علق حمد بن جاسم آل ثاني، وزير الخارجية القطري السابق، على فضيحة برنامج التجسس "بيغاسوس" على رؤساء دول وصحافيين وناشطين حول العالم، بالقول إن "الأمر يثير تساؤلات كثيرة"، وإنه يعلم أن "هاتفه مراقب منذ سنوات".
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وكتب بن جاسم في تغريدة على حسابه في موقع تويتر: "ما تتناقله الأخبار ويتحدث عنه المسؤولون في دول عديدة عن أنظمة تجسس انتشرت في منطقتنا خاصة، وفي مناطق أخرى أمر يثير تساؤلات كثيرة".
وأضاف "ذلك أن الدول، كما نعلم جميعاً، لا بد أن تراقب وتتابع، من وما يمس أمنها، على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية، ويهدد سيادة البلاد وخصوصية مواطنيها، بواسطة أجهزة مسؤولة وبإشراف أناس أمناء مؤتمنين".
واستطرد قائلا "لكن ما يؤسف له بشدة أن هذه الأنظمة التجسسية أصبحت تستعمل من بعض الدول وخاصة في منطقتنا لغايات أخرى، تخرج عن كل ما ذكرت، ولا يقوم باستعمالها مراهقون طائشون، بل تطلق لها العنان عقول في مواقع المسؤولية، فينتهكون خصوصيات الناس، ويستبيحون ما حرم الله، ويزعزعون أمن ومصالح بلدانهم، تحقيقاً لمكائد خبيثة يتسلون بها، وكما يفعل المراهقون الطائشون".
وربط كثيرون قوله "المراهقون" ببعض المغردين الإماراتيين على غرار حمد المزروعي المحسوب على ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، والذي انتشرت تقارير عن حيازته ملفات شخصية لبعض الشخصيات والإعلاميين، وابتزازهم بها.
وفي هذا السياق، أشار المسؤول القطري السابق: "نحن نعلم أن المواطن في منطقتنا، عندما يقع ضحية لأجهزة التجسس ومن يشغلونها، سواء من داخل البلد أو خارجه، لا يستطيع أن يشتكي ويحمي حقوقه مع غياب المسؤولية القانونية والقضاء النزيه، الذي يستطيع إنفاذ قوانين الجرائم الإلكترونية حين تكتشف ويعرف مرتكبوها بمختلف مستوياتهم".
وشدد أيضاً أنه "حين تُكتشف تلك الجرائم من قبل دول خارج منطقتنا تستطيع محاسبة المجرم، فلا أمل للضحايا من مواطني منطقتنا في أن يشتكي أحدهم لأن المشتكى إليه أصلاً هو صاحب نظام التجسس، اللهم إلا إذا كان يحمل جنسية دولة أخرى تحترم القانون وتنفذه".
وفسر كثيرون ذلك بما نشر من تحقيقات حول ضلوع الإمارات في اختراق هواتف عدد من الصحافيين والنشطاء والمسؤولين الدوليين، ومحاولة ابتزازهم.
وكشف بن جاسم أنه بحديثه عن موضوع القرصنة يدرك ذلك لأنه على علم أن هاتفه مراقب منذ سنوات من قبل أولئك الذين يتسلون، ولكني لم أثر ذلك لأنه لا يهمني في ظل الوضع الحزين الذي نحن فيه في المنطقة والتي لا أتمنى لها ولا أرجو منها منذ البداية إلا الإصلاح في هذا المجال".
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية أشارت إلى إن أبوظبي مرتبطة بوضع مئات من المسؤولين والأفراد البريطانيين على قائمة المراقبة. وقالت الصحيفة إن عضواً في مجلس اللوردات البريطاني ورد اسمها على قائمة 400 شخص تظهر أرقام هواتفهم البريطانية في القائمة التي حددها عملاء "أن أس أو غروب" خلال الفترة ما بين 2017- 2019.
ويُعتقد أن حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، من الزبائن الذين اشتروا "بيغاسوس". فقد وردت على القائمة هواتف ابنته الشيخة لطيفة التي حاولت الهروب من دبي عام 2018، وكذلك اسم زوجته السابقة الأميرة هيا الحسين التي هربت من البلد عام 2019. كما وردت أسماء عدة نساء على علاقة مع المرأتين، خاصة في حالة الأميرة هيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأميرة هيا التي وصلت مع ولديها في نيسان/ أبريل 2019 إلى لندن هاربة من زوجها حاكم دبي، كانت تعتقد أن قضية الحضانة سيتم حلها في قاعة المحكمة، لكنها لم تعرف أن رقمها وأرقام مساعديها والمستشارين لها دخلت في نظام كمبيوتر في إمارة دبي، زبون برنامج بيغاسوس. فرقم الأميرة هيا وثمانية من المقربين لها ظهرت على قاعدة بيانات لأرقام الهواتف الذين يعتقد أنهم اعتبروا شخصيات مهمة لزبون "أن أس أو".
والأرقام التي سُربت عبر الموقع غير الربحي "فوربيدن ستوريز" ضمت مساعدها الشخصي ومسؤولاً بارزاً في شركة أمن خاصة، وواحداً من المحامين الذين يقدمون النصح لها بشأن حضانة ولديها.
المصدر: القدس العربي