تمتلك إيران والعراق حقول نفط مشتركة في غرب كارون، وكلاهما يعتبران من المنتجين المهمين في منظمة اوبك، الا ان إيران تتفوق على جارتها بمصادر الغاز والخدمات الفنية والهندسية المتقدمة.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- واذا اردنا القاء نظرة على العلاقات الثنائية بين البلدين، ففي السنوات الاخيرة شهدت هذه العلاقات تطورا واسعا لتشمل العلاقات التجارية والاقتصادية الإيرانية -العراقية ،وعلى الرغم من بدء تصدير الغاز الإيراني إلى العراق منذ عام 2016 ، لكن المسؤولين في البلدين يرون أن لديهما قدرات عالية لتطوير التعاون في قطاع الطاقة اكثر فأكثر.
وبناء عليه وعلى هامش الندوة الدولية الثامنة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا تبادل وزيرا النفط الإيراني " جواد اوجي" والعراقي "حيان عبد الغني" الآراء وناقشا سبل اقامة وتنفيذ المشاريع النفطية المشتركة وتطوير الحقول النفطية المشتركة وتصدير الخدمات الفنية والهندسية الإيرانية إلى العراق.
*استمرار تصدير الغاز الايراني للعراق
يذكر انه في سياق تصدير الغاز، فإن ايران لديها عقدين تنفيذيين غازمع العراق التي تعتبر من المستوردين الدائمين للغاز الإيراني ،الأول لتصدير الغاز الإيراني إلى محطة كهرباء بغداد مع خط الأنابيب الأول (إيلام) وتم التوقيع عليه عام 2013.
والعقد الأخر في البصرة وتم التوقيع عليه في تموز /يوليو 2014 لتصديرالغاز لمدة 6 سنوات إلى البصرة بهدف إرسال 35 مليون متر مكعب من الغاز كحد أقصى إلى هذه المنطقة يوميا وعليه ترسل إيران 20 مليون متر مكعب من الغاز يوميا في موسم الشتاء و 35 مليون متر مكعب من الغاز يوميا في موسم الصيف.
وفي هذا الصدد ، تم نفي عدة مرات مسألة إنهاء عقد تصدير الغاز الايراني الى العراق من قبل مسؤولي وزارة النفط في الأشهر الأخيرة.كما افاد مدير شوؤن التوزيع في شركة الغاز الوطني "محمد رضا جولائي" عن زيادة صادرات الغاز الايراني الى العراق على ضوء زيارة وفد من وزارة الطاقة والكهرباء العراقية الى ايران.
وفي المقلب الاخر ايضا فقد أعلن المتحدث بإسم وزارة الكهرباء العراقية في منتصف تشرين الأول /أكتوبر2023 الماضي بأن العراق ليس لديها ديون غاز لإيران ، وأن وفدا عراقيا سيتوجه إلى إيران للتشاور مع المسؤولين الإيرانيين بشأن زيادة صادرات الغاز إلى هذا البلد.
وبحسب ما أعلنه ايضا فإن العراق يستورد 20 مليون متر مكعب من الغاز من إيران يوميا ومازالت بحاجة إلى مزيد من الغاز لذلك تجري مفاوضات واجتماعات ورحلات دورية على مستويات عالية لزيادة واردات الغاز مع الجانب الإيراني.
واعلن مساعد وزير النفط العراقي لشؤون الغاز "مجيد جكني" مؤخرا في إشارة إلى تسوية ديون العراق من الغاز لإيران، بأن وزارة الكهرباء العراقية سددت جميع المستحقات المالية لإيران من الغاز مشيرا الى انه في بعض الأحيان قد نواجه مشاكل في تحويل الأموال من مصرف TBI العراقي إلى إيران.
ويذكر انه عام 2022 تم تصدير حوالي 17 مليار متر مكعب من الغاز الإيراني الى العراق، اي في المتوسط تم تصدير 20 مليون متر مكعب من الغاز إلى العراق يوميا والآن يتم تصدير حوالي 35 مليون متر مكعب يوميا.
وحاليا وبسبب الجهود التي بذلتها حكومة رئيسي بهذا الخصوص يتم استلام عائدات صادرات الغاز الى العراق بشكل شهري بعد ان تم تعويق1.6 مليار دولار من الطلب الإيراني المعلق من قبل العراق لدفع عائدات صادرات الغاز الى العراق.
يشار ايضا انه في عام 2022 قد شهد مجال تصدير الغاز الايراني الى العراق نموا بنسبة 43٪ ومازالت المفاوضات جارية حول جدول أعمال استمرار الصادرات.
تمديد تصدير الغاز الايراني للعراق لمدة 5 سنوات مقبلة
وعقب لقائه وزير الكهرباء العراقي "زياد علي فاضل" في شهر ايار/مايو 2023 و في إشارة إلى توقيع مذكرة تعاون بين إيران والعراق في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات، ذكر وزير النفط الايراني " جواد اوجي" انه ونظرا الى مكانة ايران العالية من حيث رأس المال البشري والقدرات الفنية والهندسية وبناء على المذكرة الموقعة مع الجانب العراقي ،سيتم التعاون مع العراق في مجال تبادل المعلومات واستكشاف وتطوير الحقول النفطية المشتركة بشكل متكامل في كافة المجالات .
وفي هذا الصدد وبناء على اتفاق الجانبين وبعد مرور إجراءات الخبراء، سيتم تمديد عقدي الغاز بين البلدين لمدة خمس سنوات.
مشاريع طاقة ضخمة بين إيران والعراق
وعلى الرغم من العقوبات أحادية الجانب من الولايات المتحدة ،فإنه حاليا يجرى تنفيذ التعاون بين إيران والعراق في قطاع الطاقة بحيث يكون لدى البلدين خمسة مشاريع كبيرة في قطاع الطاقة يجري تنفيذها أو التفاوض بشأنها.
وبحسب المتحدث بإسم اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيماويات الايراني، فقد بدأت مقايضة نفط كركوك نتيجة التعاون مع وزارة النفط العراقية وتماشياً مع هذا الإجراء تصل الى ايران حوالي 80 شاحنة من النفط الخام يوميا، كما بدأت مفاوضات تصدير امن ايران للصناعات العراقية وقد بدأ المفاوض هو شركة الغاز العراقية.
بدأت مبادلة الغاز والبتروكيماويات في كركوك الإيرانية نتيجة التعاون مع وزارة النفط العراقية ، تماشياً مع هذا الإجراء ، تصل إلى إيران حوالي 80 شاحنة من النفط الخام يومياً ، كما بدأت مفاوضات لتصدير الغاز الايراني الى العراق وايضا مفاوضات التعاون في مجال الغاز المسال.
يهتم العراقيون بالاستفادة من الخبرة الإيرانية في مجال الغاز المسال سواء في مجال السيارات أو المجمعات السكنية الكبيرة.
وانطلاقا من جدية حكومة رئيسي في توسيع التعاون مع الدول المجاورة وبناء على استراتيجية وزارة النفط في تعزيز التعاون مع الدول الأخرى في مجال الطاقة ونظرا لإمتلاك إيران موارد واحتياطيات غاز جيدة في الخليج الفارسي، يمكن لإيران انجاز مشاريع جيدة من خلال التعاون البناء وبصيغة مربحة لمستقبل ايران والعراق.
تصدير الخدمات الفنية والهندسية للعراق
تمتلك إيران حاليا عقد تصدير للخدمات الفنية والهندسية مع 18 دولة مجاورة وفي غضون ذلك فإن حصة العراق أعلى بكثير مقارنة بالدول الأخرى نظرا لعلاقاتها الدينية والاجتماعية والسياسية العميقة مع ايران.
وبحسب الأمين العام لغرفة التجارة الإيرانية العراقية المشتركة، فإن تحقيق 5 مليارات دولار من خلال تصدير خدمات فنية وهندسية إلى العراق أمر ممكن بالكامل مشيرا الى انه العام الماضي تم توقيع عقد بقيمة 4 مليارات دولار مع العراق في مجال تصدير الخدمات الفنية والهندسية وبهذا العقد سيتم تعويض جزء من عجز الصادرات للعراق.
وبحسب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية العراقية ، فإنه من الممكن تصدير الخدمات الفنية والهندسية الإيرانية إلى العراق فقط في مجال الطاقة وتطوير الحقول النفطية بحد يصل إلى 50 مليار دولار في السنة .
وفي هذا السياق ايضا اعلن الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية "محسن خجسته مهر" عن استعداد إيران لتصدير الخدمات الفنية والهندسية للعراق في مناطق المنبع والمصب مشيرا الى ان ايران ترغب في الاستفادة من مشاركة العراق في تطوير صناعة النفط والغاز.
يشار الى ان تصدير الخدمات الفنية والهندسية إلى العراق هو بمثابة حقيقة يمكن أن تؤدي إلى توظيف جيد ويجب ملاحظتها وتقييمها من قبل رجال الأعمال الإيرانيين ، إلا انه وبخلاف ذلك قد تستغل دول أخرى هذه الفرص الاقتصادية بما في ذلك فرنسا التي وقعت مؤخرا عقدا بقيمة 27 مليار دولار مع العراق لتطوير حقول النفط..
انتهی/
المصدر: ارنا