رسالة بغداد السلام "الخامس لرعية مار يوسف للسريان الكاثوليك بحضور المونسنيور جورجيو لينغوا السفير البابوي لدى العراق ومحافظ بغداد صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد وبطريرك الكلدان الكاثوليك مار لويس روفائيل.
أكد قادة دينيون مسيحيون، السبت، ضرورة تعميق علاقات الأخوة والعيش المشترك والحوار الذي ينطلق من احترام حق الآخر بالاختلاف في قومتيه وثقافته ولغته ودينه وجنسه، مطالبين رجال دين بعدم استغلال الاختلاف كذريعة للصراع أو لتبرير العنف، في حين بين مسؤولون عراقيون أن الجماعات "الإرهابية لا تمت للإسلام بشيء مطلقاً"، عادين أن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 يشكل "تجربة وتحد" للعراقيين جميعاً لعكس رفضهم ثقافة "اللون الواحد".
جاء ذلك خلال المهرجان الذي عقد، السبت، في "كنيسة مار يوسف" للسريان الكاثوليك، في حي المنصور، غربي العاصمة بغداد، تحت شعار (الأيمان والوئام.. رسالة بغداد السلام) بحضور عدد من المسؤولين والسفراء الأوربيين، والقادة المسيحيين وعلى رأسهم البطريرك لويس ساكو، رئيس طائفة الكلدان في العراق والعالم، وحضرته (المدى برس).
الوحدة الوطنية ونبذ العنف
وقال رئيس طائفة السريان الكاثوليك في العراق، المطران يوسف عبا، في كلمته بالمهرجان الذي حضرته (المدى برس)، "انطلاقا من تعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني بشأن ضرورة الانفتاح على الأديان الأخرى والحوار الصادق الباحث عن الحقيقة بالأيمان لبلوغ السلام لما يتهدد العالم من أصولية وعلمنة وإرهاب وأزمات اقتصادية وفقر وعدم مساواة اجتماعية وحروب وعنف وتمييز ديني يهدد الأديان والبشرية بأكملها"، مضيفا "اجتماعنا هذا جاء لنجسد حقيقة الكلمة والإسهام الصادق في تعميق علاقات المحبة والأخوة والعيش المشترك وتعزيز الوحدة والترابط بين الديانات لما فيه خير الوطن والمواطن".
واعتبر عبا أن "المهرجان يشكل لقاءً أخوياً يعبر عن رغبة الجميع في الإسهام بتحقيق الخير والسلام"، وتابع "والدعوة المستمرة للتعاون والتضامن من أجل الخير والفضيلة وتعميق العلاقات بين الإنسان وأخيه الإنسان وتقوية الارتباط بالوطن فيحمى من كل مكروه"، مؤكداً أهمية "الوحدة الوطنية المتماسكة المتعاضدة والآخاء الإنساني البناء وذلك بنبذ العنف والابتعاد عن التعصب المذهبي المقيت الذي يعمي بصيرتنا وينهك قوانا ويمزق وحدتنا ويدمر اوطاننا".
واستشهد رئيس طائفة السريان الكاثوليك في العراق، المطران يوسف عبا، في هذا الصدد بما قاله البابا بنديكتوس السادس عشر السابق، بشأن ضرورة "الحوار بين المسلمين والمسيحيين كونه اليوم بات أكثر من أي وقت مضى ينبع من وفائنا لله وشهادة بأن ايماننا يجب أن يتم في إطار احترام الديانات الأخرى"، داعياً الجميع إلى "العمل على خدمة هذا البلد ليبقى العراق وطناً للإبداع والثقافة والحضارة ونموذجاً للعيش المشترك ورسالة للعالم أجمع".