كشف الباحث المصري في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق،عن تفاصيل مهمة عن القيادي المصري بتنظيم القاعدة عادل عبد الباري المفرج عنه مؤخرا في الولايات المتحدة.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وأشار فاروق إلى أن عبد الباري كان له دور بارز في تسعينات القرن الماضي في مصر، حيث تلخص دوره في إرسال العديد من البيانات والتقارير المغلوطة حول الأوضاع في الداخل المصري إلى بعض المنظمات الحقوقية الدولية مثل منظمة "العفو الدولية"، التي توحي باضطهاد نظام الرئيس مبارك لقيادات تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية في ظل العنف والإرهاب الذي مورس خلال تلك الحقبة من تاريخ الدولة المصرية.
وأضاف فاروق، أن عادل عبد الباري كان يعمل لدى محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات، وخلال إحدى الزيارات للندن عام 1991، التي ضمت وفدا للدفاع عن الشاب الأمريكي المصري سيد نصير بعد اتهامه بقتل الحاخام مائير كاهانا، وبدعوة من المركز الإسلامي في لندن، استقر فيها وقدم طالبا للحصول على حق اللجوء السياسي، مستغلا علاقته بالمنظمات الحقوقية في الخارج.
وأشار فاروق إلى أن عادل عبد الباري تحول لمحطة تابعة لتنظيم القاعدة في لندن، في تجنيد الشباب، واحتواء العناصر المتطرفة الهاربة من مصر.
وأكد فاروق، أن عادل عبد الباري، كان أحد المخططين لتفجيرات خان الخليلي عام 1994 في مصر، وذلك باعترافات المتهم أحمد إبراهيم النجار القيادي في جماعة الجهاد، التي أكدت تورط عادل عبدالباري بممارسة أنشطة تابعة لجماعة الجهاد المصري في العاصمة البريطانية لندن، وأن كان مسؤولا عن الجناح الاجتماعي للتنظيم ورعاية أعضائه داخل وخارج مصر وتوفير الأموال اللازمة للأعضاء سواء في حالة الرغبة للهروب أو تنفيذ العمليات، بتعليمات من أيمن الظواهري.
وقال فاروق، أن عادل عبد الباري، حكم عليه غيابيا بالإعدام لاتهامه في قضية تفجير خان الخليلي، واستهداف السياح الأجانب، وفي عام 1998 صدر ضده حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية "العائدون من ألبانيا" بعد الاعترافات التي أدلى بها أحمد النجار.
وأوضح فاروق، أن عادل عبد الباري، تورط في تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في دار السلام ونيروبي في أغسطس 1998، وأسفرت عن مقتل 224 شخصا، بسبب ارتباطه الوثيقة بخلية لندن التابعة لأسامة بن لادن، ليتم اعتقاله ثم أطلق سراحه بعد احتجاز دام خمسة أيام فقط.
ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1999 ، ليظل في سجن لونج مارتن، 13 عاما بعد تأكد تورطه في تفجيرات السفارات الامريكية، وعقب اختطاف 16 من السياح الأوروبيين، ومقتل أربعة منهم (ثلاثة بريطانيين وأسترالي) في محافظة أبين اليمنية شرق عدن، نفذها أبو حسن المحضار، والتي تورطت فيها عناصر من تنظيم الجهاد المصري باليمن، وأسفرت عن اعتقال الأجهزة الأمنية اليمنية 8 مصريين يحملون الجنسية البريطانية والفرنسية، من بينهم أبو حمزة المصري، وضبط أشرطة مسجلة لتدرب العناصر على السلاح والمتفجرات في لندن.
وأضاف فاروق، أن الولايات المتحدة تسلمت عبد الباري من بريطانيا عام 2012 بعد معركة قضائية طويلة، ويتم معاقبته أمام محكمة أمريكية بنيويورك في فبراير 2015، بالسجن 25 عاما بعد اعترافه بتورطه في قضية تفجيري سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا عام 1998 اللذين أسفرا عن مقتل 224 شخصا.
وأوضح فاروق، أن الإفراج عن عادل عبد الباري جاء بعد أن قضى أكثر من ثلثي مدته، إذ أن القضاء الأمريكي احتسب له فترة حبسه في السجون البريطانية ضمن فترة عقوبته، لكن في الحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت من عملية انتشار وباء كورونا فرصة للإفراج عن عبد الباري، تحت مزاعم مرضه، وإعادته إلى بريطانيا في غضون أسابيع قليلة، ربما ربما يأتي في كبادرة من الولايات المتحدة خلال عملية التفاوض مع حركة طالبان بأفغانستان ذات العلاقة الوثيقة بتنظيم القاعدة.
المصدر: روسيا اليوم