التبعات الجيوسياسية والاستراتيجية لاميركا عقب الضربة الصاروخية الإيرانية ضد عين الأسد

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۲۷۶۴
تأريخ النشر:  ۱۰:۳۰  - الأَحَد  ۰۹  ینایر‬  ۲۰۲۲ 
العملية الصاروخية الإيرانية على قاعدة عين الأسد كانت لها عواقب عديدة جيوسياسيا واستراتيجيا على الحكومة الأميركية وماتزال مستمرة.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وأبرزت العملية الصاروخية الإيرانية ضد قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق بعد اغتيال الفريق قاسم سليماني ، عمق غباء سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وبحسب صحيفة "ریسبونسیبل ستیت کرافت" ، فإن رد فعل طهران على اغتيال الفريق سليماني كشف المزيد من الأدلة على الفشل الكامل للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

ونوهت الى انه في الساعات الأولى من صباح 8 كانون الثاني / يناير 2020 ، أصاب 11 صاروخا إيرانيا أكبر قاعدة عسكرية أميركية، أحدث بعضها ثقوبا في الأرض بعرض 30 قدما ودمرت العملية الحظائر ومخازن المعدات العسكرية وبالتأكيد ، كانت هذه العملية واسعة النطاق أكبر هجوم استهدف قاعدة للولايات المتحدة فيما تبادل الجنود في قاعدة عين الأسد حكايات لعدة ساعات عن إصابة الصواريخ.

ولفتت الى إصابة أكثر من 100 من أفراد الجيش الأميركي في الدماغ جراء العملية ، والتي نالوا مؤخرًا جائزة "القلب الأرغواني" ؛ لكن ترامب زعم أن الإصابات كانت في الواقع "صداع غير خطير".

وعدّت هذه العملية ، في الواقع ، بأنها أظهرت فشل سياسات إدارة ترامب تجاه إيران عقب الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018 حيث كانت سياسة ترامب المفضلة ممارسة حملة "الضغوط القصوى" والتي تهدف إلى شن حرب اقتصادية سرية تزيد من حدة التوترات.

وشددت: ينبغي أن تكون العواقب الوخيمة لسياسة ترامب تجاه إيران على الاستقرار الإقليمي والمصالح القومية الأميركية الرئيسية بمثابة تحذير للرئيس الأميركي جو بايدن بعدم اتباع نهج ترامب المنهار.

ووصفت أهمية الرد الإيراني الفوري على اغتيال القائد سليماني تكمن في تداعياته الاستراتيجية فيما منحت العملية الفرصة لإيران لإثبات قدرة صواريخها الباليستية التي كانت تتحدث عنها.

وعدّت التأثير الجيوسياسي للعملية الإيرانية ضد عين الأسد كان ذا شقين: فقد عزز قوة إيران الردعية وأعاد التوازن الإقليمي تجاه التعامل معها ولم تكن القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط أكثر عرضة للمخاطر فحسب ، بل باتت البنى التحتية الحيوية لشركاء الولايات المتحدة في المنطقة بهذا الشكل أيضا.

ونُقل عن الصحفي في "نيويورك تايمز توماس" فريدمان قوله: "يجب على إسرائيل إغلاق منشأتها النووية ، بالنظر إلى قدرات إيران المثبتة حديثًا ، ويجب على كل عاصمة عربية مراجعة حساباتها تجاه طهران مرة أخرى".

وكانت المملكة السعودية والإمارات ودول عربية أخرى تعارض الاتفاق النووي ودعمت بشدة جهود ترامب الرامية لتهميش إيران.

ووصف مقال New Yorker لعام 2018 كيف حقق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد مكاسب لدى إدارة ترامب ودعوا بقوة إلى موقف متشدد مناهض لإيران.

كما لعب محمد بن زايد دورًا محوريًا في تشكيل تحالف مع الكيان الإسرائيلي للتأثير على إدارة ترامب لاسيما فيما يرتبط بإيران ، ولكن في العام الأخير من إدارته، انسحبت الإمارات من حملة الضغوط القصوى وأرسلت وفودًا إلى إيران وبدأت محاولات ترمي لتخفيف حدة التوتر وفي هذا السياق اتخذت المملكة السعودية خطوات للتفاوض مع إيران بهدف حل التوترات.

والأهم من ذلك ، أن دول الخليج الفارسي تدعم الآن إحياء الاتفاق النووي ، الذي عارضته بشدة في يوم من الأيام.

وفي الواقع ، ما فعله ترامب بسياسته تجاه إيران كان قد كشف عن الخواء وراء الضمانات الأمنية الأميركية في المنطقة فيما شكلت حملة "الضغوط القصوى" التي شنها ترامب بمثابة هزيمة استراتيجية للولايات المتحدة على كل الجبهات.

وعززت الإجراءات العسكرية الانتقامية الإيرانية موقف البلاد الإقليمي وأمنها ضد التصرفات الأجنبية حيث نفذت الدولة خطة لتوسيع برنامجها النووي بشكل كبير مع تحقيق الاستقرار لاقتصادها في مواجهة الحصار.

وإذا عدنا إلى الوراء ، فإن كل ما فعله ترامب هو تقريبًا بدء حرب كارثية في عدة مناسبات وينبغي أن تكون إدارة بايدن أكثر واقعية بشأن رؤيتها الاستراتيجية الحالية والخطر الكامن في اتباع سياسات ترامب.

ورغم ان بايدن لم يتخل عن حملة "الضغوط القصوى" التي شنها ترامب ، فيما هددت إدارته بمتابعة خطة بديلة لكنها غير قابلة للتنفيذ للضغط على إيران إذا فشلت محادثات فيينا.

يجب على واشنطن الآن اتخاذ أية خطوات ضرورية للحفاظ على الدبلوماسية وتقديم التنازلات اللازمة في هذه المرحلة ، للحد من مرحلة توتر أخرى ستكون مكلفة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة.

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم