من الذي يضحي بفلسطين يا سيد محمود عباس؟! انت او إيران

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۸۷۹۱
تأريخ النشر:  ۱۳:۱۴  - الأربعاء  ۰۵  ‫یونیه‬  ۲۰۲۴ 
يا سيد محمود عباس ! بدلاً من انتقاد إيران والادعاء عليها، يرجى مراجعة سجل 30 عاماً من المفاوضات والتسوية مع الصهاينة، فربما لن تصاب بلعنة النساء والأطفال الفلسطينيين المضطهدين.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- و انه زعمت السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، في بيان لها، أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. كما انتقدت هذه المنظمة خطاب سماحة قائد الثورة في الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (رض)، وزعمت أن سياسة إيران تؤدي إلى تضحية الشعب الفلسطيني. ولكن من الذي ضحى حقا بالشعب الفلسطيني؟

منظمة السلطة الفلسطينية؛ 30 عاماً من المفاوضات مع تقلص جغرافية فلسطين

عمر السلطة الفلسطينية 30 عاما. وتأسست منظمة السلطة الفلسطينية عام 1994 عقب اتفاقات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني كحكومة انتقالية مدتها خمس سنوات، بحيث يمكن إجراء المفاوضات النهائية بين الجانبين خلال هذه الفترة. كان نهج السلطة الفلسطينية تجاه الكيان الصهيوني هو مناهضة المقاومة والتأكيد على التفاوض والتسوية. وكانت نتيجة المفاوضات التي جرت خلال الثلاثين عاماً الماضية، تقلص جغرافية فلسطين، والفشل في تشكيل دولة فلسطينية مستقلة جغرافياً، أكدت السلطة الفلسطينية في البداية على حدود عام 1948، لكنها استقرت تدريجياً على حدود عام 1967 بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية لتشكل دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.

وبعد صفقة القرن التي اعترفت باحتلال 85% من الاراضي الفلسطينية من قبل الصهاينة، لم تتخذ السلطة الفلسطينية ومحمود عباس رئيس هذه المنظمة أي إجراء خاص لمنع صفقة القرن، وفي هذا الصدد شعر دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو انهما حصلا على نصر مهم. إن سياسة التفاوض والتسوية التي انتهجها محمود عباس لم تساعد عمليا على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، والكيان الصهيوني لا يقبل حتى بحل الدولتين .

عملية طوفان الأقصى والسلطة الفلسطينية

لكن عملية طوفان الأقصى كشفت أكثر من أي توجه آخر عن طبيعة السلطة الفلسطينية وزعيمه محمود عباس. لقد قام محمود عباس عمليا بتقسيم فلسطين إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن أجل إضعاف فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، انتقد عملية طوفان الأقصى الفلسطينية الشاملة. ومنذ بداية عملية طوفان الأقصى استشهد أكثر من 400 شخص في الضفة الغربية، خاصة في مناطقها الشمالية، إلا أن السلطة الفلسطينية لم تتخذ أي إجراء لوقف جريمة الصهاينة.

وعندما خرج الناس في الضفة الغربية إلى الشوارع احتجاجا على الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في مجزرة مستشفى المعمداني، والتي خلفت أكثر من 500 شهيد؛ استخدمت السلطة الفلسطينية الغاز المسيل للدموع لتفريق الناس. كما قامت قوات الأمن التابعة لها باختراق المظاهرات بين الناس من أجل تمهيد الطريق لقمع الشعب.

وفي الأيام الأخيرة من شهر مارس، انتقدت حماس انتخاب رئيس وزراء جديد للسلطة الفلسطينية دون استشارة الفصائل الفلسطينية الأخرى، وقالت إن ذلك يتعارض مع إجراءات انتخاب الحكومة الوطنية. وأصدرت حركة فتح ومحمود عباس ردا قاسيا غير مسبوق. وكتبت: "إن الجماعة المسؤولة عن أحداث 7 أكتوبر وإعادة احتلال غزة، وهي أسوأ من النكبة، لا تستحق انتقادنا!".

ويطرح ادعاء واتهام محمود عباس والسلطة الفلسطينية ضد حماس، في حين أن الإجماع العالمي على ضرورة تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة هو نتيجة مهمة واستراتيجية لعملية طوفان الأقصى. إن صدور قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 143 صوتاً مقابل 9 أصوات وامتناع 25 عن التصويت بشأن طلب إعادة النظر في خطة العضوية الكاملة لفلسطين في مجلس الأمن، يظهر تغير معادلات القوة في فلسطين.

وعلى عكس ما تحاول السلطة الفلسطينية إظهار عملية طوفان الأقصى على أنه عمل خاطئ، وبعيد عن مصلحة الفلسطينيين في تحقيق الدولة أو غيرها من الحقوق؛ لكن حقيقة طرح اقتراح العضوية الفلسطينية كدولة كاملة لأول مرة في مجلس الأمن (رغم أن أمريكا استخدمت حق النقض ضده) تبين أن الطريق إلى تحقيق الدولة الفلسطينية، لن يتحقق في إطار التفاوض والتسوية، ولكن يتحقق في اطار عملية طوفان الأقصى والصمود امام الغرطسة. وإذا تجرأت السلطة الفلسطينية على الحديث عن الدولة وعاصمتها القدس الشرقية بسبب الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، فإن ذلك يرجع إلى عملية طوفان الأقصى. لو كان من المفترض أن يكون هناك تفاوض وتسوية لتشكيل الدولة لماذا ما حدث هذا الامر خلال الثلاثين سنة الماضية من أجل الاستقلال الفلسطيني.

مزاعم جديدة ضد إيران؛ اللعب في اللغز النفسي للصهاينة والهروب من ضغوط الرأي العام الفلسطيني

وأوضح سماحة قائد الثورة الاسلامية، الذي أكد مراراً وتكراراً أن عملية طوفان الأقصى فلسطينية الطابع بالكامل ونفذه مقاتلون فلسطينيون، في خطابه يوم 4 حزيران/يونيو، أبعاد هزيمة الكيان الصهيوني في عملية طوفان الأقصى. والحرب على غزة، بالإضافة إلى الإنجازات المهمة التي حققها المقاومون الفلسطينيون. لكن بيان السلطة الفلسطينية يختلف تماما مع خطاب قائد الثورة حيث زعم: "لا ينبغي لأحد أن يعتمد على تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة". ويأتي هذا الادعاء على الرغم من عدم وجود مثل هذه الجملة في خطاب سماحة القائد، وفي الوقت نفسه، فإنه يتناقض مع المواقف الواضحة لإيران والسلطات الإيرانية بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في غزة.

ويبدو أن هذا الجزء من بيان السلطة الفلسطينية هو ادعاء وكذب يظهر اللعب في اللغز النفسي للصهاينة. إن هذه الأدبيات والاتهامات التي يطلقها محمود عباس والسلطة الفلسطينية الخاضعة لسيطرته تأتي بهدف التخلص من ضغوط الرأي العام فيما يتعلق بأدائهم في فترة ما بعد عملية طوفان الأقصى خلال 8 أشهر الماضية.

وقد ذكرت السلطة الفلسطينية في جزء آخر وأخير من بيانها: "من الواضح تماما أن الهدف من هذه التصريحات هو تضحية الفلسطينيين وآلاف النساء والأطفال والشيوخ؛ إن الهدف من هذه التصريحات هو تدمير أرض فلسطين، ولن تؤدي مثل هذه التصريحات في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. إن الشعب الفلسطيني يقاتل منذ مائة عام، وهو الآن لا يحتاج إلى حروب لا تساعده على تحقيق حريته واستقلاله".

وزعمت السلطة الفلسطينية في بيانها ان حسب كلام القائد ان الهدف من عملية طوفان الأقصى إقليمي وليس فلسطيني. رغم أنه أكد مراراً، وحتى في هذا الخطاب، أن عملية طوفان الأقصى كانت عملاً فلسطينياً ضد الاحتلال ورداً على جرائم الصهاينة، كما أن لعملية طوفان الأقصى آثار إقليمية دقيقة واستراتيجية.

انتبهوا لهذا المقطع من خطاب سماحة قائد الثورة

"إن عملية طوفان الأقصى حدثت في وقتها وفي لحظتها. بالطبع، لا أستطيع أن اقول أن مصممي طوفان الأقصى كانوا يعرفون مدى عظمة ما يفعلونه أم لا - لا أعرف - ولكن الحقيقة هي أن ما فعلوه كان شيئًا لا يمكن لأي شيء آخر أن يحل محله؛ لقد دمروا مؤامرة دولية كبيرة لمنطقة غرب آسيا بعملية طوفان الأقصى.

ملخص

يطرح ادعاءات السلطة الفلسطينية ومحمود عباس ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في حين أن محمود عباس والسلطة الفلسطينية لم يحاولوا حتى نصف ما بذلته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن فلسطين ومصالحها، لأن الدفاع عن مصالح فلسطين سيخل بمصالحهم. لقد عمل الشهيد حسين أميرعبد اللهيان، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل جهد للدفاع عن دولة فلسطين المستقلة، والشعب الفلسطيني، وتسليط الضوء على جرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين وخاصة الشعب الفلسطيني.

يا سيد محمود عباس، انت لاتستطيع بوجه مبتسم، الدفاع عن مصالح فلسطين أمام الوحش الصهيوني. بدلاً من انتقاد إيران والادعاء عليها، يرجى مراجعة سجل 30 عاماً من المفاوضات والتسوية مع الصهاينة، فربما لن تصاب بلعنة النساء والأطفال الفلسطينيين المضطهدين. إن الشعب الفلسطيني اليوم لا يعتبرك ممثلاً للفلسطينيين، بل يعتبرك عميل للصهاينة والأمريكيين في الأراضي الفلسطينية.

انتهى/

المصدر: وکالة مهر للأنباء

رأیکم