يرى محللٌ سياسيٌ أنَّ التحركات الإسرائيلية سواء الميدانية أو السياسية أو الأمنية تشي بأنَّ الاحتلال الإسرائيلي يستعد لأمرٍ يدبر بالخفاء تجاه المقاومة الفلسطينية في الداخل أو الخارج، يشاطره خبير في الشأن العسكري الرأي بأنَّ طائرات الاستطلاع التي لا تفارق سماء غزة ترصد أهدافاً تخصُ المقاومة لاستهدافها في أي معركة مقبلة.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - ونبه المختصان في الشأن السياسي والعسكري المقاومة الفلسطينية قيادةً وعناصرَ في الداخل والخارج لأخذأقصى درجات الحيطة والحذر من محاولة غدرٍ إسرائيليٍ قادم، داعينَ المقاومة لتشديد الأمن بشأن الشخصيات البارزة، وضرورة الاستعداد لأي سيناريو قادم.
الحذر .. الحذر!
بدوره، شدَّدَ الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف على ضرورة أنْ تتخذ المقاومة في الداخل والخارج إجراءات أمنية وعسكرية احترازية خشية من مباغتة إسرائيلية لشخصيات مهمة من قادة العمل الوطني والإسلامي.
ويرى الصواف أنَّ اللهجة التصعيدية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ونبرته العالية الآخذة بالتهديد بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع ليل نهار يعطي مؤشراً أن الاحتلال "يدبر أمرا ما".
ورجح أن يكون الهدف من الحشود الإسرائيلية شرق قطاع غزة، محاولته تأمين المنطقة لما هو قادم كرد فعل على ما سيقوم فيه بالمستقبل على جريمة سيرتكبها، موجهاً رسالةً للمقاومة قائلاً فيها "الحذر والانتباه مطلوب أكثر من أي وقتٍ".
ولا يستبعد الصواف أن يقدم الاحتلال الإسرائيلي على عملية اغتيال جبانة لشخصية قيادية في الخارج، قائلاً: "الاحتلال يفكر بشكل جاد للعودة لعمليات الاغتيالات، ولكن لقيادات فلسطينية تتحرك بحرية وبطريقة مزعجة، وتعتقد سلطات الاحتلال أن تحركهم بهدف ايقاع الأذى بالاحتلال أو جلب السلاح والمال للمقاومة".
وذكر أنَّ المقاومة لن تصمت أمام أي عملية اغتيال سواء في الداخل أو الخارج، مشيراً إلى انَّ الاحتلال يظن أن الاغتيال في الخارج أهون ولن يجلب رداً عنيفاً من قبل المقاومة، ولن يؤدي لمعركة طويلة نسبيا معها.
وذكر انَّ تفكير الاحتلال بعمليات الاغتيال في الخارج زاد حدة بعد التطبيع مع الإمارات والبحرين، كون التطبيع يجعل مهمة الرصد والمتابعة وتحديد الهدف أسهل وأدق.
ورجح أن تكون هناك عمليات اغتيال إسرائيلية جبانة في دول الخليج (الفارسي) مثل قطر، أو دولة لبنان أو تركيا، مشيراً إلى أنها الدول الأكثر ترجيحاً لتنفيذ عمليات اغتيال جبانة.
وقال الكاتب الصواف: الحذر مطلوب من جانب المقاومة، ومطلوب منها تكثيف الحراسات، وتغيير الإقامات، وتغيير مسارات الذهاب والإياب، وضرورة التعاون مع أمن هذه الدول المتواجدين فيها وغيرها من الدول الصديقة حتى يكونوا على انتباه تام، وقطع الطريق على مخططات الاحتلال.
واختتم حديثه قائلاً: "المقاومة في غزة مطلوب أن تكون تتحلى بالانتباه والحذر والاستعداد لأي احتمال، وعليهم الاستعداد لأسوأ السيناريوهات دون تردد أو انتظار".
لا تُحلِقُ عبثاً
لم يتبعد الباحث في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة عن سابقه في أنَّ الطائرات الإسرائيلية التي تحوم في سماء غزة لا تحلق بشكل عبثي، قائلاً: "من المفروغ منه أن تلك طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لا تقوم بدورٍ عبثي في سماء القطاع، خاصة وأنها فرضت نفسها في الآونة الأخيرة كسلاح فعال متعدد المهام في المعارك الحربية".
وأشار أبو زبيدة إلى أنه لا يمكن إدارة أي حرب او عمل عسكري بدون استخبارات مبكرة وجيدة، إلا أن الجزم بوجود هدف آني كحرب أو عملية اغتيال قد يكون تسرع غير دقيق، بشكل أساسي.
وذكر أبو زبيدة أن طائرات الاستطلاع قد يكون لطلعاتها الأهداف التالية، أولاً استمرار جهوزية جيش الاحتلال أثناء أعمال القتال أو في حالات تأزم الموقف، ومراقبة الاتصالات ومتابعة التحركات الخاصة بالمقاومة لتحديث بنك الأهداف.
وأشار إلى انَّ من أهداف الطيران التجسسي إتاحة الانذار المبكر والتقييم الحي والمباشر لنتائج العمليات القتالية والاستخبارية، من خلال تتابع وصول المعلومات للمراكز العمليات لدى العدو.
وأوضح أن "من أهداف طلعات طائرات الاستطلاع الإسرائيلية الهجوم ضد أفراد وأهداف متحركة أو ثابتة خفيفة، والتي استهدف الاحتلال خلال الأعوام الماضية المئات من رجال وآليات المقـاومة، فهذه الطائرات تأمن مسحاً متواصلاً ومعلومات تسديد سريعة الاستجابة للعمل الهجومي ضد الأهداف المحددة".
وبين أن من اهداف وجود طائرات الاستطلاع في سماء غزة قد يكون استطلاع الأهداف العسكرية سواء قواعد إطلاق الصواريخ والتغيرات الحاصلة بالجغرافية العسكرية وطبيعة الأرض المتاخمة للمناطق الحدودية.
وذكر أن النظرية الأمنية الاسرائيلية تقوم على قناعة تامة بضرورة أن يبقى قطاع غزة في مرمى الاستطلاع والمتابعة الاسرائيلية على مدار الساعة.
وقال: "يحاول الاحتلال ألا يترك فرصة ممكن أن توصله إلى تسجيل أهداف جديدة قد يستهدفها في أي معركة قادمة مع المـقاومة، لاسيما ان الوضع الميداني في قطاع غزة متحرك وقابل للتغير في أي لحظة".
هجوم مفاجئ!
المختص في الشأن الأمني والسياسي إسلام شهوان يرى أن حديث قوات الاحتلال وقادة الاركان عن حشود كبيرة يتم تجهيزها لمحاربة قطاع غزة، وأنَّ الرد الإسرائيلي على صاروخ الامس لن تمر دون رد مؤلم ورادع يتطلب من المقاومة الفلسطينية أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
وقال: "صحيح اننا تعودنا على غدر الاحتلال لكن حديثه بالشكل الحالي يدلل على ان امراً ما سيحدث فجأة قد يكون بغزة او مع الحزب او استهداف لقادة العمل الوطني بالخارج؛ لذا وجب الحذر الشديد".
وأضاف: كما أنني أرى ان حديث الاحتلال بهذه الالية هو حديث المنهزم نفسياً وميدانياً من خلال تراكم القوة لدى المقاومة الفلسطينية بغزة، خاصة القوة النارية الصاروخية، وفي ظل نجاح المقاومة بتثبيت معادلة الردع".
وأشار شهوان إلى أنَّ التهديدات تأتي في ظل ضعف الروح المعنوية بالقوات المسلحة لدى الاحتلال، ووجود مفاضلات داخل ثكنات الجيش بعدم الخوض بحرب ضد غزة لعدم القدرة على حسم المعركة من خلال الصدمة، وفي ظل قراءة عسكرية إسرائيلية ترى أنَّ المقاومة الفلسطينية قادرة وبشكل جيد على قراءة المسار العسكري والتكتيكي لقوات الاحتلال".
واختتم شهوان حديثه قائلاً: "الحذر واجب في هذه الأوقات".
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء الماضي أنه اكتشف "نفقا هجوميا" يمتد من خان يونس إلى داخل السياج الأمني.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إن "قوات الجيش اكتشفت نفقًا هجوميًا اجتاز الحدود من جنوب قطاع غزة في منطقة خان يونس".
وأضاف أنه "تم اكتشاف مسار النفق في إطار الجهود المتواصلة لكشف الأنفاق وإحباطها".
وبحسب المتحدث فإنه "نظرًا للقدرات التكنولوجية التي يوفرها العائق الأمني الاستشعاري على حدود قطاع غزة، النفق لم يجتز العائق تحت-أرضي ولم يشكل تهديدًا للمستوطنات في الغلاف".
وحمل المتحدث العسكري الإسرائيلي حركة حماس مسؤولية ما يجري في قطاع غزة وينطلق منه والأعمال ضد "إسرائيل".
وتشهد أجواء قطاع غزة تحليقاً مكثفاً لطائرات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأنواع (حربي، استطلاع)، وتزامن ذلك مع حشود عسكرية شرق قطاع غزة، إلى جانب ارتفاع نبرة التهديد ضد المقاومة الفلسطينية في غزة.
المصدر: فلسطين اليوم