طهران- وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء - ونقلت الكلمة بالتوازي في بعلبك قاعة الامام الخميني (قده) الثقافي، الهرمل قاعة مجمع سيد الشهداء، النبطية حسينية النبطية، البقاع الغربي حسينية سحمر، صور مجمع الامام الحسين (ع)، بنت جبيل مجمع المرحوم موسى عباس .
وفي البداية ثمّن سماحته تضحيات الشهداء في العراق وايران وباقي الدول العربية والإسلامية.
وأشار سماحته إلى أن”الشهيد القائد قاسم سليماني وقف إلى جانب الكثير من دول المنطقة في التصدي للإستكبار العالمي وكان خير من حمل راية المقاومة في المنطقة ،كما استطاع أن يؤسس لعلاقة مميزة ومتينة مع قيادات حزب الله لدرجة أننا شعرنا بأنه واحد منا”.
وأضاف السيد نصر الله “الحاج قاسم سليماني كان مثالا للقائد الجهادي الإسلامي الحقيقي الذي يصنعه الإسلام ومدرسة الإمام الخميني وقيم ومفاهيم هذه الثورة الإسلامية المباركة”.
وتابع”كان حضوره بيننا دائماً وكبيراً حتى في الميدان وفي الخطوط الأمامية وفي السواتر الترابية ومشاهد الحضور في السواتر الترابية في العراق واضحة ومنشورة”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنه مع” تولي الحاج قاسم سليماني مسؤولية قوة القدس كان دائما يحضر في أوقات متقاربة جدا وكان يحمل آلامنا وحاجاتنا ويتابعها في الجمهورية الإسلامية ويقوم بتأمينها لنا حتى أكثر مما كنا نطلب أو نتوقع وكان يساعدنا ويفكر معنا ويقوينا وكان يقدم لنا مساعدة فكرية ومادية ومعنوية وحضور دائم إلى جانبنا وهذا لم يكن يشعر به أحد في لبنان ولم يتحدث به أحد”.
ولفت سماحته إلى أن ” أحد أسباب تطور عمليات المقاومة وأحد الاسباب الرئيسية في تحرير عام 2000 هو متابعة ودعم الحاج قاسم سليماني كحامل الراية ومندوب من قبل الجمهورية الإسلامية في ايران وهو كان شريكاً كاملاً في تحرير لبنان في 25 ايار عام 2000 وبعد شهادته من واجبنا أن تقول هذه الحقيقة”.
وقال السيد نصر الله أنه”في عدوان عام 2006 وصل الحاج قاسم سليماني إلى الضاحية الحنوبية لبيروت وبقي معنا كل أيام الحرب تحت القصف في غرفة العمليات وكان يجادلنا إما أن أحيى معكم أو اموت معكم،وفي اليوم الثاني لوصوله إلى طهران بعد حرب تموز عمل على تأمين الدعم وعدنا إلى بيوتنا ورمنا بيوتنا ولاحقا كانت المساهمة الإيرانية كبيرة في إعادة الإعمار”.
وفي ملف معركة السلسلة الشرقية قال سماحته إن” البعض عندما ينظر إلى المعركة في السلسلة الشرقية في اخراج داعش واخوات داعش في جرود عرسال يحاول أن يسخف كل الإنجازات الكبيرة ولو لم يتم إلحاق الهزيمة في داعش في شرق حمص وفي تدمر والبادية والسخنة هل كان من الممكن إخراجها من السلسة الشرقية ؟ هذه معركة واحدة”.
مشيراً إلى أن ” المعركة مع داعش والتي دفعت الأخطار عن لبنان واللبنانيين لم تكن معركة في السلسلة الشرقية أو في جرود عرسال بل كانت معركة واحدة ممتدة من السلسلة الشرقية إلى البادية وشرق الفرات ودير الزور وكان الحاج قاسم سليماني حاضرا بشخصه معنا ومعنا الأخوة السوريين”.
واعتبر السيد نصر الله أن” الحاج قاسم سليماني كان بإمكانه ان يبقى في طهران ويرسل الدعم إلى العراق ولكنه فتح الحدود وحضر باليوم التالي الى بغداد وداعش في تلك الايام كانت وما زالت صنيعة اميركية ومدعومة من دول بالمنطقة،وعندما استشهد الحاج سليماني وأبو مهدي المهندس كانت قوات الحشد تقوم بعمليات تطهير امنية لان داعش استغلت الاحداث لتستعيد قتلها ومجازرها بحق العراقيين”.
وأشار السيد إلى أنه ” لو لم تهزم داعش بالعراق لكانت هددت كل دول المنطقة، والهزيمة في العراق ساعدت بهزيمتها بسوريا ولولا هزيمتها كانت دول الخليج (الفارسي) التي قدمت كل شيء لداعش لكانت في خطر وايران في خطر وتركيا في خطر ولكان السم سيقضي على طابخيه”.
وأضاف” الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس وكثيرون معهما الحقوا الهزيمة بداعش وكل شعوب المنطقة يجب ان تشكر الحشد الشعبي وقادته وجنوده وشهدائه لانهم في معركتهم بمواجهة داعش دافعوا عن كل شعوب المنطقة”.
وفي موضوع تشييع الشهيد سليماني قال سماحته :” كنا نقول إن تشييع الإمام الخميني قبل أكثر من 30 عاماً حالة فريدة في التاريخ ولم نشهد في تاريخ البشرية ،وتشييع الحاج قاسم سليماني في طهران لا مثيل له في التاريخ بعد تشييع الإمام الخميني (قده)”.
وأضاف”الشعب الإيراني عبّر عن حزنه ورسالة التشييع في كل المدن الإيرانية عظيمة جداً وخبراء أميركيين قالوا إن التشييع في طهران أرعب ترامب وإدارته”.
وتابع سماحته “دلالة الحشد البشري في خوزستان رسالة إلى بعض أنظمة الخليج التي تتآمر على الجمهورية الإسلامية من الأهواز وخوزستان وتحاول أو تستغل الموضوع العرقي والمذهبي وتتآمر على إيران وتحاول أن تستغل بعض الظروف الصعبة في خوزستان”.
وأردف قائلا” أمام هذا المشهد في ايران يشعر الإنسان كأننا أمام ولادة جديدة للثورة الإسلامية في ايران ببركة هذه الدماء الزكية وهذا ليس من خوزستان بل من كل ايران”.
وأضاف” أحضروا لي شعبا اذا مات عزيزا أو جنرالاً يحضر بالطرقات لساعات طويلة برفقة عائلته والطقس لوداع الجنازة والمشهد تكرر في محافظات عدة وهذا امر غير مسبوق”.
وتابع سماحته “من دلالات هذه الشهادة العظيمة أنها اعطت زخما قويا لقيم الجهاد والشهادة والاخلاق والتفاني في سبيل المظلومين العابرة للحدود،وهناك جهد ثقافي وهائل في العالم للسخرية والإستهزاء بقيم الجهاد والشهادة”.
وأشار السيد نصر الله أنه “من أهم دلالات وتداعيات هذه الشهادة العظيمة أنها أعادت الصورة الواضحة الحقيقة لأميركا إلى سعوبنا وحكوماتنا ودولنا”.
واعتبر انه “عندما يقتلون كبارة قادتنا وخيرة اخواننا بفتح الباب على كل جدرائم اميركا في منطقتنا ويعيدها إلى مكانها الصحيح والطبيعي على أنها العدو الاول والحقيقي والشيطان الأكبر ورأس الطغيان في عالمنا هذا”.
ولفت سماحته إلى انه”كل عملية انتحارية نفذت في العام الإسلامي يجب أن يكتب عندها صنع في اميركا لان داعش هي أداة اميركا للعودة إلى المنطقة عبر الحروب الأهلية والفتن،وأميركا هي التهديد الأول واسرائيل هي مجرد أداة عسكرية اميركية والتهديد الأول لكل شعب هي الولايات المتحدة الأميركية وهي الناهب الأول للخيرات في بلادنا”.
وحول الرد الإيراني قال سماحته”قرار الرد الإيراني هو قرار الشعب الإيراني وتطلعات الشعب الإيراني الحاضر للذهاب إلى الحرب للدفاع عن كرامته والثأر لاستشهاد القائد قاسم سليماني”.
وأشار الى ان” الضربة الإيرانية كسرت الهيبة الأميركية في عيون الأصدقاء وفي عيون الأعداء والايرانيون ابلغو الأميركيين عبر وسطاء انهم اذا رديتم سنضرب كل قواعدكم وسنضرب الكيان الاسرائيلي”.
وتابع”الضربة الإيرانية رسالة إلى كل من يتآمر مع أميركا ضد ايران والصواريخ نزلت في عين الأسد والعزاء كان في الكيان الاسرائيلي وعندما يسمع الإسرائيليون التهديدات من القيادة الايرانية يجب ان يأخذوها بجدية”.
وأردف قائلا” كل القواعد الأميركية في المنطقة هي تحت مرمى الصواريخ الإيرانية وبدقة ومع العلم أن الجمهورية الإسلامية تملك صواريخ أدق من الصواريخ المستخدمة في العملية والاميركيون لم يستطيعوا اسقاط هذه الصواريخ وهذه هي حال كل القواعد الأميركية”.
وتابع”هذه الضربة وهذه الصفعة كشفت عن قوة القدرات العسكرية الإيرانية وهذه من صناعة ايرانية وليست مشتراة من مصانع السلاح والعملية نفذها ضباط وجنود ايرانيون وليسوا مستأجرين كما هو الحال ببعض الدول،وتدل على شجاعة منقطعة النظير لدى القيادة والشعب في ايران هذا امر لم يحصل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث وجهة دولة ضربة عسكرية إلى قاعدة اميركية”.
وتساءل سماحته “من يجرؤ في الكرة الأرضية منذ انتهاء الحرب العالمية أن يقف في وجه اميركا وان يضرب أحد قواعدها بالصواريخ وبالأخص بعد تهديدات ترامب بقصق 52 موقعاً ايرانياً ولكنه ابتلع تصاريحه وهذا له ما قبله وله ما بعده”.
وأكد السيد أن” الرد على جريمة اغتيال هي مسار طويل يجب أن يفضي إلى اخراج الولايات المتحدة من منطقة غرب آسيا وما حصل في عين الأسد ليس الرد على استشهاد الحاج قاسم سليماني بل هي صفعة في هذا المسار الطويل وخطوة أولى وقوية ومزلزلة”.
واعتبر السيد ان” ترامب يكذب على شعبه وهو أكبر رئيس كذاب في تاريخ الولايات المتحدة والحاج قاسم سليماني لم يكن يخطط لتفجير سفارات أميركية للتغطية على الأسباب الحقيقة التي تقف خلف ارتكابه لهذه الجريمة”.
وأشار الى ان” الانكفاء الأميركي والصفعة الإيرانية درس للجميع أن يكونوا شجعاناً أن يكونو مؤمنين وواعين”.
وعن الرد رأى سماحته أن ” أولى الساحات المعنية بالرد على الجريمة هو العراق لأن الجريمة حصلت على الأرض العراقية وفي ظل السيادة العراقية ولأن الجريمة استهدفت ايضا قائداً عراقياً كبيراً ورسمياً وقادة في الحشد الشعبي ولانه استهدفت الحاج قاسم سليماني واخوانه من القادة الايرانيين يمنالداعفين والمضحن دجفاعا عن الشعب العراقي”.
وتمنى سماحته على السيد مسعود البارازاني ان يعترف بجميل الحاج قاسم لانهعندما كاد اقليم كردستان ان يسقط بيد داعش واتصلت بأصدقائك ولم يعاونوك، فاتصلت بالايراني وكان الحاج قاسم سليماني إلى جانبك في اليوم الثاني ومعه اخوة من حزب الله ذهبوا الى اربيل ويومها كان مسعود بارازاني يرتجف.
وقال سماحنه :”أعتقد انه على محور المقاومة ان يبدأ العمل وما قيل قبل ايام هو ليس كلام للاستهلاك المحلي وليس لاعطاء المعنويات بل قوى المقاومة جادة وهادفة للهدف الكبير والشهور المقبلة ضمن المسار الطويل،و على الاميركيين ان يخرجوا جيشهم من منطقتنا والبديل عن الرحيل عاموديا هو الرحيل افقيا وهذا قرار حاسم في المحور والمسـألة مسألة وقت،و من يتصور ان هذه الشهادة العزيمة ستنسى فهو مخطئ ونحن نتحدث عن عصر جديد بالمنطقة وهذا ما ستأتي بأخباره الأيام”.
وختم السيد إن”الإدارة الأميركية والقتلة سيدفعون الثمن غالياً وسيكتشفون أنهم أخطأوا التقدير،وبعد استشهاد سليماني العالم سيكون عالماً آخر لا مكان فيه لهؤلاء المستبدين،وستكتشفون بالدم أنكم بقتل الحاج سليماني لستم أكثر أمنا”.
المصدر: موقع المنار