أكد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان: ان الجمهورية الاسلامية لا تربط مصير الشعب والبلاد بالاتفاق النووي، موضحا أن المصالح المشتركة هي أساس علاقاتنا مع الدول الاخری.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- قال أميرعبد اللهيان في حوار خاص اجرته معه صحيفة ايران الیوم الاحد: قمنا بتصميم آلية ممتازة لتحقيق شعار التعاون الاقليمي، نحن لا نسكت في وجه اميركا التي تعمل على خلق الترهيب من ايران (إيران فوبيا ) من خلال إعطاء معلومات كاذبة.
واوضح : عندما نتحدث عن الاتفاق النووي علينا ان نقبل حقيقة ان وضع كافة البيض في سلة واحدة لن يكون سياسة صحيحة، ولكن اذا نجح الاتفاق النووي، اي رفع الحظر، فان النتائج ستكون ايجابية، واننا نتفاوض لتحقيق هذا الهدف، واخيراً فان الاتفاق النووي له تأثير كبير واتفاق فاعل .
واضاف: هناك عدة محاور تعتمد عليها الحكومة الجديدة في تبني السياسة الخارجية التي تتسم بالتوازن والدبلوماسية النشطة والذكية ونلفت الى ان التوازن يعني الاهتمام بتعزيز العلاقات مع بعض الدول وخاصة الجوار وفي نفس الوقت لن نتجاهل اقامة العلاقات مع بقية دول العالم، وسنتابع دبلوماسية متوازنة مع كافة دول العالم بما فيها الدول الاوروبية كما لن ننسى العلاقات مع دول أميركا اللاتينية والدول الافريقية.
ومضى يقول ان اهتمامنا بتعزيز العلاقات مع بعض الدول وخاصة الجوار لا يعني تجاهلنا للعلاقات مع بقية دول العالم وسنستخدم قدرة الصين كقوة اقتصادية في علاقاتنا كما سنستخدم روسيا كجار بما يتماشى مع سياستنا تجاه دول الجوار وآسيا، مضيفا: اننا ملتزمون بسياسة "لا شرقية.. لا غربية" ودفعنا الكثير للحفاظ على هذا الاستقلال.
وقال: إننا نناقش كيفية التفاوض واستئنافه، موضحا هناك طريق واحد وبسيط للعودة الى التفاوض وهو الموافقة على العودة إلى النقطة التى انسحب منها ترامب وباعتقادي، إذا كانت هناك إرادة جادة في أميركا للعودة إلى الاتفاق النووي، لا نحتاج إلى كل هذه التفاوضات على الاطلاق. يكفي أن يصدر الرئيس الأميركي أمراً تنفيذياً اعتباراً من الغد يعلن خلاله العودة إلى النقطة التي انسحب منها ترامب، لكن المشكلة هي أننا نسمع هذه الإرادة والنية في رسائل الأميركان لكننا لا نرى هذه الارادة على ارض الواقع.
وفي السياق نفسه أكد امير عبداللهيان على أي حال، نحن أحد الأطراف في المفاوضات وبقية الدول في الطرف الآخر، لكننا الطرف الرئيسي في ذلك ويجب علينا أن نرى كيف يمكننا العمل لضمان أقصى قدر من الحقوق والمصالح لشعبنا.
وفي جانب أخر من الحوار تطرق امير عبداللهيان الى العلاقات مع دول المنطقة: وقال نحن نقبل الحوارات الاقليمية في الاطار الاقليمي ونعتقد انه لا علاقة بين المفاوضات النووية والحوار الاقليمي، لقد كان حضور ايران في اجتماع بغداد الاقليمي نوعا من اعلان الاستعداد والمشاركة الجادة للحوار في المنطقة مؤکدا ان اي ربط للملف النووي بالقضايا الاقليمية هو تضليل للأطراف الاخرى في المفاوضات النووية.
وفي معرض اجابته بشأن ما هي اسباب عدم تحقيق مبادرة ايران حول التعاون الاقليمي اوضح اميرعبداللهيان، ان السبب الأول هو وجود وتدخل قوى أجنبية وغرس وإحياء فكرة لا أساس لها وهي "ايرانوفوبيا" – الخوف من ايران- في المنطقة، والسبب الآخر يتعلق بالثقافة السائدة في المنطقة، لأن طبيعة التعامل مع دول المنطقة تختلف عن التعامل مع بعض الدول الغربية.
وفي سياق متصل اوضح اميرعبداللهيان ان إبلاغ تفاصيل المفاوضات النووية الى بلدان المنطقة أمر ضروري، وفي هذا الصدد أجريت لقاءات واتصالات هاتفية في الايام الماضية مع تركيا وسلطنة عمان وقطر والعراق وباكستان واندونيسيا والصين وروسيا وجيراننا الشماليين وحتى دول في جنوب افريقيا.
واردف قائلا : بدأت المحادثات بيننا وبين السعودية، مضيفا : لم يكن سلوك السعودية بنّاء تجاه ايران في السنوات الاخيرة، وهذا ما تم تسجيله في الذاكرة التاريخية لشعبنا.
ومضى يقول: جرت محادثات مع السعودية بوساطة عراقية عقب قرار تم اتخاذه على المستوى الوطني وبالتنسيق مع جميع الادارات وأجهزة السياسة الخارجية المسؤولة عن تنفيذ السياسة الخارجية لكننا نشعر بأن السعوديين يتحركون ببطء في هذا الصدد.
وحول تأثير المفاوضات النووية على علاقات ايران الاقليمية قال وزير الخارجية: علينا ان ننتظر ونرى ما سيحدث خلال المفاوضات وما إذا كانت الاطراف الاخرى لديها ارادة جادة بمواصلة المفاوضات مؤكدا ان طاولة المفاوضات هي نوع من مشهد الصراع والحرب الدبلوماسية، ويجب الدفاع عن مصالح البلاد.
وبخصوص سياسة الجوار التي أعلنتها ايران، قال مسؤول الجهاز الدبلوماسي: اننا لا نريد المضي قدما في شعار التعاون مع جيراننا فقط بل نرغب في توسيع علاقاتنا لتشمل الدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية معنا اليوم.
وردا على سؤال بشأن ما هو أصعب عقبة تعرقل استئناف المفاوضات في الوقت الراهن اجاب اميرعبداللهيان: لا أرى اي عقبات في الداخل، مشكلتنا هي نوع اللعبة التي يرغب فيها الاميركان على وجه التحديد، ملفتا ان جو بايدن يشير الى نهج مختلف عما كان في عهد الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب ولكن عندما يتحدث عن ايران، يتضح ان لديه نفس النهج السابق وحتى الآن لم يتّخذ أي خطوات عملية لرفع الحظر، لذلك لدينا شكوك جدية حول نوايا الاميركان ونعتقد انهم لم يتخذوا إجراءات عملية بعد حتى في الجولات الست من المفاوضات.
واوضح: انهم يريدون استمرار جزء كبير من اجراءات الحظر التي فرضها ترامب على ايران وهذا غير مقبول لدينا على الاطلاق, والآن علينا ان ندخل المفاوضات ونرى ماسيحدث بعد ذلك وما هي نوايا الاطراف الاوروبية.
المصدر : ارنا