عاد الدور التركي للبروز مجدداً في مجرى الأحداث السورية ليكون مسرحه شمال البلاد الغني الذي بات إبقاؤه تحت سيطرة مجاميع “أنقرة” الارهابية هدفاً تعمل عليه السلطات التركية.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء تركيا التي تسعى للنيل من الحكومة والجيش السوريين عبر إتخاذ حلب منصة تعدي على السيادة السورية، تسعى في الوقت عينه من تمكين المجاميع الارهابية التابعة للقاعدة من البقاء مستقرة وتحظى بالسيطرة على المناطق الغنية شمال البلاد، ففل كل مرة يظهر التدخل التركي السيء في مجرى الاحداث ليغير شيئاً من القواعد العسكرية على الارض ويعيد الكثير مما خسره المعارضون على يد الجيش.
ضلوع تركيا ظهر مجدداً في معركة ريف حلب الشمالي بعد ان تعمدت فتح الحدود لدخول المرتزقة الاجانب من القاعدة الذين توجهوا بخطٍ مستقيم نحو ريف حلب الشمالي تحديداً مناطق المعارك في محيط بلدتي "نبل والزهراء” المحاصرتين، حيث وقّع الجيش السوري مدعوماً بالمقاومة اللبنانية هناك بقلمه وبخطٍ عريض الارهاصات الاولى لسقوط مشاريع المسلحين، لكن الدور التركي عاد ليعطي شيئاً مما فقده هؤلاء ويغير وقائع المعارك مجدداً.
وتفيد المعلومات، ان السلطات التركية فتحت الحدود من جهة "أعزاز” لمرور نحو 500 مسلح عبر معبر "باب السلامة” توجهوا إلى بلدة "ريتان” في ريف حلب للمشاركة في معركة لحصار قوات الجيش السوري المتقدمة على ذلك المحور، حيث نجحت بذلك، لكن المفاجئة هي أسر نحو 40 جندياً من الجيش بفضل ميليشيات أنقرة المرسلة حديثاً على المعركة تحت مسمى "فيلق الشام”.
المد التركي المسلح هذا، اثر على تحركات الجيش العسكرية على ذلك المحور مجبراً قوات الحكومة على الانسحاب من ريتان ومحيطها بعد ان كان يُسيطر على احياء هامة والتوجه للبدء بمفاوضات لتحرير العسكريين الاسرى الضالعة تركيا بشكلٍ مباشر بأسرهم تحت مسمى "معارضة”. المد التركي هذا اتى بوقتٍ كان المسلحون يصدرون اوراق نعي لهم بالاضافة إلى إستغاثات لبتها "انقرة” لتنقذهم من الموت وتعيد نشاطهم ومباغتهم الجيش ومحاولتهم إستعادة مناطق، فالروح دبّت بهؤلاء مجدداً بعد ان وجدوا ان خطّ الامداد من أعزاز فتح على مصراعيه وبدعمٍ تركي مباشر يدخل أنقرة أكثر على خط محاربة سوريا – حزب الله في ميدان حلب.
وتشير مصادر ميدانية، ان الجيش الذي سيطر على 7 قرى ضربة واحدة وإقترب نحو كيلو متر واحد من نبل والزهراء المحاصرتين، يحاول الحفاظ على السيطرة والتثبيت في قرى باشكوي و حردتنين بعد المعلومات الواردة حول نوايا المسلحين الهجوم بشكلٍ واسع عليهما في محاولة لاستعادة ما يمكن إستعادته، في ضوء معارك عنيفة تدور في القرى المحيطة بنبل والزهراء بعد الدعم التركي.
لكن هذا الدعم الذي اثر على مجرى سير المعارك، لم يؤثر على معنويات الجيش السوري الذي إستمر بالتقدم محرزاً السيطرة على بلدتي "كفرتونة” و "ديرالزيتون” في حين يعمل على تثبيت وتدعيم كافة المحاور التي سيطر عليها بالاضافة إلى دك خطوط المسلحين في القرى المجاورة محاولاً إمتصاص اي هجوم قبل حصوله.
إلى ذلك، أعلن تحالف المتضرّرين "جبهة النصرة” و "الجبهة الشامية” عن ما اسموه "حشد كبير” للتقدم نحو المناطق التي سيطر عليها الجيش في ريف حلب الشمالي وتدعيم الجبهات في محيط نبل والزهراء محاولين عدم تمكين الجيش من كسر الحصار وكسر المناطق الاساسية التي يسيطر عليهما المسلحون وطردهم إلى الحدود مع تركيا.
ورد المسلحون بشكلٍ هستيري على خسارة المناطق والقرى من قبل الجيش السوري والمقاومة بتوسيع رقعت قصف قذائف الغاز نحو "نبل والزهراء” بالاضافة إلى مناطق حلب، فضلاً عن قصف جنوني لمواقع الجيش المتقدمة محاولين إجباره على التراجع.
وفي ضوء الدعم التركي، كشفت مصادر صحافية عن حديث يدور في صف المعارضين عن تشكيل غرفة عمليات في حلب بإدارة "ضباط غربيون” للاشراف على المعركة خصوصاً في "ريتان” ما يظهر مجدداً الدور التركي العدواني في المدينة، في وقتٍ نشط الاعلام المؤيد للمسلحين بتركيز التغيطة على ما اسميت "إنجازات الثوار في حلب” ووضع "ريتان” التي تعتبر جبهة اولى متقدمة في واجهة الاحداث مع التصويب على عملية اسر الجنود وإنسحاب الجيش محاولين إعطاء جرعات دعم غير مباشرة للميليشيات.
إلى ذلك فجّر الجيش السوري نفقاً للمسلحين بطول 400 متر ممتد من مباني الراشدين إلى البحوث العلمية غرب مدينة حلب، في وقت استهدفت اللجان الشعبية في بلدة الزهراء بصاروخ "كورنيت” آلية bmp تقل عدد من المسلحين في بلدة حيان في ريف حلب الشمالي، ما أدى لتدميرها بشكل كامل ومقتل من فيها.
وفي سياق منفصل، قتل قائد ما يسمى كتيبة "درع الاسلام” المدعو محمد القرقعي الملقب "أبو رضوان” في استهداف الجيش السوري تجمعات المسلحين في كفرناسج في ريف درعا، كما قتل أحد القادة العسكريين في ما يسمى "لواء احمد العمر” المدعو ابراهيم محمد عديل الحريري.
هذا وأعلنت "الجبهة الاسلامية” مقتل اثنين من قادتها في اشتباكات مع الجيش السوري بريف حلب الشمالي، بينما باتت نجحت ثلاث مجموعات مسلحة تابعة للجيش والمقاومة اللبنانية من الدخول إلى "نبل والزهراء” المحاصرتين.