لماذا الصهاينة غاضبون من المفاوضات النووية ؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۵۳۷۵
تأريخ النشر:  ۱۸:۱۵  - الثلاثاء  ۲۳  ‫أغسطس‬  ۲۰۲۲ 
ينتاب الصهاينة حالة غضب تترافق مع خيبة أمل كبيرة بسبب السياسة التي اتبعتها ايران اثناء المفاوضات التي جرت حول الملف النووي والتي أدت الى تراجع اميركي وغربي تجاه ايران.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- الكيان الصهيوني الذي يعتبر الجهة الوحيدة التي تمتلك الاسلحة النووية تحاول تحقيق تفوق مزعوم في المنطقة، وان التطبيع مع دول كمصر والاردن وكذلك بعض الانظمة في الخليج الفارسي مؤخرا طمأن الصهاينة بأن هذه الدول سوف لن تشكل خطرا على المجال النووي الصهيوني، وهكذا يعتبر الصهاينة ايران الخطر النووي الوحيد الذي يهددهم.

العقيدة العسكرية الصهيونية تتضمن في داخلها سياسة نووية ايضا تجيز للصهاينة استخدام اسلحتهم النووية اذا تعرض كيانهم لخطر وجودي ، ولذلك يعتبر الصهاينة البرنامج النووي الايراني غير سلمي ويحاولون دوما الصاق طابع عسكري للبرنامج النووي الايراني السلمي قائلين انه يهدف لمحو كيانهم عن الخارطة الجغرافية.

ان الصهاينة الذين يسعون للحفاظ على بقاء كيانهم يحرضون المجتمع الدولي على الحصار الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي ويهددون دوما بشن هجمات استباقية ضد المنشآت النووية الايرانية، حسب زعمهم.

شكل الصهاينة منذ بداية المفاوضات النووية بين ايران والقوى الدولية أكبر عائق امام توصل المفاوضات النووية الى حل، وهناك خلافات حتى بين الصهاينة وحماتهم الاميركيين حول الملف النووي الايراني حيث يحرض على اتباع اساليب غير تفاوضية للتعامل مع البرنامج النووي الايراني.

لقد تفاجأ الصهاينة بتعامل الحكومة الايرانية الجديدة مع ملف المفاوضات النووية والمتابعة الجادة لهذه المفاوضات من قبل الايرانيين وقدرة الايرانيين الكبيرة على قيادة المفاوضات وفرض مطالبها المحقة. ومن جهة اخرى يخشى الصهاينة تقدم البرنامج النووي الايراني من جديد خاصة مع تغيير الحكومة الايرانية وعدم السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للقييام بعمليات التفتيش من جديد، ويشعر الصهاينة بالخوف الشديد من تخصيب ايران اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة ، وهذا قد دفع الصهاينة نحو اتباع استراتيجيتين حيال البرنامج النووي الايراني، وهما:

التفاوض مع الاميركيين والدول الاوروبية لثنيهم عن قبول مسودة المقترحات الايرانية من اجل افشال المفاوضات ( تندرج زيارة رئيس جهاز الموساد ووزير الحرب الصهيوني الى اميركا في هذا الاطار)
التهديد بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الايرانية بالترافق مع افتعال ضجيج اعلامي

وباتباع هاتين الاستراتيجيتين يريد الصهاينة افشال المفاوضات النووية ، ومع اطلاق الجولة الثامنة للمفاوضات النووية بين ايران والاطراف الدولية في نهاية العام الماضي ذهب رئيس الموساد ووزير الحرب الصهيوني الى واشنطن لحث الاميركيين على اعادة النظر في التفاوض مع ايران وعدم الرضوخ لـ "الابتزاز" الايراني ، حسب زعمهم، وقالا انهما يملكان معلومات عن البرنامج النووي سيؤدي الى اعادة نظر الاميركيين في المفاوضات ، لكن ورغم تحدث الاميركيين دوما عن جميع الخيارات الموضوعة على الطاولة ، حسب زعمهم، لكنهم لاينفكون عن القول بأن الدبلوماسية هي الخيار الوحيد لحل قضية الملف النووي الايراني.

كما سعى الصهاينة للتواصل مع الفرنسيين والبريطانيين من اجل افشال المفاوضات النووية، ويؤكون بان ايران استغلت فرصة المفاوضات النووية مع القوى الدولية لايصال مستوى التخصيب الى 60 بالمئة ، وتعمل الابواق الاعلامية الصهيونية الى بث الدعايات المسمومة بان ايران تبتز الغرب في مفاوضاتها.

وخلال الايام والاسابيع الاخيرة كرر القادة الصهاينة مقولتهم بأن المفاوضت عديمة الفائدة وان الحل العسكري والعمليات التخريبية في المنشآت النووية هي الخيار الوحيد المتبقي امام الصهاينة. وقد اطلق نفتالي بينيت وبيني غانتس تهديدات عديدة موجهة لايران، رغم معرفة الجميع بأن هذه التهديدات هي خاوية ومن اجل ممارسة الضغط على الاميركيين والاوروبيين.

وخلال الاسبوع المنصرم وفي اتصال هاتفي جرى بين يائير لابيد والمستشار الالماني اولاف شولتس طلب لابيد بانهاء مفاوضات احياء الاتفاق النووي، كما اجتمع لابيد مع السفير الاميركي في الكيان الصهيوني توم نيدا ورئيس اللجنة الفرعية للشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجلس النواب الاميركي "تيد دويتش"، وقال موقع اكسيوس الاميركي ان لابيد ابلغ نيدا ودويتش "في الظروف الحالية فقد حان الوقت للابتعاد عن طاولة المفاوضات، ان أي فعل آخر يبعث برسالة ضعف الى ايران".

ونقلت وكالة رويتر ان مسؤولا صهيونيا زعم بأنه حان الوقت للجلوس والتحدث عن الخطوات المقبلة لمنع ايران من حيازة السلاح النووي ، كما قال دبلوماسي صهيوني كبير "ان الاتحاد الاوروبي قدم مقترحات لايران لا تتلائم مع المبادئ الاميركية " ، وتظهر كل هذه الخطوات والتصريحات ان الكيان الصهيوني قلق جدا من وصول المفاوضات الى النتيجة وانه لن يألوا جهدا لعرقلتها.

وقد أوردت صحيفة هاآرتس بهذا الصدد "انه بعد انسحاب الاميركيين من الاتفاق النووي المبرم مع ايران ازادت سرعة تطور البرنامج النووي الايراني ووصلت الان الى اعلى مستوياتها، لقد اتخذ المفاوضون الايرانيون موقفا جديدا بعد مجيء رئيس جديد الى سدة الحكم في ايران ولن يستطيع بايدن اعادة الايرانيين الى الاتفاق القديم ، لقد برهنت ايران بأنها دولة كبيرة وقوية في مجابهة المشاكل ، ورغم كافة النشاطات الاسرائيلية في السنوات الاخيرة، حافظ الحكم في ايران على قوتها ولم تؤثر الخطوات الاسرائيلية ابدا على تطور ايران".

ونظرا الى الظروف السائدة الان يسعى الصهاينة وبشتى السبل الى افشال المفاوضات النووية من اجل تبرير اعمالهم التخريبية ضد البرنامج النووي الايراني.

ان مجيء الحكومة الجديدة في ايران واتباعها سياسة ذكية في التفاوض حول البرنامج النووي قد اثار غضب الصهاينة ، فالايرانيون لا يريدون أي اتفاق وبأي ثمن ، ومع وجود خلافات بين الموساد وبين الجيش الصهيوني حول كيفية التعامل مع ايران، نجد بأن باقي القطاعات في الكيان الصهيوني منقسمة ايضا حول كيفية هذا التعامل ، لكن حسب السياسة النووية في داخل هذا الكيان فان "ايران نووية" لا يرغب الصهاينة ابدا في رؤيتها.

انتهی/

رأیکم