قال خبير عسكري إسرائيلي إن "أجواء من الإحباط وخيبة الأمل تسود الجيش الإسرائيلي عقب الاعتراف بفشل "المناورة الخادعة" التي قام بها خلال حرب غزة الأخيرة، لاستهداف ما وصفه بـ"مترو حماس"، من شبكة الأنفاق، وجاء حصيلتها مقتل عدد قليل فقط من مقاتلي الحركة".
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وأضاف تال ليف-رام في تقرير بموقع "ويللا" الإخباري، أن "العملية العسكرية التي انتهت قبل ثلاثة أشهر، شهدت محاولة الجيش الإسرائيلي مفاجأة مقاتلي حركة حماس بهجوم مكثف على منظومة الدفاع السرية في قطاع غزة، وتوقعت مؤسسة الدفاع أن تؤدي المناورة إلى مقتل ما لا يقل عن العشرات منهم، لكن النتيجة الفعلية لم تكن كذلك".
وأوضح أنه "بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على عملية حارس الأسوار، وبعكس التقديرات السابقة، فإنه يقدر الجيش الإسرائيلي والاستخبارات العسكرية الآن أن عددًا قليلاً فقط من عناصر حركة حماس قتلوا في "عملية الاحتيال"، والهجوم الواسع على أنفاق المترو الدفاعية لحماس في شمال قطاع غزة، فيما قدرت التوقعات المبكرة أن العملية ستسفر عن سقوط عشرات القتلى على الأقل".
وأشار إلى أن "هذه العملية، التي تم التخطيط لها في بداية الحرب، كان لها عدة أهداف، بما فيها تدمير أنفاق دفاع حماس، وقتل المئات من نشطائها، من خلال هجوم مفاجئ على شبكة الأنفاق الدفاعية، بعد مناورة القوات البرية داخل قطاع غزة، وبحسب التوقعات فقد كان من المقرر أن يدخل نشطاء حماس إلى الأنفاق بعد تقدم قوات الجيش الإسرائيلي، بعدد يتراوح بين 600 و800 مسلح، يقتلون جميعا، وهو ما لم يحدث عملياً".
وأكد أن "الجيش الإسرائيلي كان يسعى لإخراج حماس من توازنها بسبب العدد الكبير من قتلاها، والأضرار التي ستلحق ببنيتها التحتية، وهي خطوة كان من شأنها أن تسهل إلى حد كبير المناورة البرية، إذا قرر الجيش أخيرًا تنفيذها، مع العلم أن أنفاق مترو حماس كانت مناطة بمهمات تشغيلية في حال دخول القوات البرية بشكل نهائي إلى قطاع غزة".
وكشف النقاب عن أنه "بعد مناقشات عسكرية طويلة، فقد تقرر تنفيذ الخطة في ليلة الخميس والجمعة 14 أيار/ مايو، وكانت التقديرات أن تكون المناورة ناجحة، من خلال قتل العشرات من مقاتلي حماس، ولكن بعد يوم واحد من العملية، تم الكشف أن أوساط الجيش الإسرائيلي تؤكد أن المناورة فشلت بالفعل، ولم تحقق هدفها، وأن شروط العملية لم تنضج على الأرض".
وأضاف أنه "بعد أن جاء الموقف الرسمي الذي قدمه الجيش الإسرائيلي مختلفا، فقد اتضح أنه بعد كل التحقيقات والاختبارات المختلفة، فإن تقييم الجيش والاستخبارات العسكرية وصل إلى أن عدد القتلى كان أقل مما كان مقدرا في نهاية العملية، والتقييم المحدث يقف الآن على مقتل أفراد فقط من حماس في المناورة، ما أثار عدة مواقف متباينة حول هذه القضية داخل صفوف الجنرالات".
وأشار إلى أن "هذه النتيجة المخيبة للآمال كشفت أن قدرة الجيش الإسرائيلي على مهاجمة الأنفاق تم الكشف عنها في الأيام الأربعة الأولى من القتال، وكان من الصواب تدمير الأنفاق الدفاعية، بغض النظر عن عدد القتلى من حماس فيها، وفي السيناريو الذي كانت ستعبر فيه قوات الجيش الإسرائيلي السياج الحدودي بعمق مئات الأمتار داخل القطاع، فقد كان من الممكن تحقيق إنجاز أكبر بكثير".
وأوضح أن "موقفا آخر يسود المؤسسة العسكرية يرى أن قرار تنفيذ المناورة كان خطأ، وكان من الأفضل الاحتفاظ بالخطة الاستراتيجية لحملة أكبر في قطاع غزة تهدف للقضاء على حماس، وأن الجيش الإسرائيلي لو اعتقد أن المناورة ستقتل عددًا قليلاً فقط من نشطاء حماس، فقد كان من المشكوك أنه قرر تنفيذ المناورة من الأساس، وعلى كل الأحوال، ومن حيث التأثير وعدد القتلى، فإن المناورة لم تحقق أهدافها".
المصدر : عربي 21