کیف تمکنت ایران من الوقوف امام قوة كبرى كأميركا؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۶۰۳۲
تأريخ النشر:  ۲۳:۵۱  - الأَحَد  ۲۱  ‫یولیو‬  ۲۰۱۹ 
منذ اربعة عقود والصراع الاستراتيجي مستمر بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والولايات المتحدة الاميركية.. إنه ليس صراعا عاديا وليس صراع مصالح فقط، انه صراع وجودي، فكلاهما على طرفي نقيض.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- فمنذ انطلاقة الثورة الاسلامية في ايران، شعرت اميركا بالخطر من هذه الثورة الشعبية الاسلامية، التي رأت فيها انها قادرة على إنهاض المسلمين وتعبئة الشعوب الاسلامية ضد الهيمنة الاميركية، ولذلك بدأت واشنطن ومعها حلفائها الغربيين وحلفائها في المنطقة، بمحاربة هذه الثورة الفتية التي انبثقت عنها الجمهورية الاسلامية الايرانية، وذلك بشتى السبل والمؤامرات، بما فيها اثارة الفتن والقلاقل الداخلية وتحريض صدام على شن حرب ضد ايران، وتقديم الدعم الدولي له من تسليح وتمويل، تلك الحرب التي استمرت ثماني سنوات، وكذلك الحصار الغاشم الذي زادت اميركا من شدته عاما بعد عام بشتى الذرائع.

والسؤال هو: ما الذي مكّن ايران من الصمود في هذه المواجهة رغم كل الضغوط والمؤامرات؟ بل اصبحت ايران في موقف اقوى واخذت تتحدى الهيمنة الاميركية، فما هي الاسباب وراء ذلك؟

لعلنا لا يمكننا ان نرصد كل الاسباب التي جعلت ايران تصمد وتزداد قوة في مواجهة الغطرسة الاميركية، ولكن يمكننا في هذا المقال المختصر ان نشير الى أهمها:

اولا: عامل الايمان، وهو عامل اساسي ومصيري من شأنه ان يسد النقص او عدم التكافؤ في التسليح والمعدات. مثلما شاهدنا عن بطولات افراد التعبئة وقوات الحرس الثوري، وكذلك مؤخرا ما شاهدناه من شجاعة المدافعين عن المراقد المقدسة. فالايمان بحقانية القضية وفوقه الايمان بالله سبحانه وتعالى، يجعل المقاتل اكثر شجاعة وإقداما، ويضعه في مرتبة افضل من الجندي المدجج بأحدث الاسلحة لكنه يخشى حتى من ظله.
ثانيا: وحدة القيادة والتفاف الشعب حول هذه القيادة. منذ انبثاق الثورة الاسلامية في ايران، وحتى يومنا هذا، لمسنا التفاف الشعب الايراني حول قيادته وهذا ما شاهدناه ونشاهده في المسيرات المليونية في مختلف المناسبات، بما فيها مسيرات انتصار الثورة وكذلك مسيرات يوم القدس العالمي وما شابهها. هذا الامر يعزز من قوة النظام الاسلامي وتماسكه وقدرته على مواجهة الضغوط والمؤامرات.
ثالثا: مراكمة التجارب، وخاصة تجارب الحرب المفروضة (التي فرضها نظام صدام بدعم غربي على ايران من 1980

الى 1988). فلقد رأت ايران ان العالم الغربي وحتى الاتحاد السوفيتي، منع عنها التزود بأبسط الاسلحة للدفاع عن الذات في مواجهة هجمات الجيش الصدامي. الامر الذي دفعها الى الاعتماد على قدراتها الذاتية، وتطوير تصنيعها ليس فقط العسكري، بل حتى التقنيات المتطورة مثل تقنية النانو والخلايا الجذعية والتقنية النووية. وبما انها اعتمدت على قدراتها المحلية في هذا التطور، فلم يتمكن الغرب من سلبها ذلك، فلا خبراء غربيين كانوا في ايران لكي يهدد الغرب بسحبهم، ولا تقنيات مستوردة لكي يعطلها الغرب متى شاء.

رابعا: اعتماد ايران استراتيجية الصبر الايجابي، والتي لمست ثمارها رغم كل الضغوط التي واجهتها، وجعلتها اكثر قوة، ومازالت تواصل تعزيز قدراتها. هذه الاستراتيجية تمكّنها من امتصاص الضربات والهجمات والضغوط، والرد عليها بالتدريج شيئا فشيئا.

خامسا: ازدياد التأثير الاقليمي للجمهورية الاسلامية في المنطقة. فنظرا لأحقية القضية، وحملها هموم المسلمين، بل ومبادرتها لحل مشاكلهم ومساعدتهم رغم كل ما تواجهه من ضغوط، ازداد تأثير ايران الاسلامية لدى شعوب المنطقة، من العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها. وهذا بحد ذاته يشكل عمقا استراتيجيا لإيران. فضلا عن اتساع نطاق جبهة المقاومة، التي ازدادت قوة يوما بعد آخر، واصبح لها ثقل كبير في معادلات القوة والردع بالمنطقة.

سادسا: النهضة العلمية والتقنية في ايران والتي ساهمت في ان تعتمد الجمهورية الاسلامية الايرانية شيئا فشيئا على قدرات شبابها المؤمن المتخصص فأخذت وضمن جهود دؤوبة تفتح قمم العلم والمعرفة الواحدة تلو الاخرى، فأصبحت ايران تتبوأ المرتبة 16 عالميا والاولى في غرب آسيا في انتاج العلم، وذلك بشهادة مواقع عالمية معنية بالامر.

كل هذه الاسباب إضافة الى اسباب اخرى، ساهمت في تعزيز موقف ايران الاسلامية في مواجهة القوى الغربية المتغطرسة بزعامة اميركا. ومن امثلة نجاح ايران في هذه المواجهة، إسقاطها مؤخرا طائرة أميركية مسيرة من نوع شبح متطورة للغاية هي الاعلى سعرا، بعد ان اخترقت الاجواء الايرانية وبعد تلقيها 3 تحذيرات، الامر الذي شكل صدمة مروعة لأميركا وحلفائها. وكذلك مثال آخر شهدناه في الايام الاخيرة، حيث زعم ترامب ان المدمرة الاميركية يو اس اس بوكسر، أسقطت طائرة مسيرة ايرانية اقتربت نحو الف متر من المدمرة، لكن ايران فندت هذا الامر ونشرت مقاطع تبين قيام الطائرة بتصوير ورصد المدمرة الاميركية قبيل وبعد الوقت المزعوم لإسقاط الدرون الايرانية. فيما اكد بعض الخبراء الاميركان ان ايران تواصل مراقبة مياه الخليج الفارسي بطائراتها المسيرة وترصد حركة كل القطع البحرية المتواجدة في المنطقة.

المصدر: فارس

 

رأیکم