قالت وكالة رويترز في تقرير لها إن قرار مجموعة "أوبك+" النفطية خفض إنتاج النفط زاد من الضغوط على العلاقات المتوترة بالفعل بين البيت الأبيض في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، والعائلة المالكة في السعودية، التي كانت يوما أحد أقوى حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وجاء قرار "أوبك+" خفض الإنتاج بمعدل مليوني برميل نفط يوميا اعتبارا من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل رغم الضغوط التي مارسها البيت الأبيض لمنع ذلك، بحسب مصادر رويترز التي يزيد عددها على العشرة.
ويسعى بايدن خلال هذه الفترة إلى الحيلولة دون ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة مرة أخرى قبل نحو شهر من عقد انتخابات التجديد النصفي التي يكافح فيها حزبه الديمقراطي للحفاظ على أغلبيته في الكونغرس. وتريد واشنطن الحد من عوائد الطاقة الروسية في ظل تواصل الحرب في أوكرانيا.
وكشفت "رويترز" أن مسؤولين أميركيين كبارا في قطاعات الطاقة والسياسة الخارجية والاقتصاد حثوا خلال الأيام الأخيرة، نظراءهم في الخارج على التصويت ضد خفض الإنتاج.
وسافر آموس هوكشتاين، كبير مبعوثي بايدن لشؤون الطاقة، برفقة مسؤول الأمن القومي بريت ماكغورك، والمبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى السعودية الشهر الماضي لمناقشة قضايا الطاقة، ومن بينها قرار أوبك+. لكنهم أخفقوا في منع خفض الإنتاج، تماما مثلما حدث مع بايدن بعد زيارته للسعودية في تموز/ يوليو.
وقال مصدر مطلع على المناقشات إن المسؤولين الأميركيين "حاولوا تصوير الأمر على أنه: نحن مقابل روسيا"، وإنهم أبلغوا نظراءهم السعوديين بأنه ينبغي لهم الاختيار.
وأضاف أن هذه الطريقة باءت بالفشل، مشيرا إلى أن السعوديين ردوا بأنه إذا أرادت الولايات المتحدة مزيدا من النفط في الأسواق، فعليها أن تبدأ في زيادة إنتاجها.
ولم يرد المكتب الإعلامي التابع للحكومة السعودية، على طلبات من وكالة رويترز عبر البريد الإلكتروني للتعليق على المناقشات.
وقال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان للتلفزيون السعودي، الأربعاء: "أولا وأخيرا يهمنا مصالح المملكة ثم مصالح الدول التي وثقت بنا وكانت ولا تزال أعضاء في أوبك وتجمع أوبك+".
وأضاف أن منظمة أوبك ترعى مصالحها "ومصالح العالم لأن لدينا مصلحة في دعم تنمية الاقتصاد العالمي وتوفير الطاقة بطريقة مثلى".
وأثار تعامل واشنطن مع قضية الاتفاق النووي الإيراني وتوقفها عن دعم العمليات العسكرية الهجومية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن غضب المسؤولين السعوديين، بجانب الإجراءات الأميركية ضد روسيا بعد "غزوها" أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022. بحسب رويترز
وقال عبد العزيز لشبكة بلومبرغ بعد قرار "أوبك"، إن الضغط الأميركي من أجل فرض سقف لأسعار النفط الروسي يثير حالة من الضبابية بسبب "نقص التفاصيل وعدم الوضوح" حول كيفية تنفيذه.
وقال مصدر أطلعه مسؤولون سعوديون على الأمر، إن المملكة تعتبر ذلك "آلية تسعير لا تحكمها السوق يمكن أن يستخدمها تحالف المستهلكين ضد المنتجين".
والخميس، وصف بايدن القرار السعودي بأنه "محبط"، مضيفا أن واشنطن قد تتخذ مزيدا من الإجراءات في سوق النفط، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير الأربعاء: "من الواضح أن أوبك+ تنحاز إلى روسيا"، دون أن توضح كيف سيؤثر خفض الإنتاج على العلاقات الأميركية السعودية.
وفي الكونغرس، دعا الديمقراطيون الذين ينتمي إليهم بايدن إلى انسحاب القوات الأميركية من السعودية وتحدثوا عن استعادة أسلحة.
وكتب السيناتور الديمقراطي، كريس مورفي على تويتر: "كنت أعتقد أن الهدف من بيع الأسلحة لدول الخليج( الفارسي) ، رغم انتهاكاتها لحقوق الإنسان، والحرب التي لا معنى لها باليمن، والعمل ضد المصالح الأميركية في ليبيا والسودان، وغير ذلك، هو أنه عندما تحدث أزمة دولية فإنه يمكن للخليج(الفارسي) أن يفضل أمريكا على روسيا/ الصين".
وبعد أسابيع من تولي بايدن رئاسة الولايات المتحدة، أصدرت واشنطن تقريرا يربط بين مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018 وولي العهد محمد بن سلمان، فيما نفى الأخير أن يكون قد أصدر أمر القتل.
وأصبح ابن سلمان رئيسا للوزراء الشهر الماضي، وهو وضع يجادل محاموه أمام محكمة أميركية بأنه يمنحه حصانة من الملاحقة القضائية في مقتل خاشقجي.
وكانت رحلة بايدن إلى جدة في السعودية في تموز/ يوليو لحضور قمة خليجية، تهدف إلى إصلاح العلاقات، لكنه وجه أيضا انتقادات شديدة لولي العهد بشأن مقتل خاشقجي.
المصدر: عربي 21