حتى إيلات!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۹۳۹۹
تأريخ النشر:  ۲۰:۵۹  - الخميس  ۲۶  ‫ستمبر‬  ۲۰۲۴ 
المعركة الجارية الآن على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة قد تشكّل كلمة الفصل لناحية وقف العدوان على غزة، ولا سيّما إذا وصلت إلى مرحلة تهدّد فيها مصالح الدول الكبرى.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- ما زلت عند رأيي السابق الذي تضمّنه مقالي الأخير عبر موقع "الميادين أون لاين" تحت عنوان "ما بين رفح والليطاني أكثر من مجرّد جغرافيا"، والمتعلّق باستبعاد فرضية تحوّل المواجهة العسكرية الجارية بين العدو الصهيوني من جهة وحزب الله من جهة أخرى إلى حرب شاملة.
 وقد أشرت في سياق ذلك المقال الذي تم نشره قبل العدوان الواسع الذي شنّه سلاح الجو الصهيوني على قرى الجنوب اللبناني ومناطق أخرى في البقاع صباح الاثنين الماضي إلى مجموعة من الكوابح والموانع التي أرى أنها تقف حائلاً دون تحوّل الاشتباك عبر الحدود إلى حرب مفتوحة قد تنعكس تداعياتها على كل الإقليم.

اليوم، وبعد التطوّر الدراماتيكي وغير المُتوقّع الذي جرى صباح الاثنين وما زال يجري حتى الآن، والذي نتج منه عشرات الشهداء ومئات الجرحى من المدنيين اللبنانيين، وما تلاه من ردود أفعال من حزب الله وصلت مفاعيلها إلى مدينة حيفا والعفّولة، ومستوطنات الضفة، وقاعدة رامات دافيد الجوية بالغة الأهمية، إضافة إلى شركة رفائيل للصناعات العسكرية، وأخيراً وليس آخراً الصاروخ الباليستي على مقر قيادة جهاز الموساد في "تل أبيب" وغيرها من المواقع الحيوية والحسّاسة داخل الكيان الصهيوني، تبدو الأمور أكثر قابلية للذهاب باتجاه مواجهة واسعة وقاسية، ولكنها لن تصل بحسب اعتقادنا إلى مرحلة الحرب المفتوحة أو الحرب الإقليمية، إذ إن مجموعة الكوابح التي أشرنا إليها في مقالنا السابق ما زالت قائمة، وإن اعتراها بعض التغيّرات الناتجة في الأساس من رغبة بنيامين نتنياهو وائتلافه المتطرّف في الذهاب إلى أبعد مدى ممكن من أجل الحفاظ على الحكم في "إسرائيل"، وهو الذي يخشى سقوط حكومته وائتلافه في حال توقفت الحرب، سواء في قطاع غزة أو في جنوب لبنان.

 على كل حال، وبما أننا نعيش في عالم سريع التغيّر والتبدّل، وتحكمه مصالح ورغبات الدول العظمى والكبرى، ولا مكان فيه للضعفاء، فإن إمكانية انفلات الأمور من عِقالها تبدو واردة، وهو ما يمكن أن يؤدّي إلى اشتعال الإقليم برمّته في حرب ضروس تأكل الأخضر واليابس، وتعيد تغيير شكل المنطقة كما لم تفعل أي حرب من قبل.

في حال وقعت هذه الحرب التي يحذّر منها الكثيرون في العالم، فإن الأطراف المشاركة فيها ستستخدم كل ما في جعبتها من إمكانيات وقدرات عسكرية وبشرية لحسمها والانتصار فيها، إذ إن الهزيمة ستعني دون أدنى شك سقوط مشاريع بأكملها، لا دول أو جماعات فحسب، ولا سيّما إذا ما عرفنا أن هناك حلفاء وداعمين لكلا طرفي المواجهة المحتملة، وهم لن يسمحوا بسقوط حليفهم أو خسارته الحرب، أو على أقل تقدير سيبذلون كل ما في استطاعتهم من أجل تقديم العون له، وصولاً إلى إمكانية المشاركة المباشرة في العمليات العسكرية إذا تطلّب الأمر.

نحن هنا سنحاول الإشارة باختصار إلى مجموعة من الأهداف الحيويّة والاستراتيجية الإسرائيلية التي ستكون عرضة للاستهداف في أي حرب مفتوحة قد تقع خلال المرحلة القريبة القادمة، والتي ستكون هدفاً أساسياً ومركزياً لحزب الله في حال بقي وحده في المواجهة أو لباقي أطراف محور المقاومة إذا توسّع إطار الحرب، وتحوّلت إلى معركة متعدّدة الجبهات، كما يعتقد الكثير من المحلّلين والخبراء، إذ تتوزّع هذه الأهداف من رأس الناقورة شمالاً، وصولاً إلى مدينة أم الرشراش المحتلة "إيلات" جنوباً.
أولاً: المراكز الحكومية

1 - البرلمان "الكنيست":

 يُعتبر "الكنيست" أعلى سلطة تشريعية وسياسية داخل النظام السياسي لإسرائيل، إذ يتولى المهام التشريعية للدولة، ويعتمد الحكومات، ويراقب عملها، ويؤدي دوراً كبيراً في الحياة السياسية داخل البلاد بسبب طبيعة الحكم القائمة على النظام البرلماني، وهو يقع في تلة الشيخ بدر غربي مدينة القدس المحتلة.

2- مكتب رئيس الوزراء:

 يتولى مكتب رئاسة الوزراء مسؤولية صياغة السياسة التي يعمل بناء عليها مجلس الوزراء الصهيوني، وكذلك مسؤولية العلاقات الدبلوماسية الخارجية مع مختلف دول العالم، إضافة إلى مسؤوليته عن الهيئات والمؤسسات الحكومية الأخرى التي تتبع لرئيس الوزراء بشكل مباشر، مثل هيئة الطاقة الذرية، والمعهد الإسرائيلي للبحوث البيولوجية، ووزارة الشؤون الاستراتيجية، وجهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد"، وجهاز الاستخبارات الداخلية "الشاباك" الذي يقع في "بيت أغيون" في حي "رحافيا" وسط مدينة القدس المحتلة.

3- وزارة الحرب "الدفاع":

وزارة الحرب الإسرائيلية هي الجهة الحكومية المسؤولة عن الدفاع عن "دولة إسرائيل" ضد التهديدات العسكرية الداخلية والخارجية، وأعلى منصب فيها هو وزير الدفاع، وهي تقع وسط مدينة تل أبيب في منطقة "هكرياه" التي تضم أيضاً القاعدة المركزية للجيش الإسرائيلي، وتشرف وزارة الدفاع على معظم قوات الأمن الإسرائيلية، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، والصناعات العسكرية الإسرائيلية، وصناعات الفضاء الإسرائيلية.
ثانياً: المطارات المدنية

1/مطار اللد الدولي "بن غوريون":

هو أحد أكبر المطارات في "إسرائيل"، وأكثرها ازدحامًا، تم إنشاؤه من قِبل القوات البريطانية عام 1936 م، ويبعد عن مدينة تل أبيب نحو 20كلم في الاتجاه الجنوبي الشرقي، ويعد مركز العمليات الرئيسي لشركات الطيران الإسرائيلية الكبرى، ويبلغ متوسّط عدد المسافرين الذين يمرون منه في العام الواحد نحو 11 مليون مسافر.

2/ مطار حيفا الدولي:

 يُعتبر أقدم مطار في "إسرائيل". تم بناؤه عام 1934 فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. يقع قرب المدخل الرئيسي للمدينة، وهو قريب من أحواض بناء السفن الإسرائيلية، وميناء كيشون في خليج حيفا، ويُستخدم كمطار للرحلات الداخلية، وخصوصاً باتجاه إيلات، وأيضاً للرحلات الدولية، وخصوصاً التجارية منها، ويُستخدم في بعض الأحيان لأغراض عسكرية.

3/ مطار رامون الدولي:

أُنشئ هذا المطار كبديل لمطاري عوفدا وإيلات، ويتميز بطول مدرج الهبوط والإقلاع الذي يبلغ 3600 متر، بحيث تستطيع كل الطائرات الإقلاع منه أو الهبوط فيه. يقع المطار على بعد 19 كلم إلى الشمال من مدينة إيلات.
ثالثاً: القواعد الجوّية والاستخبارية

1/ قاعدة سيدوت ميخا: هي قاعدة جوية نوويّة، تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة تل أبيب. تحتوي على ثلاثة أسراب من الطائرات الحربية، وتوجد فيها بطاريات لصواريخ "حيتس2" المضادة للصواريخ الباليستية.

2/ قاعدة رامون الجوية: هي قاعدة ذات أهمية استراتيجية، تقع في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة بئر السبع المحتلة، وهي قريبة من الحدود مع مصر. تبعد عن شبه جزيرة سيناء المصرية ما يقارب 30 كلم. 

3/قاعدة رامات دافيد الجوية "تم استهدافها": تعتبر واحدة من أهم ثلاث قواعد جوية في إسرائيل، وتضم مطاراً عسكرياً. وتقع جنوب مدينة حيفا شمال فلسطين قرب كيبوتس رامات دافيد الواقع في سهل مرج ابن عامر قرب مستوطنة مجدو.

4/ قاعدة حتسور الجوية: عبارة عن مطار عسكري يقع قرب ساحل البحر الأبيض المتوسط بموازاة مدينة القدس المحتلة، وتعدّ مقراً للسرب 105 والسرب 101.

5/قاعدة حتسريم الجوية: تقع في صحراء النقب غربي مدينة بئر السبع المحتلة، وتضم أكاديمية طيران قوات الجيش الإسرائيلي، فيها أربعة مدارج يتراوح طولها ما بين 1833 و2750 متراً.

6/ قاعدة نيفاتيم الجوية: مطار عسكري إسرائيلي ودولي يقع في مدينة بئر السبع المحتلة، وفيها أسراب من طائرات "إف 35"، وفيها مقر القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح الجو الإسرائيلي المقام تحت الأرض.
انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم