أكد الرئيس الإيراني على ضرورة تحويل التجارة غير الرسمية بين البلدين إلى تجارة رسمية، واعتبر ذلك يتطلب تعاونًا وثيقًا بين جميع الناشطين الاقتصاديين والتجار في البلدين.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- و في مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي، وضمن استمرار فعاليات اليوم الثاني من زيارته إلى باكستان، التقى السيد إبراهيم رئيسي بنخبة من المثقفين والنشطاء الاقتصاديين ورجال الدين في جامعة كراتشي، ووصف اللقاءات والمشاورات التي جرت بين مسؤولي البلدين في إسلام أباد بأنها مفيدة ومثمرة في سبيل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتكنولوجية بين البلدين.
وأكد الرئيس الإيراني أنّ العلاقات بين البلدين تتجاوز حدود الجوار، بل تمتد جذورها إلى التاريخ والحضارة والثقافة والمعتقدات المشتركة للشعبين، مما خلق علاقة قوية ومحكمة بينهما، مضيفاً: إنّ إخلاص الشعبين لشخصية عظيمة ومشهورة مثل الإمام الخميني (رض) ينبع من روحه المتدينة ومعارضته للاستبداد والاستعمار، حيث يرى الشعبان في الإمام الراحل رمزًا للتدّين والسعي للعدالة وشخصية وقفت في وجه جشع نظام الهيمنة وقادت الشعب الإيراني العظيم إلى النصر.
وأشار إلى التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشعارات ومبادئ الثورة الإسلامية، بما في ذلك الحرية والاستقلال، وقال: "بعد 45 عامًا من انتصار الثورة الإسلامية، لا تزال قضية تحرير القدس وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني تحظى باهتمام وتأكيد الشعب الإيراني."
وذكر رئيسي أن مساعي أمريكا وبعض الدول الغربية لتوفير الأمن للكيان الصهيوني من خلال تطبيع العلاقات مع بعض دول المنطقة قد واجهت فشلا استراتيجيا، مضيفاً: إن أساس هذا الكيان مبني على الظلم والعدوان؛ ووفقا لأي من الأنظمة الدولية، فإن الاحتلال والعدوان لا يخلقان شرعية وملكية للمحتل والمعتدي، سواء كان الاحتلال ليوم واحد أو 75 عاما، فهو مدان بموجب كل المعاهدات والأنظمة القانونية الدولية، ويجب طرد المحتل ومحاكمته ومعاقبته على الفور.
وأشار إلى إنجازات المقاومة في مواجهة نظام الاستكبار والعدوان وجرائم الكيان الصهيوني، مؤكداً أن حل مشاكل العالم الإسلامي ومنع استمرار جرائم الكيان الصهيوني وظلم نظام الهيمنة يكمن في الوحدة والتضامن بين الأمة الإسلامية.
وأضاف: على الرغم من حجم الجرائم غير المسبوقة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة، إلا أنه مني بهزيمة شاملة حتى اليوم، حيث لم يتمكن من تحقيق أي من أهدافه المعلنة. وفي المقابل، فإن الشعب المظلوم والمقاوم في غزة هو من حقق النصر في هذه المعركة بمقاومته."
ووصف العدوان الصهيوني الإرهابي على قنصلية إيران في سوريا بأنه ناتج عن فشل هذا الكيان ويأسه، وأضاف: "إن الشعب الإيراني عاقب الكيان الصهيوني بفعالية بردّه الحاسم."
وفي هذا السياق، أشار الرئيس الإيراني إلى تقاعس وعدم كفاءة المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والأمن في العالم، فقال: "إنّ جهود بعض الدول لإلزام الكيان الصهيوني بوقف جرائمه في غزة قد تم إفشالها مرارًا وتكرارًا من قبل الفيتو الأمريكي. واليوم، يتساءل أبناء الشعوب الحرة: ألا ينبغي استبدال هذا النظام الظالم بنظام عادل قادر على الدفاع عن المظلوم ووضع الظالم في مكانه؟!"
وأكد على أن نظامًا عادلاً سيحل محل النظام الحالي دون شك، مضيفاً: إن إرادة وطموحات الشعوب المسلمة والمحبة للحرية في العالم ستتحقق بالتأكيد تحت راية التلاحم والوحدة لتحرير القدس ونصر فلسطين.
وفي جزء آخر من خطابه، أشار رئيسي إلى الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين إيران وباكستان لتوسيع العلاقات على جميع المستويات ووضع هدفٍ لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليارات دولار في المرحلة الأولى. ووصف الحدود التي تزيد عن 900 كيلومتر بين البلدين بأنها فرصة قيمة وثمينة لتحقيق التنمية والرفاهية والازدهار في المناطق الحدودية.
وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن بلاده حققت تقدمًا كبيرًا في المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية على الرغم من جميع العقوبات والضغوط، واصفًا إيران بأنها دولة متقدمة ومتطورة اليوم، مشيراً إلى أنّ إيران تمتلك إمكانيات هائلة يمكن مشاركتها مع باكستان لتحقيق المصالح المشتركة وتعزيز التقدم لكلا البلدين.
ودعا رئيسي إلى تحويل التجارة غير الرسمية بين البلدين إلى تجارة رسمية، مشددًا على أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونًا وثيقًا بين جميع الناشطين الاقتصاديين والتجار في كلا البلدين. وحثّ الناشطين الاقتصاديين والتجار في البلدين على مضاعفة جهودهم للاستفادة من القدرات المتبادلة.
انتهى/