اكد رئيس الجمهورية "اية الله السيد ابراهيم رئيسي"، بان الشعب الايراني نجح في تبديل ظروف الحصار والحظر الى فرص مواتية، وقال : نحن لم نترك طاولة المفاوضات ولن نتركها، ولطالما بذلنا الجهود من اجل تبيين مواقفنا.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- جاء ذلك في كلمة الرئيس الايراني، اليوم الاربعاء، خلال مراسم احياء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الـ 45 بحضور جمع من سفراء وممثلي البعثات الخارجية المعتمدين في صالة المؤتمرات الدولية بطهران.
واشار "السيد رئيسي" الى مرور 45 عاما على انتصار الثورة الاسلامية في ايران؛ معرجا على بعض النقاط التي وصفها "اساسية وينبغي احاطة الشعب الايراني وسائر الشعوب المسلمة والحرة والمستقلة بها".
ومضى الى القول : ان ثورة الشعب الايراني، انتصرت بفضل الباري عزل وجل والاستناد على الذات، بعيدا عن اي دعم لقوى خارجية شرقية او غربية، وانما بتضحيات هذا الشعب الاعزل.
وتابع : ان الشعب الايراني انتصر بثورته المباركة على النظام البهلوي الذي كان مدججا بالسلاح ومدعوما من جانب امريكا وبريطانيا ودول غربية اخرى؛ هذا الشعب اراد ان يطيح بنظام عميل كان قد فضّل مصالح الغرب على المصالح الوطنية.
ولفت رئيس الجمهورية، بان الاعداء حاولوا ان يحبطوا ثورة الشعب الايراني، ويعرقلوا تاسيس نظام قائم على ارادة هذا الشعب في ايران؛ لكن الامام الخميني (رض) استطاع فور انتصار الثورة ان يحدد ملامح وسمات الحكومة القادمة ويؤسسها من خلال الاستفتاء الشعبي وهو انجاز ديمقراطي بامتياز.
واعتبر ان الدول الغربية التي تدعي انتهاج الديمقراطية، لكنها في الواقع لن تكترث الى اراء الشعوب على الاطلاق؛ مبينا ان خصومة الاعداء مع الشعب الايراني استمرت على مدى تاريخ الثورة الاسلامية، ما ادى الى اندلاع حرب الثماني سنوات المفروضة في عام 1980 الى 1988 على ايران من جانب القوى العالمية ( التي كانت قد جندت نظام البعث في العراق ضد ايران)؛ مشيرا الى ان هذه الحرب خلفت دمارا واسعا وراح ضحيتها مئات الاف الشهداء، لكن الشعب الايراني استطاع في نهائية المطاف ان ينتصر ويجتاز هذه المرحلة بامتياز.
وفي جانب اخر من تصريحاته اليوم، اكد السيد رئيسي حق الشعب الايراني في الحصول على الطاقة النووية السلمية، مصرحا في الوقت نفسه انه اتباعا لفتوى سماحة قائد الثورة فإن السلاح النووي لم يندرج في برنامج ايران النووي.
واضاف : ان الدول التي تمتلك رؤوسا نووية، هي التي تريد ان تحرم الشعب الايراني من حقوقه الحقة، لكن يجب عليها ان تدرك باننا عازمون الحفاظ على هذه الحقوق.
وقال السيد رئيسي في هذا الخصوص ايضا : ان وكالة الطاقة النووية الدولية اقرت في 15 تقرير لها بان ايران لم تتورط في اي تحريف خلال نشاطاتها النووية؛ مردفا : لكن رغم ذلك فهم لا يلتزمون بتصريحاتهم ايضا.
وعلى صعيد اخر، استعرض اية الله رئيسي جرائم الكيان الصهيوني طوال 4 اشهر بغزة، قائلا : ان ما نشاهده اليوم في غزة هو مخطط استكباري بامتياز حيث تقف وراءه امريكا وبريطانيا؛ مردفا ان "اليوم جميع الكواليس ازيحت عن مجازر الابادة التي يمارسها الكيان الصهيوني قاتل الاطفال على مسمع ومراى العالم بحق النساء والاطفال هناك".
وتساءل الرئيس الايراني في هذا الخصوص : لماذا الغرب يدعم الكيان الصهيوني قاتل الاطفال؟، وما هو تبريره للضمائر الحية في العالم لقاء المجازر التي تطال النساء والاطفال الفلسطينيين في غزة؟
ومضى قائلا : امريكا تعمد الى استخدام حق الفيتو ضد الاقتراحات والقرارات التي تهدف الى انهاء الحرب، وهي ماضية في تسليح الكيان الصهيوني وتوفير كامل الدعم له.
وشدد رئيسي بأن النصر سيكون حليف الشعب الفلسطيني، على حساب الكيان الصهيوني الذي اخفق في تحقيق مآربه وبالتالي سيكون الخاسر في هذه المعركة.
كما اعتبر النظام العالمي بانه ظالم؛ مبينا انه لو كان هذا النظام عادلا لما سمح بوقوع تلك الاحداث في فلسطين، ومؤكدا على اعادة النظر في النظام العالمي الحالي واستبداله بنظام جديد يرتكز على العدالة.
واكد : نحن سنواصل دعمنا لتضحيات الشعب الفلسطيني في نيل العدالة والاستقلال، ورفضنا للظلم والاستكبار بحق الشعوب والنزعات الاحادية.
كما حذر الغرب وامريكا بعدم التقرير لمستقبل فلسطين، بل السماح للشعب الفلسطيني ان قرر مصيره بنفسه.
وفي اشارة الى مستوى العلاقات بين ايران ودول المنطقة، قال اية الله رئيسي : ايران الاسلامية لديها طاقات كثيرة وفرص التعاون متاحة لها، ولطالما اكدتُ خلال اللقاء مع السفراء على ضرورة الارتقاء باواصرنا مع دول المنطقة وتهيئة الارضيات لتطوير التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري في الاصعدة الثنائية والاقليمية والدولية.
ودعا رئيسي سفراء الدول الاسلامية وسائر البلدان، فضلا عن البعثات الدولية، لزيارة واحات التكنولوجيا والعلوم في البلاد والتعرف على انجازاتها؛ قائلا : الحظر لم ولن يوقف مسيرتنا على الاطلاق، لافتا الى تصريحات المتحدث باسم البيت الابيض الذي اقرّ بالهزيمة المشينة لسياسة الضغوط القصوى التي انتهجتها واشنطن ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
رئيس الجمهورية الاسلامية تحدث ايضا بشان الوجود الاجنبي في المنطقة، واكدا على ان الدول الجارة والاقليمية تمتلك افضل الظروف من اجل الحوار وحل القضايا فيما بينها.
وتابع قائلا : ان وجود الاجانب داخل المنطقة لن يقدم اي حل للمشاكل وانما هو جزء من افتعال المشاكل.
واكمل : لا يوجد اي مبرر لحضور القوات الامريكية في المنطقة، وعليه فإن القضايا يجب ان تحل بواسطة الدول الاقليمية ذاتها.
وختم اية الله رئيسي، متطلعا بان يقترب الشعب الايراني من اهدافه يوما بعد يوم، كما ينال الشعب الفلسطيني المقاوم والمظلوم والصامد اهدافه الغائية المتمثلة في تاسيس دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
انتهى/