نشرت مجلة "ميدل إيست أي" تقريرا، قالت فيه إن اللاجئين الأوكرانيين الذين هاجروا إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي سيتحولون بين ليلة وضحاها إلى مستوطنين جدد بأراضي فلسطين المحتلة.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقال الصحفي أزاد عيسى في مقاله إن هؤلاء اليهود الأوكرانيين الذين فروا من الحرب والفوضى في بلادهم سيحصلون الآن على المأوى والطعام والحماية، وسيُطلب منهم العيش على الأرض التي انتزعت من الفلسطينيين، في انتهاك للقانون الدولي، مشيرا إلى أنه "لا يمكن السماح لإسرائيل باستخدام الصراع الروسي الأوكراني لتعزيز "تفوقها الديموغرافي" في فلسطين التاريخية".
وكتب: "كان اليهود المحاصرون في الحرب الأهلية التي اجتاحت الإمبراطورية الروسية منذ عام 1918، هدفا لما لا يقل عن ألف مذبحة. تم إلقاء اللوم عليهم في الحرب العالمية الأولى والثورة الروسية عام 1917. واتهموا بتكديس الطعام والثروة، وتعرضوا للتحرش والضرب في منازلهم، والاعتداء الجنسي في الشوارع.
وبحلول عام 1921، قُتل أكثر من 100000 يهودي أوكراني، وفقا لتقديرات المؤرخين، حيث كان للمذابح ضد السكان اليهود في أوكرانيا عواقب عديدة على أوروبا والعالم اليهودي.
وعلى الرغم من تاريخ أوروبا الطويل في اضطهاد اليهود، فإن العنف الوقح الموجه ضدهم في مذابح ما بعد الحرب العالمية الأولى كان بمثابة مقياس للهولوكوست الذي حدث بعد عقدين من الزمن في ظل ألمانيا النازية. بعبارة أخرى، فإن عمليات القتل الجماعي التي أقرتها الدولة في عهد أدولف هتلر بدأت من خلال عدة مذابح صغيرة ارتكبها أناس عاديون وجيوش تقاتل البلاشفة، لكن المذابح ضد يهود أوكرانيا كان لها تداعيات أخرى، بحسب الكاتب.
وأشار الصحفي إلى أن ذلك زاد من تغذية الحاجة الملحة لإنشاء وطن لليهود، والذي أصبح احتمالا كبيرا بعد استعادة البريطانيين لفلسطين من العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى.
وقال: "هؤلاء اليهود الأوكرانيون الذين فروا من الحرب والفوضى في أوكرانيا سيحصلون الآن على المأوى والطعام والحماية، وسيُطلب منهم العيش على الأرض التي انتزعت من الفلسطينيين".
أدى وصول اللاجئين اليهود إلى استمرار التوترات مع الفلسطينيين الأصليين، الذين رأوا أراضيهم تنتزع منهم، ما حفز سلسلة من المناوشات بين الطائفتين، وأشهر مثال على ذلك أعمال الشغب في يافا عام 1921، التي قُتل فيها 48 فلسطينيا و47 يهوديا.
استندت الصهيونية، مثل غيرها من المشاريع الاستعمارية، إلى نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين الأصليين. أما بالنسبة لليهود الذين فروا من أوكرانيا ودول أخرى، فكانت فلسطين بالنسبة لهم فارغة وخالية من الحضارة.
وعلى إثر الالحرب نهاية شباط/ فبراير 2022، بعد أكثر من قرن بقليل من المذابح في أوكرانيا، دعت الحكومة الإسرائيلية اليهود الأوكرانيين لإكمال هجرتهم إلى الأراضي المقدسة.
وأطلقت حكومة الاحتلال على عملية "عارفوت إسرائيل" (ضمانات إسرائيلية)، واعتمد على قانون العودة الذي يضمن لليهود من أي جزء من العالم المواطنة الفورية على أساس دينهم.
وكما كان الحال خلال الحرب العالمية الثانية، ليس اليهود وحدهم هم من يواجهون كارثة الحرب في أوروبا الشرقية. إن سكان أوكرانيا، البالغ عددهم 44 مليون نسمة، هم من يواجهون تهديدا وجوديا مع غزو القوات الروسية لبلادهم بقوات برية وضربات جوية مروعة.
وفي غضون أيام، أصبح أكثر من مليوني أوكراني لاجئين، فيما قالت وزارة الهجرة الإسرائيلية: "ندعو يهود أوكرانيا إلى الهجرة إلى إسرائيل - وطنكم".
كما وصف رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت دولة "إسرائيل" بأنها "ملاذ لليهود المنكوبين"، قائلا: "مهمتنا، سنقوم بهذه المهمة المقدسة هذه المرة مرة أخرى".
في أعقاب ذلك، قال قسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية إنه سيبني أماكن إقامة مؤقتة لأولئك الذين يختارون القيام بالهجرة إلى دولة الاحتلال. من جهتها، قالت وزيرة الهجرة الإسرائيلية، بنينا تامانو شطا، إن "مصير يهود إسرائيل ومصير يهود الشتات مرتبط بشكل وثيق".
وقال رئيس قسم الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية يشاي ميرلينج: "بمجرد تبني قرار الحكومة، سيكون أعضاء القسم الاستيطاني مستعدين لتنفيذه على الفور".
وأضاف أن "القتال الدائر في أوكرانيا وجو عدم اليقين يتطلبان من دولة إسرائيل الاستعداد لاستيعاب المهاجرين من أوكرانيا"، مشيرا إلى أنه "يجب على إسرائيل أن تتحمل مسؤولية الجاليات اليهودية هناك. هذا ما فعلته إسرائيل في الماضي، وهذا ما يجب على الدولة اليهودية أن تفعله اليوم".
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، من المتوقع أن يصل عدة مئات من اليهود الأوكرانيين إلى إسرائيل في الأسابيع المقبلة، مثل مواطنيهم قبل قرن من الزمان.
تختلف التقديرات حول عدد اليهود في أوكرانيا، ولكن وفقا لمصادر متعددة، يعتبر حوالي 40 ألف شخص في أوكرانيا أنفسهم يهودا، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي. ومثل أسلافهم الذين وصلوا قبل قرن من الزمان، سوف يتبنون في النهاية الاعتقاد الصهيوني بأن الأرض كانت فارغة، بحسب الكاتب.
وأشارت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييليت شاكيد، في أوائل آذار/ مارس، إلى أن حوالي 100 ألف يهودي أوكراني يمكن أن يصلوا إلى البلاد ويصبحوا مواطنين.
وبحسب شعبة المستوطنات التابعة للمنظمة الصهيونية، سيتم توطين الوافدين الجدد في مرتفعات الجولان السورية المحتلة والنقب والعربة ووادي الينابيع ووادي الأردن.
واستقرت العائلات الأوكرانية بالفعل في نتسيرت عيليت (نوف الجليل الآن)، على أرض سُرقت من الناصرة المجاورة في الخمسينيات من القرن الماضي، كجزء من جهد أكبر لـ"تهويد" المنطقة، وخنق نمو السكان الفلسطينيين.
وأشار الكاتب إلى أنه من المحتمل أن يستقر آخرون على أراض مصادرة أيضا، على بقايا القرى المستهدفة بالتطهير العرقي أثناء قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
المصدر: عربي 21