أشارت جداول العمالة والبطالة – الجولة الثانية لعام 2014 والصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الى عدد من الأسباب الرئيسية لعدم بحث كل من الذكور والإناث عن عمل من السكان الأردنيين غير النشطين إقتصادياً ممن أعمارهم 15 عاماً فأكثر والمتاحون للعمل ولكنهم لا يبحثون عنه (توزيع نسبي).
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء تشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن الأسباب الرئيسية لعدم البحث عن عمل من كلا الجنسين تمثلت في الإعتقاد السائد لديهم بأنه لا يوجد عمل، أو التعب من البحث عن عمل، أو عدم معرفة كيفية البحث عن عمل، أو عدم وجود عمل مناسب، أو أن الباحث/الباحثة عن عمل غير مؤهل/مؤهلة علمياً.
إن حوالي نصف الباحثات عن عمل يعتقدن بعدم وجود فرص عمل لهن، فقد إعتقدت 49.7% منهن من مختلف الأعمار بأنه لا يوجد عمل، وإرتفعت النسبة الى 50% لدى الفئة العمرية 25-39 عاماً، وإنخفضت الى 48.1% لدى الفئة العمرية 40 عاماً فأكثر، فيما شكلت النسبة 49.2% لدى الفئة العمرية 15-24 عاماً.
وأجابت 17.5% منهن بأن سبب عدم البحث عن عمل هو تعبهن من البحث والذي قد يستمر لسنوات، وترتفع النسبة لهذا السبب لدى النساء الباحثات عن عمل اللاتي تزيد أعمارهن عن 40 عاماً فاكثر لتصل الى 32.2%، وتنخفض الى 19.1% لدى الفئة العمرية ما بين 25-39 عاماً، فيما تنخفض أكثر لدى الفئة العمرية 15-24 عاماً وتقف عند 9.2%.
وتعتقد 16.6% منهن بأن سبب عدم البحث عن عمل يعود لعدم وجود عمل مناسب، وترتفع هذه النسبة لهذا السبب عند الفئة العمرية ما بين 25-39 عاماً لتصل الى 18.7%، وتنخفض الى 6.8% عند الفئة العمرية 40 عاماً فأكثر.
ولا تعتقد النساء بأن عدم بحثهن عن عمل يعود لكونهن غير مؤهلات علمياً، حيث أشارت 2.5% منهن فقط لذلك كسبب لعدم بحثهن عن عمل، وهي نسبة أعلى لدى الفئة العمرية ما بين 15-24 عاماً حيث تصل الى 5.1%، ولكنها تنخفض بشكل كبير 1.8% لدى الفئة العمرية ما بين 25-39 عاماً.
وتنوه "تضامن" الى أن الإعتقاد السائد لدى نصف غير النشيطات إقتصادياً والمتاحات للعمل بأن لا فرص عمل لهن يدق ناقوس الخطر بعدم إمكانية نجاح الجهود التي تبذلها كافة الجهات ذات العلاقة لزيادة مشاركة النساء الإقتصادية، ويتطلب العمل على تحفيز النساء بأهمية مشاركتهن الإقتصادية على مستوى رفاههن الشخصي ورفاه الأسرة والمجتمع من جهة، وعلى أنهن قادرات على العمل جنباً الى جنب الذكور دون إعتبار بان عملهن هو على حساب عمل الذكور من جهة أخرى.
إن تخفيض نسبة النساء اللاتي يعتقدن بعدم وجود فرص عمل لهن يجب أن يضع على سلم اولويات الجهات التي تعمل على زيادة مشاركة النساء الإقتصادية، وكل البرامج والنشاطات والفعاليات التي تتجاهل ذلك ستجد نفسها أمام فشل رسمه الواقع المرير الذي وصلت له النساء والقناعات التي ترسخت لديهن خاصة من مجتمع ذكوري يوجه اللوم اليهن عند زيادة البطالة بين الذكور. علماً بأن البطالة بين الإناث وصلت الى مستويات قياسية خاصة لدى ممن يحملن شهادات بكالوريس فأعلى.