امير عبد اللهيان: 28 رسالة من أمريكا والدول الغربية الى حزب الله ترجوه ضبط النفس

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۸۰۹۴
تأريخ النشر:  ۱۶:۴۷  - الثلاثاء  ۲۸  ‫نوفمبر‬  ۲۰۲۳ 
في مقابلة مع قناة الجزيرة الاخبارية
-لفت وزير الخارجية الايراني "حسين امير عبد اللهيان" الى ان أمريكا بذلت الكثير من الجهود في عام 2006 والتطورات التي تلته فيما يتعلق بلبنان، أولا وقبل كل شيء لتدمير حزب الله في لبنان والقضاء عليه ومن ثم نزع سلاحه، الا ان أي من هذه الأحلام لم تتحقق بل اصبح اليوم حزب الله من أقوى قوى المقاومة في المنطقة.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقد أجرت قناة الجزيرة الإخبارية، في الأيام القليلة الماضية، مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني "حسين أميرعبد اللهيان" تناول فيها تطورات المنطقة والقضية الفلسطينية، نورد تفاصيلها ادناه:

معالي الوزير ،ما هو رأيكم في وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم تنفيذه؟

في البداية، أود أن أرحب بجميع مشاهدي قناة الجزيرة الاخبارية، كما أود أن أتوجه بالشكر الخاص الى جميع الأشخاص العاملين في قناة الجزيرة والذين شاركوا في توثيق القمع ،الذي تعرض له اهل فلسطين ومقاومتهم له، على مدى 6 أسابيع لنقله الى العالم اجمع.

 وفي الوقت نفسه، أعرب عن تعاطفي واحترامي لجميع الصحفيين الناجين من اجرام الكيان الصهيوني خلال هذه الفترة، فالصحفيين كانوا يؤدون مهمتهم فقط واستشهدوا على يد الكيان الإسرائيلي بطريقة غير إنسانية على الإطلاق.

ويسعدنا أنه تم التوصل الى الوقف المؤقت لجرائم الحرب الصهيونية والإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ،ونأمل أن تكون هذه بداية لاستمرار وقف إطلاق النار ووقف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني.

وبطبيعة الحال، أود أن أشير بوضوح  الى أن الكيان الإسرائيلي لا يستطيع أن يتمادى بهذه الجرائم وتكرارها مرارا بحق الشعب الفلسطيني دون الدعم الكامل من الولايات المتحدة. فإن المسؤولية عما شهدناه في الأسابيع الستة الماضية تقع مباشرة على عاتق الولايات المتحدة والصهاينة مجرمي الحرب.

هل كان لكم دور في وقف إطلاق النار هذا؟
على المستوى الدبلوماسي، بدأ الرئيس الايراني منذ بداية هذه الأزمة جهودا جادة لمنع جرائم القتل والابادة التي يرتكبها الصهاينة بحق أهل غزة والضفة الغربية عبر الطرق السياسية والدولية. وقد طرح رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبادرات هامة بالتنسيق مع قادة عدد من الدول الإسلامية، بما فيها فكرة عقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى القادة، وعقد اجتماع لقادة البريكس، والاتصالات والحوارات وحتى القيام بزيارات تشاورية لوقف جرائم الحرب.

ومن ناحية أخرى، حاولنا من خلال قدراتنا السياسية والدبلوماسية والدولية كجهاز دبلوماسي في وزارة الخارجية و بالتعاون مع جميع زملائي لمنع استمرار جرائم الكيان الصهيوني و تمكنا من تهيئة هذه الظروف لصالح الشعب الفلسطيني.
وفي الوقت نفسه ومنذ الأسبوع الثاني لهذا العدوان، كنا على اتصال مباشر مع رئيس الوزراء القطري المحترم ووزراء خارجية مصر ودول أخرى في المنطقة وحتى بعض الدول الغربية بما فيها أمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا،كما حاولنا إبقاء كافة القدرات الدبلوماسية فاعلة في هذا الصدد.
وهنا انتهز الفرصة لأتوجه بالشكر الخاص الى الصديق والأخ سمو الأمير ورئيس وزراء دولة قطر الذي كان على تواصل دائم معنا وبذل جهودا لتواصلنا الوثيق مع القيادات السياسية لحركة حماس للوصول الى مرحلة وقف عدوان وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني وإحقاق حقوق الفلسطينيين واتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدتهم في هذه المرحلة.
لكن المهم أن يتوقف هذا العدوان وهذه الجرائم، وأن يصبح وقف إطلاق النار المؤقت هذا وقفا دائما لإطلاق النار، وإلا فإن المنطقة ستواجه ظروفا جديدة وسيتعين على الكيان الصهيوني والأميركيين قبول العواقب الوخيمة لأي فشل في وقف جرائم حرب الكيان الإسرائيلي بشكل دائم.


في هذا الصدد، قال الجانب "الإسرائيلي" إن العمليات العسكرية ستستأنف بعد وقف إطلاق النار هذا - والذي قد يستمر وفقا لآخر المعلومات لمدة تصل الى 10 أيام. فيما يتعلق بسيناريو استئناف الحرب، الذي حذرتم منه سابقا والآن تحذرون أيضا من عواقبه،هل لا تزال هناك إمكانية لانتشار الصراع الإقليمي؟

من جهة ، سوف يرحب الكيان الإسرائيلي باستئناف الحرب وتوسيع نطاقها في حال وقف الجيش الأمريكي وجميع القطاعات الأمنية والسياسية والإعلامية الأمريكية، كما حدث في الأسابيع الستة الماضية، بشكل كامل الى جانب الكيان الإسرائيلي المزيف لمساعدته في مواصلة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق اهل غزة.ومن جهة اخرى ،فإن بعض الوسطاء قد ابلغونا أنه خلال الأيام العشرة الماضية توصلت حكومة الولايات المتحدة والبيت الأبيض الى نتيجة مفادها أن هذا النوع من الدعم المستمر للكيان الاسرائيلي ليس في مصلحة السياسيين الأمريكيين والبيت الأبيض. وبالتالي باتت امريكا تمتلك الرغبة اللازمة لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي والتوصل الى وقف دائم لإطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير القسري، واحترام الحقوق الفلسطينية. ونتمنى أن يكون هذا الخبر الذي نقل الينا صحيحا. وبطبيعة الحال، سيتم التحقق منه إذا قامت أمريكا بإجبار الكيان الإسرائيلي على الالتزام باستمرار وقف إطلاق النار هذا ليصبح وقف إطلاق النار المؤقت هذا وقفا دائما لإطلاق النار.

فقط للتأكيد اسأل، استنتج من كلامك أن هناك قنوات اتصال مع أمريكا لضمان عدم اتساع نطاق الحرب في المنطقة، فهل هذا صحيح؟
لقد تلقينا رسائل في الأسابيع الستة الماضية من الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية، وتحديدا عبر السفارة السويسرية في طهران، التي تعتبر الراعي لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية.وقد أكد الأميركيون دائما في رسائلهم أنهم لا يسعون الى توسيع نطاق الحرب.
وطبعا وردا على ذلك أعلنّا لهم أنه رغم قولكم إنكم لا تسعون الى توسيع نطاق الحرب، الا ان انحيازكم الكامل الى الكيان الاسرائيلي، وعدم ترددكم في إرسال كل المعدات العسكرية والأسلحة التي يحتاجها هذا الكيان من كافة قواعدكم العسكرية في المنطقة قد سبب عمليا بزيادة حدة الحرب وتوسيع نطاقها.
وبالطبع فإن اتساع نطاق الحرب في المنطقة في الأسابيع الماضية كان جزءا من رد الفعل الطبيعي لقوى المقاومة في المنطقة ضد هذا العمل الأحادي والدعم العسكري الأمريكي الكامل لهجمات الكيان الإسرائيلي واستمراره في قتل الاطفال والنساء والابادة الجماعية بحق اهل غزة.

وفي هذا النطاق، ورغم احتمال استمرار وتصعيد العمليات العسكرية الصهيونية، ماذا لو طلبت المقاومة من إيران التدخل المباشر وتوسيع الحرب؟

باعتقادنا إن الاحتلال في إطار القانون الدولي ظاهرة غير مرغوب بها وعمل لن يتم الاعتراف به أبدا، وبالمناسبة احدى وسائل الاعلام الامريكية سألتني لماذا لا تعترف إيران بالكيان الإسرائيلي في حين أن معظم حكومات العالم تعترف به كدولة مستقلة.وكان جوابنا أن أرض فلسطين ملك للشعب الفلسطيني وليست لأغلب حكومات العالم، لذا فإن الشعب الفلسطيني هو الذي يجب أن يقرر مصيره. ومن وجهة نظر القانون الدولي فإن لشعب الدولة المحتلة ارضها، الحق في الدفاع المشروع عنها بما في ذلك حمل السلاح والقيام بأعمال مسلحة لتحرير أرضهم.وفي إطار القانون الدولي ايضا والقيم الإنسانية والدينية، نرى أن مساعدة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والدعم السياسي للأرض الفلسطينية المحتلة قضية تنطلق من أسس قانونية وإنسانية وإسلامية ودينية.

تحدثت "إسرائيل" مؤخرا عن توسيع عملياتها ضد قادة المقاومة الإسلامية واستهدافهم أينما كانوا. ماذا لو حدث هذا الامر في إيران؟
وفي السنوات الـ 75 الماضية، لم يفعل الكيان الإسرائيلي شيئا سوى الإرهاب والقتل وانتهاك القوانين في هذه المنطقة ، وبالتالي كانت نتيجة تصرفاته هي جعل المنطقة والعالم الإسلامي أكثر عرضة للخطر ومن الطبيعي أن يستمر كيان الاحتلال هذا في اتباع نفس الأسلوب في أي جزء من العالم الإسلامي إذا استطاع لتقسيم البلاد الإسلامية.
لطالما دعمنا علنا القضية الفلسطينية وسجلنا حلا سياسيا وديمقراطيا لها في الأمم المتحدة وهو اجراء استفتاء بين سكان فلسطين الأصليين من اليهود والمسيحيين والمسلمين تحت إشراف الأمم المتحدة وبمشاركة مالية من حكومات أخرى، وهكذا بعد 75 عاما من احتلال الاراضي الفلسطينية التاريخية سيتمكن الشعب الفلسطيني بما في ذلك اليهود والمسيحيين والمسلمين من أن يقرر مصيره بنفسه.
وبطبيعة الحال، فإن أي إجراء يقوم به الكيان الصهيوني ضد أمن الجمهورية الإسلامية الايرانية سيقابل برد قاس وصعب.

دعنا قبل مناقشة الحل الايراني للقضية الفلسطينية، ان نتطرق للاتهامات الموجهة لإيران فيما يتعلق باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية في العراق من قبل الجماعات المسلحة هناك. وايضا فقد اتهمت إسرائيل إيران بشكل مباشر بسبب استيلاء جماعة أنصار الله التابعة للحوثيين على سفينة تعود ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي. هل أنتم قلقون من أن تؤدي هذه الاتهامات إلى تفاقم الوضع؟

هناك مجموعات تسمى المقاومة في المنطقة كأمر واقعي ولكن يجب معرفة اسباب تأسيسها ونشأتها. واليوم، يعد حزب الله جماعة مقاومة كبيرة ومؤثرة في لبنان، ولكن ما الذي أدى الى تأسيس حزب الله؟ اليست الاعتداءات الصهيونية على الاراضي اللبنانية هي من دفعت اللبنانيين الى تأسيس مقاومتهم باسم حزب الله للدفاع عن ارضهم وامنهم ومن ثم توسعت اعمالها للدفاع عن امن المنطقة ومكافحة الارهاب الصهيوني والداعشي وبالتالي ادى الامر الى ارساء الامن في لبنان والمنطقة بشكل اكبر. واما العراق فقد خضع لاحتلال الجيش الأمريكي منذ عام 2003 حتى عام 2011، و بعد ذلك ظهر تنظيم داعش في العراق الذي أنشأته أمريكا بحسب ما صرحت به السيدة هيلاري كلينتون، حينها شكل الشباب بشكل عفوي مجموعات للدفاع عن أرضهم ضد الإرهاب. وبالمثل، تم تعبئتهم في سوريا لمحاربة تنظيم داعش، وايضا في اليمن للدفاع عن ارضهم .وفي الاسابيع الستة الماضية ، قامت هذه الجماعات بواجبها في الدفاع عن فلسطين والتي هي جزء من الأمة العربية الإسلامية ، وهذا ما قامت به حماس عندما بدأت عملية طوفان الاقصى لمواجهة استبداد الاحتلال .فهذه الجماعات مستقلة تتخذ قراراتها وتتصرف من تلقاء نفسها.وإن الجماعات التي تحركت ضد المصالح الأمريكية في العراق وسوريا ،فقد اتخذت قراراتها وتصرفت بناء على مصلحة بلادها وأمن المنطقة والدفاع عن الأمة العربية الإسلامية. وقد أرسل لنا الجانب الأميركي رسائل في هذا الشأن في الأيام الماضية، وقد ذكرنا بوضوح أن إيران ليس لديها أي مجموعة تمثيلية في المنطقة.

وسنعود إلى الحل الذي طرحته إيران للقضية الفلسطينية. وحاليا هناك حديث عن إحياء عملية "حل الدولتين"، ما رأيكم في ذلك؟
كجمهورية إسلامية إيرانية، نؤيد تشكيل دولة فلسطينية موحدة على كامل التراب التاريخي والوطن الأم للفلسطينيين وعاصمتها القدس الشريف. ويرتكز الحل السياسي في إيران على إجراء استفتاء بين سكان فلسطين الأصليين - بما في ذلك اليهود والمسيحيين والمسلمين - لتحديد مصيرهم .
و نعتقد بأن الشعب الفلسطيني الأصلي هو الذي يجب أن يقرر مصيره بنفسه. وعندما نتحدث عن الشعب الفلسطيني الأصلي، بالإضافة الى المسلمين والمسيحيين، فإننا نهتم أيضا بحقوق الشعب اليهودي الفلسطيني الأصلي. ومن الطبيعي أن تحترم الجمهورية الإسلامية الإيرانية خيار وتصويت ورأي الشعب الفلسطيني الأصلي.
في الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن مستقبل غزة بعد الحرب، ومن الواضح أن وزير الخارجية الأمريكي تحدث عن ذلك عدة مرات. فما هو انطباعكم عن الوضع في غزة بعد الحرب، وفي المنطقة بشكل عام؟

على الرغم من مرور 6 أسابيع على العدوان الصهيوني الهمجي والهائل على غزة وعلى الرغم من إعلانهم أن هدفهم هو القضاء على حماس، إلا أن حماس مازالت موجودة في غزة وهي من تسيطر على زمام الامور هناك.وقد أجريت محادثة مع السيد إسماعيل هنية في الدوحة الليلة الماضية، وفي اليوم السابق كان لدينا اجتماع مع مجموعة من قادة الجهاد الإسلامي وحماس في بيروت، أكدوا أنه حتى الآن لم يستخدم الا 10 إلى 12 بالمائة من منشآت الأسلحة الموجودة لدى حماس داخل غزة،ومن قدرات قوات المقاومة في مواجهة عدوان الكيان الصهيوني واقتحامه البري لغزة، وانه مازال هناك نحو 90% من قوتهم وقدرتهم البشرية وأسلحتهم لا تزال تحت تصرفهم.لذلك، فإنهم في موقف قوي.

ودعونا لا ننسى أن إدارة غزة وشعب غزة وإدارة الحرب والمواجهة مع الكيان الصهيوني هي من مسؤولية حماس.وعلى الرغم من الدعم الامريكي وبعض الدول الغربية لهذا الكيان ، الا انهم لم يتمكنوا من القضاء على حركة حماس في الاسابيع الستة الماضية.وذلك لأن حماس هي حركة مقاومة تحريرية متجذرة في فلسطين وبالتالي فإن مستقبل غزة سيحدده الشعب الفلسطيني ومقاومته.وأود أن أقول بوضوح إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتصور أنها تستطيع أن تقرر إدارة غزة ما بعد الحرب بدلا من الشعب الفلسطيني، فهي فكرة خاطئة تماما.وكما ان أمريكا بذلت الكثير من الجهود في عام 2006 والتطورات التي تلته فيما يتعلق بلبنان، أولا وقبل كل شيء لتدمير حزب الله في لبنان والقضاء عليه ومن ثم نزع سلاحه، الا ان أي من هذه الأحلام لم تتحقق بل اصبح اليوم حزب الله من أقوى قوى المقاومة في المنطقة.ولهذا السبب ، في الأسابيع الستة الماضية فقط أرسلت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية أكثر من 28 رسالة الى حزب الله قالت فيها: "من فضلكم يرجى ممارسة ضبط النفس ومنع تطور الحرب ضد الكيان الإسرائيلي. " لذا فإن مستقبل فلسطين سيقرره الشعب الفلسطيني بنفسه.

انتهى/

رأیکم