أسباب انجرار مصر للانخراط في الاجتماعات المعادية لايران

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۴۷۴۷
تأريخ النشر:  ۱۷:۲۲  - الثلاثاء  ۲۸  ‫یونیه‬  ۲۰۲۲ 
تشارك مصر في اجتماعات معظمها امنية ويرتبها الاميركيون والصهاينة في المنطقة وتدور حول قضية "احتواء ايران ومواجهتها" رغم عدم وجود حالة عداء او اصطدام بينها وبين ايران، فما هي الاسباب ؟.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- شهدت منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا خلال العقد الماضي تطورات متسارعة مثل الصحوة الاسلامية مرورا بالازمة السورية وحرب اليمن وصولا الى الاستقطابات الحادة التي شهدتها المنطقة الى جانب فشل المشروع الاميركي الصهيوني في سوريا وفشل المعتدين على اليمن والهزائم الصهيونية المتعددة في غزة، أدت كلها الى تعزيز قدرات محور المقاومة امام المحور الصهيوني الاميركي والمحور المساوم والمطبع.

وعلى الاثر قرر الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الاتيان بخطة ومؤامرة جديدة بعد هزيمة مشاريعهم السابقة، حيث تقضي الخطة الجديدة باصطناع احلاف ومحاور جديدة مركزها الكيان الصهيوني وتشارك فيها الدول العربية المعادية لمحور المقاومة.

ويوم أمس الاثنين اوردت المصادر الاعلامية نبأ بدء اجتماع دبلوماسي تشارك فيه مصر والمغرب والامارات والبحرين واميركا ومسؤولين من الكيان الصهيوني في العاصمة البحرينية المنامة والهدف المعلن هو التعاون الامني في المنطقة.

ويوم الاحد الماضي ايضا أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير ان اميركا نظمت في شهر مارس الماضي اجتماعا سريا لقادة عسكريين صهاينة كبار مع نظرائهم في بعض البلدان العربية ليدرسوا كيفية التنسيق في مواجهة القدرات الصاروخية الايرانية وطائراتها المسيرة، وان هذا الاجتماع عقد في شرم الشيخ بمصر بمشاركة قادة عسكريين صهاينة وسعوديين وقطريين ومصريين واردنيين.

المسؤولون الصهاينة تحدثوا ايضا خلال الايام السابقة عما اسموه ايجاد خط دفاعي امام الخطر الايراني وما شابه، كما تحدث الملك الاردني عبدالله الثاني عن حلف ناتو عربي واشياء من هذا القبيل.

وفي شهر مارس الماضي ايضا عقد لقاء ثلاثي بين مصر والامارات والكيان الصهيوني، تلاه اجتماع رباعي في العقبة بين مصر والاردن والامارات والعراق، ومن ثم اجتماع آخر في صحراء النقب بحضور وزراء خارجية الكيان الصهيوني واميركا ومصر والامارات والبحرين والمغرب.

لكن ما يدعو للاستغراب هو ان جميع هذه الاجتماعات الاقليمية التنسيقية في مواجهة ايران تأتي في وقت تلهث فيه اميركا وراء الاتفاق مع ايران رغم عدم قبول ايران بالحد من نشاطاتها الاقليمية او الحد من قدراتها الصاروخية وطائراتها المسيرة او وقف نشاطاتها النووية مع غضب صهيوني وغيظ بعض الدول العربية في الخليج الفارسي من احتمال قيام واشنطن بشطب اسم الحرس الثوري عما يسمى قائمة العقوبات الاميركية.

والسؤال المطروح هو لماذا انجرت مصر الى هذه التحركات المعادية لايران في وقت لا تواجه تهديدا لامنها القومي ؟ وفي الاساس هل توافق مصر على ما يتم طرحها في هذه الاجتماعات؟ .

الاوضاع المهزوزة في مصر والأزمة الاقتصادية

عندما نبحث عن سبب انجرار مثل خلف هذه التحركات والخطط يجب ان ناخذ بعين الاعتبار الازمة الاقتصادية القوية التي دفعت مصر نحو الاعلان عن التقشف الاقتصادي بهدف مواجهة تداعيات الازمة الاوكرانية، وهذه الازمة تفسر معظم الخطوات المصرية في مجال السياسة الخارجية في وقت تحتاج فيه القاهرة بشكل مبرم للسيولة النقدية والاستثمارات والدعم الفوري وعلاقات اقتصادية جديدة.

والشأن الاقتصادي هو ما يفسر التصرفات والسلوك المصري ويعتقد البعض ان الاقتصاد هو ما اجبر وزير الخارجية المصري لحضور اجتماع النقب ليضع يده في يد نظيره الصهيوني يائير لابيد واخذ صورة تذكارية غير مسبوقة.

وما يقوي هذه النظرية هو عدم رغبة مصر في الاساس للدخول في مواجهة مع ايران لكن الحاجة الاقتصادية ونقص الاموال والغذاء يدفعان القاهرة نحو ايجاد بدائل في الاقتصاد والغذاء.

ورغم سعي القاهرة لايجاد توازن في سياستها الخارجية لكن الحاجة الاقتصادية تجبرها على اتخاذ قرارات تضر بمصلحة الشعب المصري وقضاياها فالامارات التي تبدو متحمسة في هذه التحالفات الجديدة ارسلت في شهر ديسمبر الماضي مستشار الامن القومي الشيخ طحنون بن زايد (يعرف برجل المصالحات) الى طهران وسلم في حينها رسالة دعوة للرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي لزيارة الامارات.

من جهة أخرى فان تغيير السياسة السعودية تجاه ايران والاجتماعات الايرانية السعودية في العراق والحديث عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين يظهر بأن دول الخليج الفارسي تستخدم مصر كمجرد ورقة في تحركاتها السياسية فمصر مجبرة على المشاركة باجتماعات مع اطراف عربية واميركا ضد ايران ومن ثم يذهب هؤلاء الى مد خيوط العلاقات مع ايران من تحت الطاولة لكنهم يطلبون من مصر الثبات على موقف واحد ومعاد لايران ، وهذا استغلال لثقل مصر وقضاء على دورها السياسي المستقل.

هناك تقارب في العديد من المواقف السياسية بين مصر وايران فالبلدان لديهما رؤية متقاربة تجاه ما يجري في سوريا، كما تحدثت وسائل اعلام عراقية عن احتمال انطلاق وساطة عراقية لتحسين العلاقات بين طهران والقاهرة.

واخيرا يجب القول انه لولا الظروف الاقتصادية السيئة لما قبلت مصر بالعديد من المواقف التي يجبرها البعض على اتخاذها لكن الازمات والمشاكل الاقتصادية هي التي تدفع مصر نحو التعايش مع مثل هذه المواقف.

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم