رسالة مفتوحة من محارب مخضرم وناشط سلام إيراني إلى ترامب

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۷۰۰۷
تأريخ النشر:  ۱۳:۰۵  - الثلاثاء  ۱۳  ‫أغسطس‬  ۲۰۱۹ 
 حبيب أحمد زاده أحد المحاربين القدماء ومن نشطاء السلام والذي أصيب بالكيماوي خلال فترة الدفاع المقدس (الحرب المفروضة 1988-1980) اشار في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ردا على تغريدة له بأن الإيرانيين لم يفوزوا بأي حرب، ونصحه ان لا يستخدام كلمة "النصر" لأي حرب.

رسالة مفتوحة من محارب مخضرم وناشط سلام إيراني إلى ترامبطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-وجاء على موقع لوبلاك الامريكي : أحمد زاده وصف حروب امريكا في فيتنام والعراق وأفغانستان وسوريا وحتى في اليمن، بانها تجارب مروعة، ويعتقد ان استخدام كلمة "النصر او الغلبة" في وصف هذه الحروب، لامعنى له.

الرئيس الأمريكي كان قد غرد على تويتر في 31 يوليو الماضي: من اجل التذكير "الايرانيون لم ينتصروا في أي حرب، لكنهم لم يخسروا في أي تفاوض".

رد فعل المسؤولين الإيرانيين والناشطين الإعلاميين كان مختلفا تجاه هذه التغريدة. حبيب أحمد زادة ، وهو صانع أفلام وثائقية وناشط سلام، كتب في رسالة إلى الرئيس الأمريكي: كمواطن في هذا العالم و محارب مخضرم في حرب العراق على إيران ولديه خبرة مباشرة عن مرارة الحرب، أقدم اقتراحين لترامب ردا على تغريدته.

أولاً ، لا يستخدم كلمة " النصر أو الغلبة" لوصف أي حرب، إن تاريخ أمريكا مليء بتجارب الحرب والهزيمة، ولست بحاجة إلى تذكير رئيس الولايات المتحدة بنتائج حروب فيتنام والعراق وأفغانستان وسوريا وحتى الصراعات في اليمن. لم تسفر أي من هذه التجارب المروعة وأي من الحروب الاخرى عن النتيجة المرجوة.

بصفتي محارب قديم وناشط سلام، يجب أن أخبر الرئيس الأمريكي أن الخطوة الأولى في أي معركة هي فهم العدو. كمحارب قديم في إيران، أوصي بدراسة ثقافة وتاريخ الحضارات القديمة مثل إيران. الإيرانيون، الذين يشير إليهم باسم "الأمة الإرهابية"، فخورون جدا بحقيقة أنه لم يتم تسجيل أي حرب باسمهم في السنوات الـ250 الماضية. نفخر بأننا لم نشن أبدا حربا ضد أي بلد ولم نقمع أو نظلم أي شعب .

كما ان الثقافة الايرانية العريقة فيها من الدقة ما يميز بين الشعب الإيراني العريق وبين الرئيس ترامب وفريق "ب" التابع له، هذه الرؤية التي يتبناها كل واحد منا تجاه الحرب، فالحرب بالنسبة لنا ليست خيارا؛ ولا نختار مطلقا الذهاب إلى الحرب؛ لكننا معنيون بالدفاع .

السيد الرئيس، إيران لم تبدأ حربا أبدا ؛ فهي لم تنهب أبدا موارد الاخرين ولم تزهق حياتهم لتجميع الثروة والمزايا لنفسها. إيران دافعت عن نفسها ومواردها وحياتها وهويتها وستدافع عنها. لقد فعل أبناء جيلي هذا في سنوات الدفاع المقدس (1988-1980)؛ عندما وقف العالم كله لدعم صدام حسين في حرب استمرت ثماني سنوات، وقف الإيرانيون بقوة ودافعوا عن وطنهم.

وفي الوقت الذي كان العالم يراقب سقوط قنابل صدام الكيميائية على الإيرانيين الأبرياء، ظهر صدام أنه عاجز عن احتلال حتى شبر واحد من الأرض الإيرانية. دافع الإيرانيون متلاحمين ومتحدين عن ترابهم وابنائهم. لا يزال شعبنا حزينا بسبب فقدان ابنائه خلال الحرب؛ لكن رغم كل الاختلافات، لا يزال الإيرانيون فخورين بالدفاع عن وطنهم لمدة ثماني سنوات.

السيد الرئيس، ان النصر والهزيمة في الحرب من وجهة نظرنا تعني، ان من يبدأ الحرب هو الخاسر الوحيد، فالذي يريد سلب الفرح من الاخرين ويدمر حياتهم وسعادتهم هو الوحيد الذي يتحمل الهزيمة، لسنا من اهل الحرب، ونعم للحوار والدبلوماسية! الحرب ليست هدفنا، بل اننا ملزمون بالسلامن فالسلام هو فلسفة الحياة بالنسبة لنا، وما قلته صحيح هو ان الدبلوماسية حرفتنا، وان إيران اثبتت قدرتها في هذا المجال.

إعلم سيادة الرئيس أن فريقك الذي نسميه نحن (فريق باء) يسوقك نحو مفترق طريقين وهو المفترق الذي واجهوه خلال العقود الماضية ، والآن أقنعوك وساقوك باتجاه فرض الحظر على عميد الدبلوماسية الإيرانية وزملائه عسى أن يقلل ذلك من دورهم وتأثيرهم ، لكن مع كل ذلك فإن إيران قادرة على نقل حصانها وفيلها إلى الطرف الآخر من رقعة الشطرنج الدولية ، وعلى فريقك أن يتعلم بأن الدبلوماسية هي لعبة شطرنج قبل أن تكون طاولة نرد .


المصدر: ارنا
انتهى/

الكلمات الرئيسة
رأیکم