وفي كلمة وجهها روحاني صباح يوم الاحد بمناسبة بدء العام الايراني الجديد وبثتها محطات التلفزة الايرانية اشاد بالاتفاق النووي بين ايران والبلدان الستة وقال ان الشعب بلغ بهذا الاتفاق الى النتائج المطلوبة بفضل التكاتف وحطّم اغلال الحظر المفروض عليه ومهّد لبدء النشاطات في المجالات الاقتصادية.
وقدم الرئيس روحاني في كلمته بمناسبة حلول العام الجديد، التهاني والتبريكات لجميع ابناء الشعب الايراني لاسيما اسر الشهداء والمعاقين والاسري الاحرار ولجميع الايرانيين المقيمين خارج البلاد وجميع الشعوب التي تحتفل بالنوروز بوصفه عيدا تراثيا.
وقال ان النوروز يعني الحداثة والتجديد ونهاية للقدم والتقادم، والنوروز يعني تطهير القلب من صدأ الضغينة والنوروز يعني بدء الازدهار، ونبتهل جميعا في هذه الساعة الي البارئ عز وجل ان يجعل جميع ايام بلادنا نوروزا وجميع فصول حياتنا، ربيعا.
واضاف: نسال الله تعالي ان يجعل عقلنا ولساننا يواكب اكثر فاكثر الصداقة والمصالحة اللذين هما تقليد النوروز. وان يبعد الغضب عن نظرتنا والخصام عن كلامنا والحدة عن سلوكنا، ونساله ان نطلق جميعا ايا كان معتقدنا وديننا نشيد الوحدة ضد الفرقة والنزاع والعنف.
وتابع الرئيس روحاني في رسالته بمناسبة راس السنة الايرانية الجديدة (النوروز) ان العام الذي انقضي كان عاما حافلا بالمفاخر والذكريات الخالدة في ذاكرة الشعب الايراني. ومنذ ان سمي قائد الثورة هذا العام بعام التضامن والتكاتف قلبا ولسانا، شهد العام المنصرم انتصارات باهرة. ان ما اعتبر في السنوات الماضية ومن وجهة نظر العالم ذريعة لتهديد الشعب الايراني، اي النشاطات النووية، تحول الي رمز لتعاون أمم العالم مع ايران الحبيبة.
ما كان يعتبر حتي الامس منطقة محظورة من وجهة نظر العالم، تحول اليوم الي فعالية ذات قيمة، ينحني الجميع تواضعا امام تلك التكنولوجيا ويعترف بها رسميا.
وقال رئيس الجمهورية ان شعبنا وفي ظل التضامن، جعل الاتفاق النووي يؤتي اكله وثماره، ومزق سلاسل الحظر وعبّد الطريق لانجاز النشاطات والفعاليات في الميدان الاقتصادي. فقد رفعت جميع العقوبات المصرفية والمالية النقدية والنفطية والبتروكيماوية والاخري المتعلقة بالتامين والنقل وجميع العقوبات النووية وتوفرت الظروف للمزيد من نشاطات شعبنا الاقتصادية.
واكد الرئيس روحاني ان شعبنا خلق في هذا العام (العام الفائت) ملحمة كبيرة واظهر للعالم ان يوم '26 شباط/فبراير' كان يوم القوة الوطنية وثبات واستقرار ايران. فالعام الذي تجاوزناه، كان عام المساهمة والنشاط والنجاح في مواجهة القوي الكبري وعام تمهيد الطريق لانعاش البلاد وازدهارها في كافة القطاعات.
وتابع انه علي الرغم من ان العام الايراني المنصرم ترافق مع بعض الصعوبات والمشاكل، وبالرغم من انني قلما تحدثت للشعب عن المشاكل بل سعينا مع زملائنا لتجاوز الصعوبات. وربما نستطيع الزعم باننا كنا نملك افضل الظروف بين مصدري النفط وكذلك من حيث الاستقرار وخفض نسبة التضخم ومن حيث سوق البورصة. وبرعاية الله وعنايته امضينا هذا العام بفخر واعتزاز ونجاح، وندخل اليوم العام الجديد (عام 1395) وهو عام الامل والعمل، وبلا شك فاننا جميعا قادرون علي بناء ايران التي يستحقها شعبنا الكبير.
واعرب الرئيس روحاني عن تمنياته وثقته من انه يمكن في ضوء التعاون والجهد والعمل الداخلي والتعامل البناء مع العالم، من السير علي طريق الانتعاش والنشاط والنمو والنشاط الاقتصادي وسنستطيع باذن الله ان نحقق من خلال التعاون معا نموا اقتصاديا يبلغ ضعف معدل النمو الذي تحقق علي مدي السنوات العشر الماضية.
واضاف انه يمكننا ان نحقق معا نموا يبلغ 5 بالمئة اي اكثر مما هو عليه في دول الجوار باذن الله. النمو الذي يساهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي وان يعيد عمالنا الي المصانع والمزارع. النمو القادر علي دفع شبابنا الاعزاء المتخرجين الي العمل والنشاط الاقتصادي.
واوضح ان 'المهم لشعبنا هو العمل المستديم وهو ما سينطلق ان شاءالله خلال العام الجديد ومن خلال خطة العمل المشترك الثانية'.
وقال رئيس الجمهورية 'ولكون شعبنا كان رائدا دائما فقد استطاع ان يضع الحجر الاساس لخطة العمل المشترك الثانية في 26 فبراير/ شباط (الانتخابات) في ضوء الوحدة والمصالحة والتناغم والانسجام. ان خطة العمل هذه تبدأ بالاخلاق قبل ان تبدأ بالاقتصاد. فقد جاءت ثورتنا من اجل الاسلام والاخلاق وكانت بعثة الانبياء من اجل الاخلاق. فقال نبينا الكرم (ص) 'انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق' ففي مجتمع كمجتمعنا لا يمكن ان يبقي مجالا للكذب والاتهام وسوء الظن وسوء الكلام وحدة الطبع. في مجتمعنا لا يمكن ان يبقي اثر للفساد. لابد ان نبتهل الي الله عز وجل ان يمن علينا بعام مليء بالاخلاق والبهجة والسرور . وان يكون عامنا عام الوفاق والتضامن من اجل بناء ايراننا الاسلامية العزيزة.'
وتابع 'نبتهل الي الله تعالي ان تكون بهجة هذه الايام، اساسا لدوام الامل وان يكون أملنا دعما للتدبير من اجل ان نحرر مع بعضنا البعض ايران من القيود التي ادت الي معاناة الشعب. نبتهل الي الله عز وجل عسي ان نتعلم من الربيع، الاعتدال والوسطية والنشاط وان تكون الحكومة قادرة علي صيانة دماء الشهداء الطاهرة وميثاقنا الوطني اي الدستور بما يخدم مصلحة الشعب.'
وتقدم الرئيس روحاني في ختام رسالته بالشكر الي جميع كل من يسدون الخدمة لابناء الشعب في هذه الايام ولكل يعملون للذود عن الحدود وحفاظا علي الامن والاستقرار في المجتمع بمن فيهم رجال الاغاثة وقوي الامن الداخلي وكل من يخدم المسافرين الاعزاء في عيد النوروز واهنئهم بهذا العيد السعيد وأود ان انهي كلامي بالاسم الطاهر للسيدة فاطمة الزهراء (س) التي نبدأ عامنا هذا بذكري مولدها وننهيه بذكري مولدها ايضا. اللّهمّ صلّ علي فاطمه و أبيها و بعلها و بنيها بعدد ما أحاط به علمك.'