذلك الشعور بالعجز والخوف عندما بدأت وسائل إعلام العدو بتداول اسم سماحته كمستهدف رئيسي في العدوان الإجرامي، إذ استمر هذا الشعور حتى إعلان حزب الله ظهيرة السبت عن ارتقائه شهيداً مقبلاً غير مدبر بعد رحلة طويلة من الجهاد والنضال والدعوة، وبعد اثنين وثلاثين عاماً من البناء والتنظيم لحزب عقائدي ومقاوم استطاع تحقيق إنجازات عجزت عنها دول كثيرة، تملك من الإمكانيات والقدرات أضعاف ما يملكه ذلك الحزب، لكن الخور الذي أصابها، والفساد الذي نخر جسدها ومؤسساتها قد منعها من الوصول إلى ذلك الشرف الذي لا يتحصّل عليه إلا من اجتهد وبذل وقدّم وضحّى.

الآن، وبعد الإعلان رسمياً عن استشهاد حسين زماننا، وكرّار محورنا، وحيدرة مقاومتنا، تبدو الدنيا مظلمة وموحشة إلى حدٍّ بعيد، إذ إن صبحها المشرق قد رحل، ونورها الساطع قد أفل، وجمالها الأخّاذ قد ذبُل، وكأنها فقدت قمرها الذي يضيء لياليها المظلمة، وشمسها التي تدفئ أيامها الباردة، وكأن قلبها الذي ينبض بالحياة قد توقف إلى الأبد.

 اليوم، لا تبدو الصباحات جميلة، ولا المساءات دافئة، ولا اللقاءات حميمة، فكل شيء جميل قد انطفأ توهّجه، وزال تألّقه، وحل بدلاً منه سواد بلا نهاية، وقبح يملأ المدى، وضحكات خبيثة يُسمع صداها في كل الأجواء، وترى صورتها عبر كل الشاشات، فتزداد غربتنا، ويعظُم ألمنا، ونكاد ننادي في الآفاق أن يا وحدنا بعدك يا أبا هادي.

كم كانت حزينة تلك اللحظات ومذيعة قناة الميادين تقرأ بيان نعي القائد الشريف والعزيز سماحة السيد حسن نصر الله، وكم كانت كلماتها المرتجفة، ودموعها المنهمرة تبكينا، بل وتحرقنا أكثر فأكثر، ونحن نتمنى أن يكون ما نسمعه مجرد حلم، أو كابوساً من عمل الشيطان، سرعان ما نستيقظ منه، وننفض حينها كل ما علق منه في أرواحنا، لكن للأسف لم يكن حلماً، ولم يكن كابوساً، بل حقيقة قاسية لا فِكاك منها، ولا هروب من أوارها الذي أبكى القلوب قبل العيون.
انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم