باتت أزمة فيروس كورونا التي تُثير منذ أشهر، هلع وقلق العالم أجمع، بمنزلة فرصة ذهبية للاحتلال الإسرائيلي لا يمكن تفويتها لتحقيق أطماعها بفرض سياستها العنصرية، وتنفيذ مخططاتها باستهداف المقدسات الإسلامية وابتزاز الفلسطينيين.
طهران- وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء - وفي ظل انشغال العالم بمتابعة ويلات "كورونا" البشرية والاقتصادية، لم يتوان كيان الإحتلال الإسرائيلي للحظة واحدة عن استهداف الفلسطينيين وقضيتهم داخل قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس، من خلال سياسة القمع والتهجير والابتزاز التي يتبعها مستغلة أزمة الفيروس التي أشغلت العالم عن أي قضية أخرى.
والقدس المحتلة كان لها نصيب الأسد من هذه المخططات "الخبيثة"، فشهدت المدينة، وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى المبارك، سلسلة تغييرات واعتداءات إسرائيلية منذ اللحظات الأولى التي أُعلن فيها تفشي الفيروس داخل كيان الاحتلال وما صاحبها من إغلاق للأقصى.
في هذا السياق، يقول رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري: إن "المدينة تعرضت خلال الأسابيع الأخيرة لسلسلة اعتداءات إسرائيلية مُقلقة وخبيثة تهدف بمجملها لتغيير طابعها الإسلامي وتزييفه بطابع يهودي خالص".
وأكد صبري، أن الاحتلال حاول فرض سياسته العنصرية على الأقصى من خلال إغلاق جميع الأبواب الرئيسية والتحكم بدخول المقدسيين من خلالها بصورة استفزازية وغير مسبوقة، بحجة محاولة السيطرة على انتشار فيروس "كورونا" بين السكان.
ولفت إلى أن الاحتلال أفرغ المسجد الأقصى من المصلين كافة، وحتى من موظفيه والعاملين فيه، وكل مواطن في محيط الأقصى يخضع الآن للتفتيش والرقابة والمساءلة، وهذه الخطوات الجديدة تأتي في سياق مخطط "إسرائيل" الأكبر في فرض سيطرتها العسكرية والسياسية الكاملة على مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وأشار إلى أن الاحتلال يستغل أزمة فيروس "كورونا" وانشغال العالم بويلاتها ونتائجها، لتحقيق أطماعه "الخبيثة" وتمرير سياسته العنصرية في تضييق الخناق على الفلسطينيين، وخاصة سكان القدس، ومحاولة وضع يده الثقيلة على المسجد الأقصى.
وذكر أن هدف الاحتلال الآن هو إفراغ الأقصى من كل مصلٍّ أو عامل أو حارس، بالاعتداء والطرد والإبعاد والاعتقال، ومن ثم بدء إجراءات رسمية لفرض التقسيم الزماني والمكاني، وجعل موطئ قدم دائمة للمستوطنين وتحديد مكان محدد لليهود داخل الأقصى".
وحذر الشيخ صبري من مخططات سرية تقوم بها حكومة الاحتلال داخل المسجد الأقصى بعد إفراغه، محملاً "إسرائيل" المسؤولية الكاملة عن أي قرارات أو خطوات تغير الواقع القائم داخل الأقصى والمدينة المقدسة بعد انتهاء أزمة فيروس "كورونا".
وبحجة منع تفشي "كورونا" منعت سلطات الاحتلال (24 مارس الجاري)، المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وأغلقت بوابات البلدة القديمة وأبواب الأقصى، لكنها أبقت على أبواب "حطة والمجلس والسلسلة" مفتوحة، وسمحت باقتحامات المستوطنين للمسجد، كذلك فرضت حواجز أمنية داخل القدس.
انتهی/