أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن قلقها الشديد بشأن النزاع بين اليونان وتركيا في البحر المتوسط، متحدثة قبل اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ” عن حدوث اضطرابات مقلقة قائمة بين دولتين عضوتين في الناتو.
وطهران- وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء - ودعت ألمانيا الخميس إلى وقف المناورات البحرية في شرق المتوسط لإفساح المجال أمام بدء محادثات بين اليونان وتركيا اللتان تتنازعان حول موارد الغاز وترسيم الحدود البحرية. ويناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في برلين التوتر في شرق المتوسط حيث يخشى المراقبون من أن يتحول النزاع بين العضوين في حلف الأطلسي، إلى مواجهة عسكرية عرضية، فيما نددت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور بالمناورات العسكرية المتقابلة التي تجري في شرق المتوسط معتبرة أنها “لا تساعد” في خفض التوتر بين تركيا واليونان في هذه المنطقة.
وتقوم ألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام 2020، بمهمة وساطة حاليا بين أثينا وأنقرة اللتان تجريان أعمال تنقيب أحادية عن النفط في شرق المتوسط ما تسبب بأزمة بين البلدين.
وأعلنت تركيا الخميس عن تدريبات عسكرية عند أطراف مياهها الإقليمية في الزاوية الشمالية الشرقية للبحر المتوسط، بعد أن أجرت اليونان تدريبات شاركت فيها فرنسا وقبرص وإيطاليا.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي حاول القيام بوساطة بين الطرفين، للصحافيين “نحن في حاجة إلى حل دبلوماسي لهذا النزاع، الشروط المسبقة لهذه المحادثات هي أن تتوقف هذه المناورات في شرق المتوسط”.
وأضاف “بالتأكيد لن تجلس الأطراف إلى الطاولة عندما تكون السفن الحربية قبالة بعضها البعض في شرق المتوسط”.
ويشعر الاتحاد الأوروبي بالغضب إزاء إرسال تركيا سفنا للقيام بأعمال تنقيب عن الغاز في مياه تطالب بها اليونان. وفرض التكتل في وقت سابق هذا العام عقوبات على مواطنين تركيين لعلاقتهما في الأنشطة.
وسيعرض مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على الوزراء “مجموعة من الخيارات” للتعامل مع تركيا، وفق مسؤولين، علما بأنه يحرص على التشديد على أهمية مواصلة الحوار مع أنقرة.
ودان الاتحاد الأوروبي مراراً تركيا لقيامها بأعمال تنقيب قبالة قبرص، لكنه امتنع حتى الآن عن فرض عقوبات شديدة على أنقرة خشية أن يتسبب ذلك بإقصاء جار استراتيجي مهم. وسيناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي علاقات التكتل بتركيا خلال اجتماع غير رسمي في برلين يومي الخميس والجمعة.
لكن بعض الجهات تمارس ضغوطا لاتخاذ خطوات متشددة تجاه أنقرة، وفيما يعتبر اجتماع برلين غير رسمي ولن يخرج بقرارات، سيركز قادة الاتحاد الأوروبي على المسألة في قمة الشهر المقبل.
وقال وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليدس لدى وصوله إلى برلين الخميس إن “مصداقية أوروبا على المحك. على الاتحاد الأوروبي، اتحاد يضم 27 دولة عضو، أن يدافع عن القيم العالمية، من أجل نظام عالمي دولي قائم على قيم ومبادئ الاتحاد الاوروبي”.وأضاف “تضامن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون حقيقيا وملموسا”.
وزير الخارجية النمساوي الكسندر شالنبرغ أكد من برلين إن شرق المتوسط “برميل بارود يكبر باستمرار” وحيث عدد قطع البحرية يجعل الحوادث أمرا “شبه محتوم”. وأضاف أن “تركيا تتجاهل جميع المواثيق … القانون الدولي لا يمكن التفاوض عليه”. فيما دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس، فرنسا للتصرف بحكمة ومنطق، الاعتذار لتركيا عن ادعاءاتها بشأن تحرش البحرية التركية بسفينة فرنسية.وقال أكار من أنقرة في هذا الخصوص: “تأكد عدم صحة ادعاءات تحرشنا بسفينة فرنسية وعلى باريس الاعتذار”.
وبالتزامن مع محادثات برلين قال مسؤول بارز في الاتحاد الاوروبي إن بوريل يريد أن يأخذ الوزراء في الاعتبار علاقة التكتل بتركيا ككل، مشددا على أنه مهما كان الصعوبات فإن أنقرة تبقى “جارا بالغ الأهمية” يتعين التعاطي معه.
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أكد أن الوضع بين تركيا واليونان بلغ مرحلة “دقيقة جدا”. وقال “لا أحد يريد حل هذا الخلاف بالسبل العسكرية. هناك إرادة حوار لدى الجانبين”.
وكانت أنقرة قد أعربت استعدادها الثلاثاء للتحاور مع أثينا من دون “شروط مسبقة” في شأن خلافهما حول التنقيب عن المحروقات في شرق البحر المتوسط.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس إن “تركيا مستعدة لحوار من دون شروط مسبقة من أجل تقاسم عادل” للثروات، وتدارك “لكن الأمر غير ممكن إذا فرضت اليونان شروطا مسبقة”.
المصدر: القدس العربی