طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقال السيد نصر الله سأكتفي في البداية بالإشارة إلى عدة مسائل بشكل موجز ومختصر ثم أتحدث قليلاً عن المناسبة وما يتعلق بإفتتاح المعرض.
المسألة الأولى التوقف أمام المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها داعش في مدينة شيراز في الجمهورية الإسلامية في إيران، حيث هاجم فرد أو أفراد، بالنهاية سيتضح أنهم من هذا التنظيم الإرهابي الوهابي المتوحش، مقام السيد أحمد ابن الإمام موسى الكاظم عليه السلام، وأطلق النار بدم بارد مما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من الزوار من رجال ونساء وأطفال.
أمام هذا المصاب الكبير نَتقدم أنا وأنتم من سماحة الإمام آية الله العظمى السيد الخامنئي (دام ظله) ومن الإخوة الكرام المسؤولين في الجمهورية الاسلامية ومن الشعب الإيراني العزيز والصبور ومن عائلات الشهداء بأحر التعازي، مع دعاءنا للشهداء بعلو الدرجات وللجرحى بالشفا العاجل وللعائلات المصابة بأن يَمن الله عليها بالصبر والسلوان.
هذه الحادثة الأليمة وهذه الجريمة البشعة يجب أن تكون سبباً للمزيد من الوعي والبصيرة على مستوى شعوب المنطقة كل شعوب المنطقة، وفي مقدمها خصوصاً في هذه الأيام الشعب الإيراني المجاهد والمقاوم والثائر والذي يواجه مؤامرة خطيرة.
يجب أن تكون هذه الحادثة سبباً اضافياً لمزيد من الوعي والبصيرة أولاً بحقيقة هذه الجماعة الإرهابية التي تسمي أو تنسب نفسها إلى الاسلام وحقيقة هذا الفكر المتوحش والإجرامي، وثانياً وحقيقة من يقف خلف هذه الجماعة وهذه الجماعات، ويستخدمها لأهدافه المشؤومة، وأقصد هنا بالتحديد الإدارة الأمريكية والإدارات الامريكية المتعاقبة.
وكُلنا يعرف بأن الذي أمن الانتقال الآمن لكثير من قادة داعش من سوريا بعد هزيمتها في سوريا ومن العراق وبالتحديد من الموصل بعد هزيمتها في العراق، من أمن الانتقال الآمن للكثير من كوادرها وقادتها وأفرادها من سوريا والعراق إلى أفغنستان، التي أصبحت قاعدة انطلاق جديدة لداعش تستهدف داخل افغانستان والعمليات الإنتحارية في كابول ومزار شريف، والتي تستهدف الشيعة والسنة والمساجد وصلوات الجمعة ومعاهد التعليم والمدارس والثانويات، وآخر مجزرة كانت التي أدت إلى استشهادت عشرات الفتيات الصبايا الذين كانوا يتأهلون من أجل الامتحانات الرسمية أو امتحانات الدخول، على كلٍ وبحقيقة من يقف ورائها والتي من خلالها تستهدف أفغانستان وإيران وباكستان وكل دول الجوار، حيث انتقلت إلى وظيفة جديدة بعدما أدت وظيفتها في سوريا وما ألحقته بها من كوارث، وبعدما أدت وظيفتها في العراق، واليوم لديها وظيفة أمريكية تؤديها من خلال موقعها الجديدة في افغانستان.
المستهدف الأول من خلال هذا التواجد هو الشعب الأفغاني وهو الجمهورية الإسلامية في إيران إضافة إلى دول الجوار، وأن نزداد وعياً وبصيرة بأهمية الجهاد العظيم الذي قام به كثيرون في منطقتنا على مدى السنوات الماضية.
اليوم نعود ونستذكر الشهداء والمجاهدين والجرحى والذين قاتلوا وضحوا على مستوى المنطقة من جيوش، وحركات مقاومة، وفصائل مقاومة، وحشد شعبي، وشعوب ومتطوعين وحكومات في سوريا وفي العراق وفي لبنان وفي المنطقة، وكانت الجمهورية الاسلامية هي سندهم الحقيقي وداعمهم الأقوى.
أيضا هذا يجب أن نستحضره ونزداد وعي بأهمية هذا الذي جرى، ولولا هذا الجهاد العظيم الذي كان من كبار قادته الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني والشهيد القائد الحاج أبو مهدي المهندس والشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين والكثير من الشهداء القادة في الكثير من الساحات، لكانت المنطقة، لكان ما حصل أمس في شيراز لكان يحصل كل يوم في كل المدن الإيرانية، في كل المدن والبلدات الإيرانية، ولكان استمر في الحدوث في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي الضاحية الجنوبية كما هو مستمر الآن في أفغانستان وفي نيجيريا وفي أماكن أخرى من العالم.
المطلوب اليوم هذا الوعي من أجل المواجهة، أنا هنا يجب ومن واجبي أن أتوجه إلى الشعب الإيراني العزيز لأقول له: ثقوا تماماً بأن من يُدير الشغب في هذا الشارع أو تلك المدينة في إيران اليوم، هو نفسه من ارسل هؤلاء القتلة إلى شيراز ليرتكبوا هذه المجازر، هو نفسه من يرسل القتلة في زاهدان للإعتداء على الحرس وعلى مراكز الدولة، هناك مدير واحد وهناك غرفة سوداء واحدة تُديرها الولايات المتحدة الأميركية وكل الجماعات المنافقة، والتي تُسمي نفسها معارضة، هي ليست سوى أدوات، أدوات قذرة في هذه المعركة التي يديرها الشيطان الأكبر، ويستهدف فيها النظام الاسلامي المقاوم الصامد المستقل السيد الحر الأصيل في إيران، والذي يُشكل الأمل الكبير لكل شعوب المنطقة ومستضعفي العالم.
هذه النقطة الأولى، النقطة الثانية لا يُمكننا العبور عنها إلا أن نتحدث بكلمتين ان شاء الله يأتي التفصيل في وقت قريب، كل التحايا للمقاومين الأبطال في الضفة الغربية والقدس لا سيما في نابلس، وفي جنين ومخيم الشعفاط وبقية المدن والمخيمات، وكل التحايا إلى أرواح الشهداء الأبطال وفي مقدمهم الشهيد الكبير الشجاع البصير عدي التميمي، الذي تحول إلى رمز للشهامة والشجاعة والصمود والصلابة والثبات ووعي الشباب، وعنواناً لهذا الجيل الذي سيصنع الانتصار النهائي والحاسم في فلسطين إن شاء الله.
وكل التحايا إلى عرين الأسود وكتيبة جنين وكل إخوانهم على امتداد الضفة الغربية وقطاع غزة وال48 وعلى امتداد فلسطين وخارج فلسطين.
هؤلاء الأبطال منذ أسابيع يهزون كيان العدو، ماذا يعني أن يقول بعض المسؤولين الإسرائيليين، وهنا أحتاط وأقول بعضهم، يمكن نفس وزير الحرب قال ذلك أن نصف الجيش الاسرائيلي موجود الآن في الضفة، وفي الحقيقة هو موجود لمواجهة شمال الضفة، لأنه حتى الآن ما زالت المواجهات الأساسية هناك.
من أجل مواجهة وهذا له دلالاة كبيرة في الصراع أيها الإخوة وألأخوات من أجل مواجهة هذه المجاميع من المقاومين الأبطال مع أعدادهم المحدودة نسبيا وامكانياتهم البشرية المتواضعة ولكن معنوياتهم العظيمة والهائلة.
إذا كان في مواجهة هؤلاء يحتاج العدو إلى نصف جيشه فكيف إذا كانت المواجهة أكبر وأشمل.
على كل حال، هذا الذي يجري يرسم مسارًا جديدًا يدعوا إلى الأمل الكبير بتغيير المعادلات لمصلحة الشعب الفلسطيني وصولاً إلى التحرير الكامل والنصر النهائي إن شاء الله.
الموضوع الثالث والأخير – قبل أن نتحدث قليلاً عن أرضي – هو اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
وفي كلمة له حول اتفاق ترسيم الحدود، لفت نصرالله الى ان "الكيان يعتبر أن حدوده من النيل إلى الفرات وهو أصلاً لا يعترف بحدود ويعتبر أن حدوده حيث تصل قوته وجبروته وجنوده وقوته"، مشيرا الى انه "بعد الكلام منذ سنوات عن وجود النفط والغاز أصبح لبنان بحاجة لترسيم الحدود البحرية".
واوضح نصرالله ان "هناك شيء اسمه المياه الاقليمية ولها آلية احتساب وهناك اسم ثاني المياه المتاخمة وبعدها هناك جزء اسمه المنطقة الاقتصادية الخالصة"، لافتا الى ان "المياه الاقليمية هي جزء من الدولة والدولة اللبنانية لها سيادة كاملة على هذه المياه وتستفيد من ثرواتها وخيراتها، وعلى ضوء تحديد الحدود البحرية يحدد لبنان بلوكات الغاز والنفط".
وشدد نصرالله على ان "الخط 23 والذي صدر مرسوم بشأنه يمكن ان يعتبر الحدود، وهذا الخط يفرض على لبنان تحرير تلك المنطقة البحرية تحت عنوان مياه اقليمية ومنطقة اقتصادية وهي قضية وطنية"، مذكرا بأن "موقف المقاومة منذ العام 2000 قلنا أننا لا تتدخل في ترسيم الحدود البحرية وهي مسؤولية الدولة، وقلنا ونقول ما تعتبره الدولة للبنان نحن نلتزم به".
وبيّن نصرالله ان "الدولة اعتبرت الخط 23 وبناء عليه بدأ النقاش وكان الأفضل ممن يطرحون الخط 29 أن يبدأوا نضالهم السياسي 01-10-2011 عندما قررت الدولة أن الخط 23 هو الرسمي"، مشيرا الى ان "حزب اللله خارج النقاش بين الخط 23 والخط 29 وإذا أعلنت الدولة أن الخط 29 وشمالاً هو للبنان فالمقاومة مستعدة لتقوم بما يلزم للدفاع عن هذه المنطقة".
وذكر نصرالله بأن "اسرائيل قامت برسم الخط المعروف بخط 1 ابتداءً من الناقورة الذي يأخذ مساحة ضخمة التي يعتبرها لبنان حقاً ومنطقة إقتصادية خالصة وكان العدو يعتبر أن هذه المنطقة ممنوع أن يقترب منها"، لافتا الى ان " الرقم المتداول بين خط 23 وخط 1 بين ما تقوله الدولة اللبنانية وما يقوله العدو يصل إلى حدود 879 كليومتر مربع".
واكد نصرالله انه "كان هناك منع أميركي للشركات إذا ما حاولت التنقيب أو المسح وكان هناك حصار وضغط على الدولة اللبنانية للقبول بالخط 1 الذي كان يريده العدو، وقد حصل توافق على مستوى الدولة بين 2009 و2010 أن يتابع الملف رئيس مجلس النواب نبيه بري ويباشر هذا الملف".
وكشف انه "منذ بدء التفاوض مع الوسيط الاميركي فريدريك هوف إلى مرحلة ما قبل كاريش لم يطلب شيئاً محدداً من المقاومة وإن كنا موجودين بالبلد ومعنيين، وخلال مراحل التفاوض بري أعلن بوضوح أن لن نتخلى ولا حتى كوب ماء وهذا الذي حدث فعلاً".
وشدد على ان "الوسيط الأول الذي اسمه هوف طرح خطا اعتبره تسوية ما بين الخط واحد الذي يدعيه العدو والخط 23 واعطى 45 % للعدو من هذه المساحة واعطى 55 % للبنان منها وهذا كان مجحف جدا للبنان".
واشار نصرالله الى انه "في نهاية المطاف الموقف الرسمي اللبناني بقي رافضاً لخط هوف حتى آخر لحظة والذي يباشر الملف أي بري كان حاسماً في هذا الملف، وتحولت إدارة الملف من بري إلى الرئيس العماد ميشال عون والجيش اللبناني وقد انتقل الملف من رجل صلب في المفاوضات إلى رجل صلب مشهود له ولا أحد يستطيع أن يضغط عليه".
وذكّر نصرالله انه "بعد تبدّل الادارة الاميركية تم تكليف اموس هوكشتاين وقدم طرحا جديدا متقدم عن طرح هوف ولكن لا يستجيب للمطالب الللبنانية وهنا بدأت تحولات في المنطقة والعالم من الحرب في أوكرانيا وغيرها من مسائل مرتبطة بالغاز في أوروبا والحاجة إلى ذلك".
وتابع :"عندما علم اللبنانيون دولة ومقاومة أن السفينة اليونانية قدمت ما بين 3 إلى 5 شهر 6 2022 واستناداً إلى الموقف الرسمي للمسؤولين اتخذت المقاومة موقفاً مفاجئاً للعدو بانها لن تسمح باستخراج العدو من حقل كاريش ما لم يستجيب للمطالب الرسمية، ولم يحدث في أي مرة من المرات أن قلنا إن هذه مطالب المقاومة بل إن هذه مطالب الدولة اللبنانية".
واضاف :"الموقف اللبناني الرسمي الموحد والقوي وتحرك المقاومة الجدي والصارم وضع العدو في مأزق وحكومة يائير لابيد في وضع صعب، وفي حال رفض العدو وأصر على ما كان يخطط لها كان هذا يعني مواجهة تتطور إلى بين المقاومة و"إسرائيل" وقد تتطور إلى حرب بين كل لبنان و"إسرائيل" وربما حرب إقليمية".
ولفت نصرالله الى ان "الإسرائيلي كان مجبراً على القبول بالمفاوضات والأميركي كان مجبراً، وهوكشتاين قال إن الخشية من الحرب كانت خلف التوصل إلى تفاهمات والحرب كانت تهديداً ولو وقعت كانت تعطلت كل حقول النفط والغاز والممرات الدولية في البحر المتوسط"، مؤكدا ان "
وشدد نصرالله على ان "المفاوضات الرسمية لم تكن سهلة منذ قدوم هوكشتاين وكان هناك ضغوط كبيرة وكان الأميركي يريد أن يجري تبادلاً في الحقول ويريد أخذ اللبنانيين إلى موضوع التطبيع مع الإسرائيليين، كما ان الإسرائيلي كان يريد أن يأكل مناطق بحرية لبنانية حساسة وتؤثر على الأراضي البرية وكادت أن تصل المفاوضات إلى طريق مسدود"، كاشفا انه "في بعض الليالي كادت الأمور أن تصل إلى الحرب ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك لعدم إخافة الناس".
وتابع :"عندما وجدوا أن الموقف اللبناني الرسمي والمقاومة حاضرة والمعطيات الميدانية عن تجهز المقاومة لحرب شاملة اضطروا للقبول بالمفاوضات، وفي النتائج نعتقد أن لبنان حصل على كل ما أراده باستثناء أمر واحد ولكن النتيجة ممتازة جداً ونتحدث عن انجاز تاريخي".
واضاف :"لبنان رفض الخط 1 الإسرائيلي وخط هوف ورفض الضغوط وتحمل كل الحصار والمخاطر وضغط الوقت والزمن لأن لبنان كان محتاجا وأصر على خط 23 وحصل عليه، كما حصل كل حقل قانا داخل جنوب 23 وحصل لبنان على كامل حقل قانا ولا التزام تجاه العدو وهناك التزام من العدو بعدم التدخل به، كما تم رفع المنع عن الشركات للعمل في البلوكات اللبنانية ولا يحق ولا يمكن أن يتعرض لها العدو والمنع الأميركي والغربي في سياق الحصار على لبنان تم رفعه".
وشدد نصرالله على انه "من المهم التذكير بأن لبنان لم يقدم أي التزامات أمنية أو غيرها وإلا لكان لابيد وحكومته لأظهروا أمام جمهورهم"، لافتا الى ان "العدو الاسرائيلي يعترف بتوازن الردع ولبنان وقع على ورقة مع الأميركي والعدو وقع على ورقة مع الأميركي وهذا ليس تطبيعاً وقد أودعت كل ورقة في الأمم المتحدة"، مشيرا الى ان "مربع صغير بقي عالقاً مساحته 2.5 كيلومتر مريع ونحن نقول إن هذه مساحة من مياهنا الاقليمية اللبنانية وهي محتلة من العدو الإسرائيلي ومن واجب لبنان العمل في أي وقت من أجل تحريرها والبعض عندما يقول إن لبنان حصل على 95 % فهو لا يبالغ لأن هذه المنطقة بقيت عالقة والمنطقة الصغيرة التي بقيت نقطة خلاف مساحتها 2.5 كيلومتر مربع".
واعتبر نصرالله ان "الأوروبي ستكون أولويته الاعتماد على نفط وغاز البحر الأبيض المتوسط وعدم جهوزية العدو للحرب من الأسباب التي أدت إلى هذا الإنجاز، ومن نتائج الحصار الأميركي ووصول الشعب اللبناني إلى الوضع الاقتصادي السيء أصبح هناك استعداد عالي للشعب للحرب وأن لا خيار لدينا ويجب أن نستخدم القوة ولو وصلنا إلى الحرب".
وراى نصرالله ان "الانجاز تحقق بصلابة الرؤساء وتضامنهم وإرسال المقاومة المسيرات والدعم الشعبي للموقف الرسمي ولموقف المقاومة والأمر كان واضحاً بالتأييد العلني أو بعدم الاعتراض على ذلك، وصمود البيئة الحاضنة للمقاومة التي كانت ستتلقى الضربات والمقصود البيئة المتضامنة أوصل إلى هذه النتيجة".
وكشف نصرالله انه "كدنا أن نصل إلى فم الحرب قبل التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية، ولكن الاسرائيلي تراجع عن الضخ التجريبي من حقل كاريش"، موضحا انه "بالنسبة للإسرائيلي كان موقف المقاومة مفاجئا لهم وأقول للعدو ان المقاومة تتصرف بحكمة وحزم وعندما تقتضي المصالح الوطنية الكبري تجاوز قواعد الاشتباك فهي لن تتردد بذلك".
وختم نصرالله :"في النهاية تبين ان الصواريخ بتطعمي خبز".
انتهی/