الترويكا الاوروبية ومحاولة ملء يد الاميركيين الفارغة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۵۵۸۹
تأريخ النشر:  ۱۶:۵۶  - الاثنين  ۱۲  ‫ستمبر‬  ۲۰۲۲ 
بينما كانت المفاوضات بين ايران والاطراف الدولية تمضي قدما في مراحلها النهائية حول العودة للاتفاق النووي أصدرت دول الترويكا الاوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بيانا زعموا فيه انهم لديهم "شكوك جدية" في مدى صدق ايران في التوصل لاتفاق، والسبب في ذلك هو اصرار ايران على اغلاق ملف تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن 3 منشآت ايرانية والعثور المزعوم على مواد نووية فيها في السابق.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- الترويكا الاوروبية استخدمت في بيانها مصطلحات وجملات كـ " أقصى حد للمرونة" و "هذه الفرصة الدبلوماسية الحاسمة " و "شكوك جدية في صدق ايران" و "مدى التزامها (أي ايران) التوصل إلى نتيجة ناجحة في ما يتعلّق بالاتفاق النووي " ، ومن يقرأ ذلك البيان يستخلص بأن الاوروبيين كأنهم غسلوا يدهم من الاتفاق النووي ولا أمل لهم ابدا في العودة اليه وما شابه.

هذا ما يريد الاوروبيون الايحاء به، لكن الحقيقة هي أمر آخر وهي ان هذا البيان ايضا مجرد محاولة للضغط على الموقف الايراني لانتزاع النقاط في المراحل الاخيرة من المفاوضات.

يقول مستشار الوفد الايراني في المفاوضات النووية محمد مرندي ردا على بيان الترويكا الاوروبية "الأوروبيون هم بحاجة إليه (الاتفاق) أكثر من إيران بسبب حاجتهم إلى الغاز، وكلّما تأخر الاتفاق كلّما زادت المشكلة لدى أوروبا التي تريد الغاز مع اقتراب فصل الشتاء " وللتأكيد على الحاجة الاوروبية للاتفاق اكثر من ايران يضيف مرندي "إيران تبيع غازها ونفطها وقادرة على الحصول على الموارد المالية".

ويعتقد محمد مرندي ان "لا مشكلة لدى الأوروبيين في التوصل الى اتفاق، بل المشكلة هي لدى بايدن الضعيف".

وهكذا يبدو ان الاوروبيين الذين يمثلون الحلقة الضعيفة بين اميركا والكيان الصهيوني الذي يلعب دور المعرقل للاتفاق ايضا، يقومون مرة أخرى بتفضيل المصلحة الاميركية والصهيونية على المصلحة الأوروبية من اجل احتمال ان يؤثر ذلك على الموقف الايراني وترضخ ايران للشروط الغربية.

وللوقوف على منطقية المطالب الايرانية التي كانت ايران تصر عليها منذ البداية يمكن الاشارة الى الموقف الصادر من وزارة الخارجية الصينية في الثالث من ايلول الحالي تعليقا على الرد الايراني الاخير على نص المقترح الغربي للاتفاق، حيث اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية ان هذا الرد لا يتجاوز مواقف طهران الدائمة.

اما الموقف الروسي من الرد الايراني الاخير فجاء ايضا متطابقا مع الموقف الصيني ، فقد أكد مندوب روسيا​ الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا​ ​ميخائيل أوليانوف في الثاني من ايلول​ أنه "يمكن قبول الرد الايراني على مقترحات ​الولايات المتحدة​ بشأن ​الاتفاق النووي​ في حال وجود إرادة سياسية .

ولفت أوليانوف الى أن "إيران قدمت ردها على مقترحات الولايات المتحدة على مسودة القرار بشأن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة. ومن الواضح أن الاقتراحات الإيرانية ليست طموحة أكثر من اللازم ويمكن قبولها في حال وجود الإرادة السياسية اللازمة لإكمال محادثات فيينا".

اذا، من الواضح بأن ايران لم تطالب بشيء جديد ومن الطبيعي ابداء الاستغراب بسبب هذه الخطوة من قبل الترويكا الاوروبية ، والتي يمكن تفسيرها بان هؤلاء وبعد ان رأوا اليد الاميركية فارغة من الاوراق للعبها على طاولة المفاوضات أرادوا ملء يد الاميركيين بمثل هذا التحشد لهم عبر اصدار هذا البيان .

مسرحية مفضوحة ونتائجها ايضا ستكون مخيبة لآمالهم وسيعود هؤلاء مرة اخرى الى تغيير لهجتهم والتحدث عن جولات جديدة من التفاوض مع ايران لانه ليس لديهم خيارات أخرى.

بقلم : فريد عبدالله

رأیکم