الآن وهنا...الحرب تخرج من مربع الإسناد إلى "الحساب المفتوح"

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۹۳۸۴
تأريخ النشر:  ۲۳:۲۹  - الثلاثاء  ۲۴  ‫ستمبر‬  ۲۰۲۴ 
لم يعد ثمة مجال للشك، بأن حكومة الإرهاب والفاشية، قد انفلت عقالها، وأن شهيتها لإشعال الحرائق والحروب لا حدود لها يمكن أن تتوقف عندها.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- دخلت المعارك والمواجهات على جبهة الإسناد مرحلة استراتيجية جديدة، هذا ما ذهبنا إليه بعد عملية "البيجر" و"اللاسلكي" وجرائم الاغتيال الآثمة في بيروت، وهي العمليات اللئيمة والمؤلمة، التي لم تميّز بين مدني وعسكري، بين مقاتل وناشط اجتماعي، عنوان هذه المرحلة "الدخول في الحساب المفتوح"، على حد تعبير نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

لم يعد ثمة مجال للشك، بأن حكومة الإرهاب والفاشية، قد انفلت عقالها، وأن شهيتها لإشعال الحرائق والحروب لا حدود لها يمكن أن تتوقف عندها... "لقد انتهت الحرب على غزة فعلياً من دون أن تنتهي رسمياً"، فكان لا بد من فتح جبهة جديدة، لتحقيق غرضين اثنين:

الأول، تكتيكي، بالوصول إلى الانتخابات الأميركية، بعد إطاحة كامل حظوظ حملة كمالا هاريس والحزب الديمقراطي، وفي الطريق معالجة قضية نازحي مستوطنات الشمال التي تضغط على نتنياهو كما كانت تضغط عليه قضية المحتجزين لدى حماس جنوباً.

والثاني، استراتيجي، لحسم الصراع مع الفلسطينيين بتصفية قضيتهم، وإعادة تشكيل "المملكة الثانية" في "إسرائيل" على مقاسات اليمين الديني – القومي ووفقاً لمعاييره، وفي الطريق الحفاظ على الحكومة، وتجنيب نتنياهو ما أمكن، عناء "التحقيق في الفشل والتقصير"، والمحاسبة على ارتكاباته القديمة – الجديدة، من فساد وسوء استخدام السلطة وتلقي الرشى.

في الهدف التكتيكي، يقتضي الأمر، إسكات مدافع حزب الله وصواريخه ومسيّراته، ودفع مقاتليه إلى"الجلاء عن الجنوب"، إلى ما بعد الليطاني... هذا الهدف وحده، يتطلب حرباً شاملة، تتخطى الإسناد إلى الدفاع عن لبنان... هذا الهدف وحده، ينقل الحرب برمتها، من مربع الإسناد إلى ميادين الدفاع عن النفس، عن لبنان ومقاومته، فلا الحزب في وارد وقف إسناده لغزة، فتلكم قضية عقائدية وسياسية من دونها تنهار سرديات المقاومة ووحدة الساحات، ولا الحزب في وارد الاستجابة لإملاءات نتنياهو، بعد أن دفع غالياً، بالأمس واليوم، ثمن تثبيت قواعد اشتباك، وتوازن ردع متبادل... تلكم أضغاث أحلام، تساور نتنياهو وفريقه، وعليهم إن كانوا جديين في الوصول إليها، خوض غمار حرب واسعة وشاملة، وأن يكتب لهم الانتصار فيها، وذلكم خيار دونه خرط القتاد.

يبقينا ذلك أمام سيناريوهات ثلاثة للأيام والأسابيع المقبلة...الأول؛ البقاء في دائرة النار ضمن قواعد الاشتباك الجديدة، وليس القديمة، بما يعني توسيع مديات الحرب وميادينها وطرازات الأسلحة المستخدمة فيها، مع بقاء الباب مفتوحاً لمزيد من التدهور والانهيارات المتسارعة... والثاني؛ التدخل العاجل للدبلوماسية لمنع الانزلاق من حافة الهاوية إلى قعرها، وذلكم سيناريو أقل احتمالاً، سيما على بعد ستة أسابيع من الانتخابات الأميركية، وفي ظلال إدارة "محبطة"، وعاجزة، تحوّلت إلى "بطة عرجاء" بكل ما تعنيه الكلمة... أما السيناريو الثالث؛ الانفجار الكبير، فهو الاحتمال الأكثر رجحاناً في ضوء حرب الصواريخ والطائرات والمسيّرات التي تشتد ضراوة، وما يمكن أن تفضي إليه من خسائر تزيد في احتدامها، وصعوبة تحمّل الأطراف كلفتها على المدى البعيد.
انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم