أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين جميل عليان، أن المأساة الفلسطينية تُمثل الصورة الأكثر وضوحًا ودقة حول المشروع الغربي الصهيوني في المنطقة وتعتبر فلسطين بوابة السيطرة والتمدد للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقال القيادي عليان في تصريحات صحفية، بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني :" إن المشروع الصهيوني لا يمكنه الصمود في المنطقة عندما تكون هذه المنطقة منسجمة مع تراثها وعقيدتها وأهدافها المقدسة وحتما سيبتلع هذا الحوض العربي والاسلامي هذه الظاهرة الصهيونية كما ابتلع كثيرا من الغزاة اما بالطرد والهزيمة أو بالذوبان في المنطقة"، موكداً بأن الفلسطيني على مدار أكثر من قرن لا زال يدفع ضريبة النظام العالمي الغير أخلاقي بعد الحرب الكونية الأولى.
وأضاف " الفلسطيني لم يتأخر أو يتقاعس عن مواجهة هذا المشروع الصهيوني على مدار أكثر من قرن ولم تؤثر في عزيمته هذا الاختلال الكبير جدًا في موازين القوى المادية وشعبنا يدرك تمامًا حجم التهديدات التي تحيط بالقضية الفلسطينية والتي تضاعفت ما بين بداية النكبة عام 1948م حتى يومنا هذا، ولم يشفع للفلسطيني كل هذا التنازل الذي قدمته القيادة السياسية عن معظم حقوق شعبها من أجل الحصول على فتات من هذه الحقوق".
تابع القيادي عليان حديثه :" المتغيرات السياسية في الإقليم والإنجازات الاستراتيجية الكبرى التي حققها محور المقاومة ضد المشروع الصهيوأمريكي فتحت للفلسطيني المقاوم نافذةً واسعةً للانطلاق نحو شواطئ الانتصار الكبير وحجم التضحيات التي قدمها الفلسطينيون تؤكد استحالة الإنحناء أو التراجع عن تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني وان المقاومة بكافة أشكالها وعلى راسها المسلحة هي حق لا يمكن التنازل عنه".
وأردف" مليون حالة اعتقال و300 ألف جريح و100 ألف شهيد يُعطي العالم أجمع صورة عن الإرادة والتصميم الفلسطيني، وكذلك حجم الإجرام الذي ارتُكب بحقه، وأن هذا الشعب يمتلك من الحيوية ما يمكنه من مواصلة طريق الجهاد والمقاومة وهزيمة المشروع الصهيوني".
وأوضح أن المأساة الفلسطينية تعتبر هي الشكل الاوضح للعلاقة بين الغرب الاستكباري بزعامة امريكا و "اسرائيل" وبين الحوض العربي الاسلامي وفي القلب منه فلسطين، وبدون أن يتراجع الغرب وامريكا عن تبنيه للعدو الصهيوني واعادة الاعتبار للحقوق الفلسطينية المسلوبة منذ اكثر من 73 عاما سيبقى النظام الدولي هو سبب كل المآسي البشرية في كل مكان، وان الفلسطيني يعتقد انه بدون انصافه سياسيا والعودة الى ترابه الوطني واستعادة فلسطين كاملة من نهرها لبحرها فستبقى "اسرائيل" مصدر تهديد للبشرية في مستقبلها وحقوقها وثقافتها.
وأشار الدكتور عليان إلى أن الخطوة الأولى للتضامن مع الشعب الفلسطيني تكون باعتراف المجتمع الدولي بالمظلومية الكبيرة التي وقعت على الإنسان الفلسطيني وأن يتحمل هذا المجتمع الدولي المسئولية الكاملة عن رفع هذا الظلم، والخطوة الثانية ان يتم فك الارتباط كليا بين ما يسمى "اسرائيل" والدول التي عملت على انشائه وحضانته وحمايته.
وقال" الخطوة الثالثة؛ أن تكف دول الاستكبار العالمي عن تدمير الدول العربية والإسلامية وتفتيتها وقتل الملايين من شعوبها كما يحدث العقود الأخيرة حتى الآن وذلك من اجل ضمان امن وسيطرة وشرعية "اسرائيل" وان تكف دول الاستكبار هذه عن ممارسة أعلى درجات الارهاب في كل أنحاء العالم".
وأضاف القيادي عليان:" الدول العربية والإسلامية بكل امكاناتها مطالبة بالدفع من اجل دعم ونصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته لان ذلك مصلحة عربية إسلامية كما هي مصلحة فلسطينية" لافتا إلى أن التضامن مع الشعب الفلسطيني هو مصلحة عالمية لمواجهة هذا الشر والإرهاب الذي يضرب في كل مكان بتخطيط وإشراف ومصلحة امريكا و "اسرائيل".
وأكمل" اننا كشعب فلسطيني مظلوم لأكثر من قرن من الزمان نطالب العالم اجمع قياداته ودوله واحزابه وقواه الحية باتخاذ خطوات عملية لاستعادة الحق الفلسطيني وعودته الى وطنه الذي طرد منه وليس الضغط على الفلسطيني للتنازل عن حقوقه كما نشاهد الان، ولعل التنازلات التي أجبرت القيادة الفلسطينية على تقديمها غير ملزمة لأربعة عشر مليون فلسطيني مصرون على كامل حقوقهم وعلى راسها العودة وفلسطين الكاملة".
ويصادف، اليوم الإثنين، التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، والذي تحيي الأمم المتحدة فاعليته كل عام، تزامناً مع اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة قرار التقسيم رقم (181).
المصدر : فلسطين اليوم