جولات المفاوضات الايرانية السعودية .. مسارها وفحواها

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۴۰۹۳
تأريخ النشر:  ۱۵:۳۱  - الأربعاء  ۲۷  ‫أبریل‬  ۲۰۲۲ 
في يوم 23 أبريل الحالي استضافت العاصمة العراقية بغداد الجولة الخامسة من المحادثات الايرانية السعودية، وقد وصفت طهران نتائجها بالايجابية وقالت بأن رفع مستوى هذا الحوار يمكن ان يؤدي الى حل أسرع للقضايا السياسية المطروحة.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وكالة سبوتنيك الروسية قالت من جهتها ان الجولة الأخيرة هذه جرت في اجواء ايجابية جدا وان الجانبين تركزا على ملفات اقليمية وكذلك العلاقات الثنائية وأمن الخليج الفارسي.

وفي يوم 24 أبريل صرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ان جولة جديدة من المحادثات ستستضيفها بغداد ايضا، وكان وزير الخارجية العراقي قد صرح في السابق بأن اطار هذه المحادثات هو "أمني".

وبعد يوم واحد أي في يوم 25 أبريل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة ان الجولة الخامسة من المحادثات والتي عقدت اثر جهود بذلتها الحكومة العراقية ومساعدة الحكومة العمانية شهدت حوارا جديا واذا تم رفع مستوى التمثيل الى المستويات السياسية العليا فيمكن توقع حدوث تقدم جدي و سريع في القضايا المطروحة في الاطار الحالي.

واضاف خطيب زادة ان المحادثات تمحورت حول القضايا الثنائية والاقليمية معربا عن أمله في ان يؤدي رفع مستوى التمثيل في المحادثات الى حل أسرع للقضايا السياسية المطروحة.

وزير الخارجية العراقي، وبعد انتهاء الجولة الخامسة، صرح لقناة الجزيرة ان ايران والسعودية توصلتا الى مذكرة تفاهم من 10 بنود، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية انه من الممكن ان تهيئ هذه المحادثات، الأرضية لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

جريدة "الصباح" العراقية نقلت عن مصادر مطلعة ان المحادثات توصلت الى اتفاق على المستوى الامني ونقل الحوار الى وزارتي الخارجية في البلدين وان التحضيرات ستجري لمحادثات دبلوماسية يحضرها مسؤولو وديبلوماسيو البلدين.

وقد عقدت الجولة الخامسة من المحادثات بعد انتهاء الجولة الرابعة بـ 6 أشهر لأن ايران الغت موعد حضورها بسبب قيام السلطات السعودية باعدام 81 معتقلا من المواطنين الشيعة، وقال مسؤول في الخارجية العراقية في يوم 5 أبريل الحالي ان الايرانيين غير راغبين بتكرار الجولات الاربعة الماضية ويريدون الاتفاق حول مناقشة قضايا محددة.

وكان وزير الخارجية العراقية قال اثناء زيارة قام بها الى طهران في 13 أبريل ان الاوضاع قد تغييرت بعد بدء الهدنة في اليمن والتي كانت نتاج جهود اطراف اقليمية ويمنية ودولية، ويمكن لهذه الهدنة ان تكون من اسباب تهيئة الظروف لاستئناف المحادثات والوصول الى الحوار العلني بدلا من غير العلني، واضاف فؤاد حسين ان جزءا من المحادثات تمحور حول القضايا الاقليمية وقد لعب العراق دورا بارزا في هذا المجال على المستوى الأمني والدبلوماسي.

فحوى الجولات السابقة

قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في 15 اكتوبر 2021 في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز ان المحادثات مع الجانب الايراني ودية وفي نفس الوقت استكشافية.

في 20 ديسمبر 2021 صرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة ان هذه المحادثات الجارية في اطار جولات تتناول قضايا اقليمية وثنائية .

اما وزير الخارجية االايراني حسين امير عبداللهيان فقد اكد في تصريحات ادلى بها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي في طهران في 23 ديسمبر الماضي، ان ايران قدمت خلال الجولة الرابعة مجموعة من المقترحات العملانية والبناءة للسعوديين الذين درسوها بنظرة ايجابية وان الجولة الخامسة تتمحور حول الاتفاق على جعل التفاهمات القادمة "عملانية" ونحن مستعدون لزيارة متبادلة للوفود التقنية لزيارة سفارتي البلدين لتهيئة الظروف لاستئناف العلاقات، مضيفا بأن طهران تنتظر جوابا مقنعا من السعودية حول سبب تباطؤها في السماح بنقل السفير الايراني في اليمن والذي كان مصابا بعارض صحي أدى الى وفاته، من اليمن، كما اشار امير عبداللهيان الى موافقة السعودية لذهاب 3 دبلوماسيين ايرانيين الى جدة للاستقرار في مقر منظمة التعاون الاسلامي.

وفي 24 يناير الماضي قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايراني سعيد خطيب زادة ان ايران وكما قال رئيسها الجديد السيد ابراهيم رئيسي، مستعدة لاعادة فتح سفارتها في السعودية لكن هذا يتوقف على الاجراءات السعودية.

كلام خطيب زادة ايدها الوزير حسين أميرعبداللهيان في نفس اليوم وفي تصريحات منفصلة حيث قال ان ايران تركت الطريق مفتوحا امام السعودية وهي ترحب بعودة العلاقات الدبلوماسية وحتى تطوير العلاقات الثنائية عندما تقرر السعودية ذلك.

وزير الخارجية اللبناني ايضا قال اثناء استقباله لنظيره الايراني في بيروت الشهر الماضي ان المحادثات الايرانية السعودية يمكن ان تشكل فرصة للمساعدة على تقدم الحوار اليمني اليمني وحل الأزمة اليمنية.

حسين امير عبداللهيان أشار في 26 مارس الماضي في تصريحات متلفزة ان الجانب السعودي كان راغبا لطرح احدى القضايا الاقليمية للنقاش وان ايران ابلغت الجانب العراقي بانها مستعدة لسماع الرؤية السعودية، واشار وزير الخارجية الايراني ان السعودية طلبت مرارا من ايران استخدام نفوذها المعنوي لانهاء الحرب في اليمن ونحن تشاورنا مع دول اقليمية حول سعينا لاطلاق تحرك دبلوماسي لكن السعودية ارادت تحقيق ما لم تستطع في الميدان، عبر المفاوضات بدلا عن البحث عن الحلول.

ان تصريحات المسؤولين الايرانيين والسعوديين وكذلك مسؤولي باقي البلدان المعنية تدل بان المحادثات بين طهران والرياض والتي تستضيفها بغداد تتعدى القضايا الثنائية، ويبدو انه من خلال قراءة ما بين سطور التصريحات آنفة الذكر، اصبح بالامكان ان نستشف بأن طهران والرياض تمضيان شيئا فشيئا نحو تداول قضايا اقليمية هامة في جولات محادثات بغداد وهذا سیترك تأثيرا ايجابيا على مجريات الامور المنطقة في فترة زمنية بالغة الحساسية.

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم