مساعد الرئیس الایرانی: طهران ستذهب إلى محادثات فيينا.. وستتحرك خطوة بخطوة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۱۷۷۰
تأريخ النشر:  ۲۳:۵۹  - الأربعاء  ۲۷  ‫أکتوبر‬  ۲۰۲۱ 
مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية محمد حسيني يؤكد في مقابلة خاصة مع الميادين أنّ بلاده مستعدة للعودة إلى مباحثات فيينا إذا التزمت الدول بتعهداتها وتمّ رفع العقوبات عن إيران.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- قال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية محمد حسيني، في مقابلة خاصة مع الميادين، إنه من الطبيعي أن یحصل توقف في المحادثات النووية، لأن وزير الخارجية الإيراني قد تغير مع الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أنه "يجب أن يتم تحديد الوفد المفاوض، ومراجعة ما حدث خلال السنوات الـ6 الماضية، بعد إبرام الاتفاق النووي، والموقف الذي يجب أن تتخذه إيران في المرحلة الجديدة".

وأكد حسيني أنّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أعلن مراراً "أننا أهل للمحادثات، ولن نتركها، بل الأطراف الأخرى هي من انتهكت الاتفاق النووي".

وتابع: "الغربيون ولا سيما الأميركيون لم يلتزموا بالاتفاق، ولم يكتفوا بعدم رفع العقوبات، بل فرضوا عقوبات جديدة، إلى أن انتهت حكومة الديمقراطيين، ووصل الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة، وبعدها مزق كل الاتفاق النووي وانسحب منه. وعلى الرغم من ذلك التزمت إيران بتعهداتها الدولية".

إيران تشدد على ضرورة رفع العقوبات

وعن إمكانية عودة إيران إلى المحادثات في فيينا في ظل الظروف الحالية، أوضح حسيني، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن وقبل أن يصبح رئيساً وخلال حملته الانتخابية أعلن أنه "سيعود إلى الاتفاق النووي وسيلتزم به، لكن واقعياً نرى أن أمراً لم يحدث من هذا الأمر".

وأشار مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية إلى أنّ مجلس الشورى الإسلامي "أصدر قراراً ألزم فيه الحكومة الإيرانية على تنفيذ عدد من الإجراءات، وأنّ على جميع أطراف الاتفاق النووي (5+1) ولا سيما الولايات المتحدة الالتزام برفع العقوبات، وإظهار حسن نواياهم، لا أن يسعى الكونغرس لإصدار قرارات جديدة لممارسة ضغوط على الحكومة الإيرانية".

وفي حين أكد أنّ إيران ستذهب إلى المحادثات وستتفاوض، وأنّ عجلة الحياة في البلاد لن تتوقف، أشار حسيني إلى أنه "حتى الغربيين والأميركيين اعترفوا مرراً بأن الضغوط والعقوبات على إيران لم تحقق النتيجة التي أرادوها وسعوا إليها، وسياستهم فشلت، لذا فإنهم يهددون ويتوعدون بأن يشددوا امن ضغوطاتهم".

وأكد حسيني أنه "لا يمكن لإيران أن تكون متفائلة، إلا إذا اتخذ الغرب وأميركا قراراً جدياً لينفذ التزاماته"، مؤكداً أنه "إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وألغت العقوبات، يكون المطلب الإيراني قد تحقق".

إيران ملتزمة بتعهداتها لكنها لن تلتزم بشكل آحادي

أما بالنسبة إلى مدى التزام إيران بتعهداتها والخطوات التي اتخذتها في حال عودتها إلى محادثات فيينا والاتفاق النووي، أوضح حسيني أنّ "إيران لن تلتزم بشكل أحادي بالتعهدات فيما لا يلتزم الآخرون بها"، كاشفاً أنه "سنقوم بالتحرك خطوة بخطوة، إذا قمنا بخطوة وهم قاموا بالمقابل بخطوة سنتابع مسيرنا، لكن ليس قبل أن يتوجب عليه أن يظهروا حسن نواياهم".

وقال حسيني إنّ "بلاده لديها عتب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنه على الرغم من تعاون طهران معها، لكنها في بعض المواقف لم تدعم طهران، وخاصة بعد استهداف المواقع النووية، من دون أن تدين الوكالة بشدة هذه الحركات العدائية".

إيران تعمل على تعزيز التعاون مع الشرق

وعن استراتيجية حكومة الرئيس الإيراني والسياسية والاقتصادية والتوجه نحو الشرق، وهل ستكون فعّالة في مواجهة العقوبات، لفت حسيني إلى أنّه "منذ عدة سنوات أكد المرشد الأعلى السيد علي خامنئي على ضرورة التوجه نحو الشرق، وتعزيز التعاون معه"، مشيراً إلى أنّ "الدول القوية في الشرق كروسيا والهند والصين تمضي في نموها الاقتصادي، وهناك كثيرون يعتقدون أن الصين ستكون القوة الاقتصادية الأقوى عالمياً مستقبلاً".

وقال "نحن وقفنا إلى جانب روسيا في مكافحة "داعش". وفي موضوع منظمة شنغهاي التي كنا فيها عضو مراقب، أصبحنا الآن جزءاً منها وحصلنا على عضوية دائمة في المنظمة".

وتابع: "كما أبرمنا مع الصين وثيقة التعاون الاستراتيجي لمدة 25 عاماً. وسيكون من المفيد أن نبرم أيضاً وثائق تعاون استراتيجي مع الهند وروسيا وأن تصبح الظروف أفضل، مشيراً إلى أنّ أولويات إيران اليوم بشكل طبيعي هي لدول الجوار والشرق".

المحادثات بين إيران والسعودية تحقق النتائج المرجوة

وعن علاقات إيران مع السعودية حالياً، وإمكانية عودة الدبلوماسية بين البلدين، أوضح مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية، أنّ "السعودية والولايات المتحدة ومصر قطعت قبل عدة سنوات علاقاتها الدبلوماسية مع إيران"، لافتاً إلى أن "إيران علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ومع أفريقيا الجنوبية عندما كان يحكمها نظام الفصل العنصري والتمييز العنصري، عندها كنا نحن البادئون بقطع هذه العلاقات".

وأوضح حسيني أنّ "المحادثات الجارية أخيراً بين إيران والسعودية في بغداد، تجري على مستويات مختلفة، آملاً أن تحقق هذه المحادثات النتائج المرجوة".

وأشار حسيني إلى أن "إيران تسعى إلى إقامة علاقات مع السعودية وأن تقام التسنيقات بين البلدين، على الرغم من وجود بعض العتب، حيث أنّ السعودية دعمت الرئيس الراحل صدام حسين في حربه ضد إيران أو في بعض الأحداث التي وقعت كمقتل حجاجنا في حادثة مكة 1987 وأيضاً في حادثة منى".

أما بالنسبة لأبرز الملفات المطروحة على طاولة الحوار بين إيران والسعودية، والمقترحات التي قدمتها إيران، أوضح حسيني، أن "الموضوع الأبرز هو العودة إلى العلاقات السابقة، وبقاء السفارات مفتوحة بين البلدين، وتبادل السفراء ، وتعزيز التعاملات في مجالات مختلفة، اقتصادية وسياحية، ووقف الدعاية الإعلامية ضد إيران".

وبالنسبة إلى الملف اليمني، قال حسيني إنه منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه السعودية معركتها مع اليمن، حذّر السيد خامنئي من أنّ "هذا الأمر لا يمكن أن ينتهي في أسبوع أو شهر، وأن يحقق النتائج".

وقال "اليوم بعد 7 سنوات، لم تحصد السعودية نتيجة من حربها على اليمن، وما حدث هو سفك دماء المسلمين، والسعودية اختارت طريقاً غير صحيح، في حين أنّ الشعب اليمني يجب أن يختار مصيره بنفسه، وأن لا تتدخل دولة في دولة أخرى".

إيران ترغب بعلاقات تعاون مع الدول العربية في كل المجالات

وعن إمكانية حلحلة العقد بين إيران وبعض الدول العربية، كمصر والأردن، أكد حسيني أن "إيران تريد أن تقيم علاقات تعاون سياسية وثقافية اوجتماعية واقتصادية سياحية وفي المجالات المختلفة مع كل الدول".

وأشار إلى أن "طهران ليس لديها سفارة وحتى قنصلية في مصر، بل فقط مكتب رعاية المصالح، منذ عهد أنور السادات، حيث بدأت المشكلة، وفي حال رغبة الأطراف الأخرى يمكن لإيران أن تعزز هذه التعاملات".

حسيني: على "طالبان" إشراك كل المكونات في حكومتها

وبالنسبة للتطورات الأخيرة في أفغانستان، وقلق طهران، ودعوتها حركة "طالبان" إلى تشكيل حكومة شاملة، في ظل سيطرتها على البلاد، رأى مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية أنّ "طالبان لم تستطع سابقاً مواصلة حكمها ضمن الأفكار التي كانت تحملها، وهي تزعم حالياً أنّ نظرتها تغيرت وسلوكها ومنهجها اختلف عما سبق، وتريد أن تحقق الاستقرار في البلاد بعيداً عن شؤون الدول الأخرى، لذا عليها أن تتيح المجال للأطراف الأخرى في مشاركتها بالحكومة".

كما لفت حسيني إلى أن "الهجومين الدموييين اللذين شهدتهما أفغانستان في الأسابيع الماضية، ربما تهدف إلى إشعال فتنة طائفية، وربما يريدون جر إيران لهذه المعركة، ولكن إيران لن تتدخل في شؤون الآخرين".

واليوم، دعا البيان الختامي لمؤتمر دول الجوار الأفغاني في طهران إلى حكومة أفغانية شاملة تضم مكوّنات الشعب الأفغاني كافة، والبدء بحوار وطني.

وأعلنت الدول المشاركة دعمها لأفغانستان من أجل "تحقيق السلام والاستقرار والمصالحة الوطنية فيها"، داعيةً حركة "طالبان" وباقي أطراف الصراع إلى "الحوار وإجراء المباحثات السياسية بهدف تحسين أوضاع الشعب الأفغاني".

التوترات بين إيران وأذربيجان

وتناول حسيني التوترات التي حصلت أخيراً بين إيران وأذربيجان، وقال إن بلاده "تؤمن بمبدأ حسن الجوار".

كما كشف أنّ بلاده دعمت الشعب الأذربيجاني منذ حرب ناغورنو كاراباخ الأولى، وأرسلت قواتاً لهم في تلك المرحلة، حتى لا يتم احتلال أرضهم.

أما عن خطوات إيران التي ستقوم بها لتعزيز التعاون بين البرلمانات الإسلامية، كشف مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية أنه منذ عدة أيام التقى الرئيس الإيراني نواب المجلس، وأكد على ضرورة توظيف كل قدرات المجلس ونوابه.

وأوضح حسيني في الختام أنه "في مجلسنا هناك لجان صداقة مع دولة مختلفة، وعلينا أن نعزز ونقوي هذا الأمر، ليصبح لدى المجلس علاقات جيدة. فالتواصل بين البرلمانات يمكن أن يكون مفيد جداً، بين مختلف البرلمانات ولا سيما الإسلامية"، مشيراً إلى أن "هناك إمكانيات جيدة يمكن أن نوظفها ويساعد النواب في ذلك، كي لا تبقى كل الأعباء على عاتق وزارة الخارجية في هذه المرحلة".

انتهی/

رأیکم