قال رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران حسن روحاني إنه لاينبغي في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي التي تأسست على الوحدة، إصدار ما يؤدي إلى التفرقة بين الأمة الإسلامية، وإن أي حركة تدعو إلى الاختلاف والفرقة، تفتقد للمصداقية ولا أساس لها.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- أضاف الرئيس روحاني اليوم الخميس في كلمة ألقاها أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول أن العالم الإسلامي لايستحق السقوط في تيارات من انعدام الأمن والعنف والإرهاب المنظم ويعاني من التخلف والجهل الواسع، بل يستحق مكانة مرموقة، وهذا غير ممكن إلا بالمزيد من التفكر في الأوضاع الحالية والعالم الذي يحيط بنا.
وأشار إلى أن "من الواضح للجميع أن لا السعودية هي مشكلة إيران ولا إيران هي مشكلة السعودية، بل أن المشكلة الأصلية تكمن في الجهل والتعصب والعنف.. فالخلافات في العالم الإسلامي هي مشكلة الجميع".
وأضاف الرئيس روحاني أن "الجمهورية الإسلامية في يران كانت دوماً ولازالت سنداً للدول الإسلامية والمسلمين أمام أي عدوان أو تهديد أو احتلال أو إرهاب".
وأوضح "حينما اعتدى صدام على الكويت، سبقت إيران الجميع في إدانة هذا العدوان واستقبلت المهاجرين الكويتيين والعراقيين".
وشدد بالقول "وحينما أوشك الإرهابيون التكفيريون على الاقتراب من بوابات بغداد وأربيل، فهذه إيران التي هرعت لمساعدة العراق أمام هذه الهجمات الوحشية".
وأضاف: "وحينما باتت دمشق معرضة للاحتلال والدمار على يد الإرهابيين فهذه إيران التي وقفت جنباً إلى جنب سوريا".
ومضى الرئيس روحاني بالقول "وحينما تعرضت غزة للعدوان الصهيوني فحزب الله وإيران كانا من وقف إلى جنب الشعب الفلسطيني، وحينما تعرض لبنان للعدوان فكان حزب الله في مقدمة الشعب اللبناني في جبهات الحرب".
وشدد رئيس الجمهورية بالقول "لو أراد الإرهابيون والمعتدون في يوم ما أن يهددوا أي من البلاد الإسلامية أو الأماكن الإسلامية المقدسة فلاشك أننا سوف لن نتوانى عن بذل أي جهد لمساعدة المسلمين المظلومين في حال طلبوا منا ذلك".
وقال الرئيس روحاني "وعلى هذا فالمتوقع من القمة الإسلامية التي أقيمت باسم الوحدة، ألا تحمل أي رسالة تثير الفرقة بين الأمة الإسلامية، ولاشك أن أي خطوة مثيرة للفرقة ومن حيث أنها لن تحصل على إجماع هذه المنظمة والأمة الإسلامية، ستكون فاقدة للمصداقية لتعارضها مع فلسفة تشكيل منظمة القمة الإسلامية."
وأضاف: نحن وانطلاقاً من الرحمانية والحكمة الإسلامية مسؤولون لإزالة أي غبار للعنف والتطرف والفرقة عن صورة الدين الإسلامي الحنيف والتمسك بالآية الشريفة: «وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّهً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ على النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا» لبناء عالم إسلامي يكون أنموذجا لمجتمع "الاعتدال والوسطية" في العالم.
كما أكد الرئيس روحاني ضرورة عدم الغفلة عن خطر الكيان الصهيوني باعتباره المصدر الأساس للعنف والتطرف "وأن نقبل بأن استمرار المجازر بحق الفلسطينيين الأبرياء يكشف عن نوازع العنف لكيان يواصل تنمره في ظل تجاهل الأسرة الدولية ولاسيما القوى الغربية."
وتساءل الرئيس روحاني قائلاً: كيف يمكننا الدفاع عن السلم والسلام الذي يدعو إليه الإسلام في ظل الدعم المالي والعسكري لبعض الجماعات المناهضة للإسلام التي ارتهنت اسم الإسلام وشوهت صورته الجميلة الجرائم والمجازر وأعطت مؤامرة "الإسلاموفوبيا" السيئة الذريعة والمبرر؟
وتابع الرئيس روحاني: كيف يمكننا الحديث عن الوحدة وإقناع الشباب برعاية مبادئ الكرامة الإسلامية في الوقت الذي يجري إنفاق مئات مليارات الدولارات من المصادر المالية للأمة الإسلامية لملء الترسانات العسكرية واستخدامها من قبل البعض ضد البعض الآخر بذريعة مخاوف وهمية، بدلاً من أن تنفق على التنمية وتوفير فرص العمل للشباب؟
انتهى/