مسؤول أممي رفيع: المأساة الإنسانية في أفغانستان ليست من صنع طالبان

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۱۲۰۱
تأريخ النشر:  ۱۴:۳۰  - الأربعاء  ۰۸  ‫ستمبر‬  ۲۰۲۱ 
بعد عودته من أول زيارة لأفغانستان لمسؤول رفيع من الأمم المتحدة عقد مارتن غريفيثس، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإغاثة الطوارئ مؤتمرا صحافيا من الدوحة عبر تقنية الفيديو حول مشاهداته ولقاءاته في كابول وخاصة أنه عقد أول لقاء لمسؤول أممي رفيع المستوى مع الملا عبد الغني بيرادر، حيث ناقش معه عمليات الإغاثة الإنسانية لنحو نصف الشعب الأفغاني.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقال غريفيثس إن حركة طالبان قد مرت بتغييرات وأنها تتطلع الآن إلى العالم الخارجي للتعاون وليس فقط إلى الداخل ومستعدة أكثر من الماضي لتنفيذ وعودها التي قطعتها. وأكد أن التحدي لا يقتصر على تنفيذ الوعود التي قطعتها الحركة للمجتمع الدولي بل كذلك في التكيف مع حكمها وتقديم المساعدات الماسة للبلاد.
وأكد غريفيثس أنه وجد كل أنواع التعاون من مسؤولي طالبان لاستمرار تدفق المساعدات الإنسانية لكافة محافظات البلاد بعد تأمين الطرق والمواصلات واستتباب الأمن. وأكد غريفيثس أن الأمين العام سيحضر بنفسه مؤتمرا في جنيف يوم الإثنين القادم 13 أيلول/سبتمبر لجمع مساعدات عاجلة تقدر ب 600 مليون دولار.

وقال غريفيث إن هذه المبالغ ستغطي الخدمات للأربعة أشهر القادمة وتشمل الغذاء والدواء والمساعدات الطبية والحماية الأمنية للعاملين في المجال الإنساني. وستغطي تلك المساعدات علاج قرابة مليون طفل يعانون من سوء التغذية، وتقديم المساعدات الغذائية الأساسية لقرابة 11 مليون شخص، ومساعدة نحو مليون ونصف المليون طفل ممن تعرضوا للعنف الجندري.

وردا على سؤال لـ"القدس العربي" حول الجسر الجوي الذي يربط بين الدوحة وكابول وما إذا كانت تلك المساعدات من المنظمات الإنسانية قال لا بل هي مساعدات قطرية ونرحب بها ونشكر كل من يقدم المساعدات. " لست على علم بأي مساعدات من منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة. أعرف أن هذه الرحلات قادمة من قطر وأيا كان مصدرها فتستحق الشكر".

وردا على سؤال آخر لـ"القدس العربي" حول من يتحمل مسؤولية الأوضاع الإنسانية المتدهورة في أفغانستان، طالبان التي سيطرت على البلاد منذ 15 آب/أغسطس أم تلك الدول التي احتلت البلاد لعشرين سنة.

"فلماذا خلفت وراءها 18 مليون جائع و4 ملايين طفلة خارج المدارس ومليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد؟"، قال منسق الشؤون الإنسانية: "بالتأكيد لا أحد في الميدان الإنساني الذي أمثله يضع المسؤولية على طالبان ابتداء من 15 آب/أغسطس.

هناك برنامج للمساعدات الإنسانية في أفغانستان منذ سنوات عديدة. لقد كان لدينا برنامج لمساعدة نصف الشعب الأفغاني منذ وقت طويل. كما أن البلاد مرت في فترة جفاف قاسية. ما كان يحدث هنا مستوى عال من الإحباط والضغط من قبل، أضيف إليه مؤخرا تغيّر جذري في الأوضاع الحكومية والإدارية. ما قاله لي مسؤولون في طالبان إن هناك نقصا في الإمكانيات والمهارات لتوزيع المساعدات الإنسانية وإيصالها للمستحقين. ومن حسن الحظ أن لدينا من الشركاء نحو 156 منظمة إنسانية معظم العاملين فيها من الأفغان وهؤلاء هم سندنا الأساسي في توزيع المساعدات".

وردا على سؤال آخر حول تجميد الحسابات المصرفية والأصول من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى ومدى تأثير ذلك على الوضع الاقتصادي والإنساني قال: "لا أستطيع التعليق على قضية تجميد الحسابات المصرفية، ولكن ما يمكنني قوله، وبحسب تقارير إعلامية، فإن الأفغان يواجهون صعوبة في توفير السيولة اللازمة حيث لا يمكن للأفغان الوصول إلى مدخراتهم كما أن بعض المنظمات العاملة في المجال الإنساني تجد صعوبة في توفير المعاشات للعاملين فيها أو شراء الطاقة وغيرها."

وأضاف: "نحن نواجه صعوبات مشابهة في دول ومناطق أخرى مثل ميانمار وتيغراي… وقال إن أفغانستان بحاجة إلى أن ترى البنوك تعاود فتح أبوابها". وأضاف أن منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف)، تدخل في محادثات مع البنك الدولي من أجل أن يتمكن شركاؤه من الوصول إلى المستفيدين. كما فعلت اليونيسيف في اليمن حيث أصبحت قناة مهمة تمكن البنك الدولي من خلالها الوصول للمستفيدين.
وحول حقوق المرأة في العمل في ظل حكم طالبان وما إذا كنت الحركة ستسمح للنساء في أفغانستان، وخاصة العاملات بالمجال الإنساني، من الاستمرار في ممارسة عملهن قال غريفيثس: "لقد تلقيت وعودا بالسماح للنساء العاملات في المجال الإنساني بالاستمرار بعملهن ونعمل على أن يتم توثيق تلك الوعود كذلك من خلال اتفاق خطي وليس شفويا فقط.

وأكد أن تجارب العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم النساء، تختلف من منطقة إلى أخرى في أفغانستان وأن حرية التنقل وممارسة عملهن تتعلق في الكثير من الأحيان بسلطات طالبان المحلية. وأضاف "في بعض المناطق لا يسمح للنساء بحرية العمل أو التنقل وهذا غير مقبول وعلينا الضغط ضد ذلك. ما علينا عمله هو محاولة العمل مع سلطات طالبان على المستوى المحلي وفي كابول كذلك من أجل تطبيق تلك الممارسات في جميع أنحاء البلاد".

وأكد غريفيثس أن الاحتياجات الإنسانية في أفغانستان قد اتسعت فهناك نصف الشعب أي حوال 18 مليونا، بحاجة إلى نوع من المساعدات الإنسانية، من بينهم 14 مليونا يحتاجون إلى مساعدات غذائية و تسعة ملايين بحاجة إلى المياه الصالحة للشرب. كما أن هناك قرابة 600 ألف شخص نزحوا داخليا هذا العام، مما يرفع عدد النازحين إلى قرابة خمسة ملايين شخص.

المصدر: القدس العربي

رأیکم