في وقت دعت عدد من الدول الاوروبية رعاياها لمغادرة ايران وقالت ان ذلك بسبب احداث الشغب، اعتبر الخبراء والمحللون هذه الخطوة الاوروبية محاولة للتضخيم والنفخ في النار واذكاء البلبلة وتحريض مثيري الشغب، بهدف ممارسة الضغط على ايران من اجل انتزاع نقاط مستقبلية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- أول من قامت بهذه الخطوة هي هولندا التي تذرعت بعدد ضئيل من مثيري الشغب واعمالهم الاجرامية في نقاط محدودة من طهران وعدد قليل من المدن الايرانية الاخرى لتعلن بأن كل الاراضي الايرانية هي "مناطق حمراء" وعلى رعاياها المغادرة. ثم حذت المانيا وبريطانيا والنمسا حذو هولندا ومن ثم تبعتها عدد آخر من الدول الاوروبية.
الخطوة الاوروبية هذه تأتي بعد ان فقدت أحداث الشغب زخمها ما يثير تساؤلات حول الغايات ، وهي لا تخرج من اطار عدد قليل من الاهداف.
بعد اعلان الامن الايراني اعتقال عدد من الرعايا الاوروبيين كانوا على علاقة بتدبير واذكاء احداث الشغب الاخيرة وبث فيلم عن اعترافات لضابطين لجهاز الامن الخارجي الفرنسي اعتقلا في ايران اثناء مهمة ايجاد شبكات مناهضة للحكم والتنسيق والتشبيك بينها، وربما أرادت هذه الحكومات الاوروبية الانتقام من اعتقال جواسيسها بهذه الخطوة التضخيمية.
كما يمكن ان يكون هناك رعايا اوروبيون آخرون في ايران متورطون في احداث الشغب الاخيرة وخشية من اعتقال قوات الامن الايرانية لهم وانكشاف امرهم امرتهم حكوماتهم بالمغادرة تحت غطاء انعدام الامن المزعوم في ايران.
الغرب عموما يبحث عن ادوات ضغط على ايران لاستخدامها في المفاوضات النووية وربما يريد الاوروبيون تحويل قضية احداث الشغب في ايران ايضا الى ورقة ضغط تحت مسميات انسانية وقضية حرية وما شابه ذلك لتحقيق هذا المأرب.
وربما يريد الاوروبيون ارسال اشارة الى مثيري الشغب في ايران بالتوجه نحو التصعيد ومزيد من الاضطرابات عبر اتخاذ مواقف معادية اوروبية لايران وسحب رعاياهم للايحاء بأن الاوضاع متازمة جدا وهذا اسلوب حرب نفسي لا يترك استخدامه الاوروبيون خاصة بعد ان اخذت الاحداث سيرا نزوليا في الايام الاخيرة.
لا يترك الغربيون أي فرصة لتشويه سمعة ايران والايرانيين والنظام الاسلامي وربما ايضا يريدون الاستفادة من هذه الورقة لمزيد من التشويه.
كما يمكن ان تهدف الحكومات الاوروبية من خلال هذه الخطة الى ضرب عملية النشاط السياحي للسياح الاوروبيين في ايران وخاصة بعد الانتعاش المجدد لقطاع السياحة في ايران بعد تراجع جائحة كورونا.
ومهما تكن غاية واهداف الحكومات الاوروبية المعادية في هذه البروباغاندا الجديدة فان الايام القادمة ونتيجة التحقيقات مع مثيري الشغب ستكشف عن دور هذه الحكومات والانظمة التي تدعي الرقي والانسانية في التخطيط لزعزعة أمن ايران والاضرار بمواطنيها تحت مسميات غربية براقة، ولن تنجح الحكومات الاوروبية في تحقيق غاياتها واهدافها من وراء هذه الخطوة الجديدة، كما فشلت في قضايا اخرى سابقا.
بقلم: فريد عبدالله