دعا الرئيس التونسي، قيس سعيّد، إلى البحث عن مقاربة جديدة لمكافحة ظاهرة الفساد، التي قال إنها تنخر مؤسسات الدّول والمجتمعات في العديد من مناطق العالم.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وتوجّه سعيد بكلمة للمشاركين في حفل تكريم المتوجين بجائزة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد الذي أقيم الأربعاء في قصر المؤتمرات بتونس العاصمة.
وقال سعيد في كلمته: “لقد عمَّ الفساد الكثير من الدول، بل إن شبكات الفساد مرتبطة بعضها ببعض في عديد أنحاء العالم. وُضعت النّصوص وتعدّدت المؤسسات، ولكن لم تحقّق في الكثير من الحالات الأهداف التي أُنشئت من أجلها، لم تحقّق مقاصدها النبيلة. ولعلّه من الواجب اليوم في هذا الإطار البحث عن مقاربة جديدة مختلفة عن المقاربات السّابقة التي لم تحقّق الهدف المطلوب والمقصد المنشود. هذه المقاربة لا يجب أن تقف عند النصوص فحسب، بل يجب أن تقوم على مقاومة الأسباب الحقيقيّة التي جعلت هذه الظاهرة تنتشر، بل تعربد في عديد المجتمعات والدول”.
واعتبر أن من أسباب انتشار ظاهر الفساد “توزيع الثروات توزيعا غير عادل وهكذا في ظلّ غياب العدل والإنصاف، تتحول بعض الوظائف داخل الدّولة إلى بضاعة تجارية تتقاذفها قوى الشرّ كأنها أسهم في أسواق مالية، تنخفض أحيانا وتصعد في أكثر الأحيان. ولا مجال للحدّ من انتشار الفساد إلا بضمان كرامة الجميع والعدل والإنصاف داخل الدول وبين الدول. كما لا مجال لمقاومة الفساد إلا بقضاءٍ ناجزٍ ومستقلٍ، فبدونه لا يمكن لأحد أن يفرض احترام القانون. وإذا تسلّلت السياسة وتسلّل الفساد إلى قصور العدالة فإنّ العدالة تخرج من تلك القصور”.
وأضاف الرئيس التونسي، في كلمته: “ولا شكّ أنّ الصّلاح ومقاومة الفساد لن يكونا حقيقيّين إلا بمقاومة أسبابه وبالمساواة بين الجميع. ولن يتمّ الحدّ من هذه الظاهرة إلا بمقاومتها من فوق إلى أسفل كمن يريد تنظيف درجٍ، فإنه ينطلق بسكب الماء من أعلى إلى أسفل، لا من أسفل إلى أعلى”.
المصدر: القدس العربی