يبدو ان سياسة خنق السوريين سياسة صهيوامريكية تم إعدادها عبر سنوات الحرب، لتكون الخطة (ب) في حال فشل المخطط التخريبي الاول، طبعا بالتآمر مع الغرب وبعض الدول العربية وبعض السوريين أنفسهم.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-ان يخرج موتي كاهانا رجل الاعمال الاسرائيلي المعروف ويقول أنه مكلف من قبل الرئيسة المشتركة في الهيئة التنفيذية لما يسمى "مجلس سوريا الديموقراطية" إلهام أحمد، ببيع النفط السوري الذي يتم استخراجه من مناطق سيطرة "قسد" شرق الفرات، فهذا وقاحة اسرائيلية ما بعدها وقاحة.
فيبدو ان الصهاينة لن يتركوا سوريا تنعم بيوم هانئ بعد ان دعمت المقاومة وزادت من كوابيس الاحتلال كابوسا تلو الآخر، من مقاومة فلسطينية ولبنانية الى سورية وحرس ثوري على الحدود وصواريخ دقيقة وأسلحة استراتيجية قد ترجع كيان الاحتلال الى العصر الحجري كما جاء على لسان سيد المقاومة قبل ايام.
الحقد الصهيوني هذا يأتي متناغما مع الحقد الامريكي فصحيفة "ميكوريشون" العبرية أكدت أن أهمية التفويض الجديد لكاهانا ينبع من أن المنطقة التي باتت القوات الكردية تسيطر عليها شرقي الفرات تحوي أكثر من 90% من أهم الموارد النفطية لسوريا، إضافة إلى الأهمية القصوى للمنطقة بما يرتبط أيضاً بموارد المياه والغذاء والطاقة. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المنطقة تحظى بحماية مباشرة من القوات الأمريكية التي لا تسمح للجيش السوري بالسيطرة عليها، كونها واحدة من أهم المناطق الاقتصادية السورية، ما دفع الأميركيين إلى صد محاولات الجيش السيطرة على المنطقة حتى تلك التي كانت مدعومة من روسيا .
الامريكي الذي يرابط عند معبر نصيب الحدودي بين سوريا والاردن لمنع تنفس السوريين، يعادي الشعب السوري في أبسط حقوقه الانسانية، وبتآمر عربي للأسف.
السؤال الذي يطرح نفسه في قضية بيع "مجلس سوريا الديموقراطية" لثروات السوريين الى أعداء السوريين، هو هل اتخذ المجلس قراره بالانفصال عن الدولة السورية، وهل أصبح الخط الكردي الذي يدفع نحو تنمية العلاقات مع الصهاينة والامريكيين هو الحاكم في المجلس.
قرار المجلس لايمكنه قراءته إلا أنه استرضاء للامريكي والصهيوني من قبل "قسد" بأي ثمن لتحقيق الانفصال، ففي حال ثبتت صحة الكتاب الذي سربته صحيفة الاخبار اللبنانية بأن قسد ستبيع النفط الذي سيستخرجه "كاهانا" بـ22 الى 35 دولار فهذا بلاشك تبديد لثروة الشعب السوري بأكمله الكردي منه وغير الكردي.
عدا عن ان خطوة الانفصال ستكون العمود الفقري لمخطط تقسيم سوريا الذي لطالما تحدث عنه امريكا والكيان الاسرائيلي بعدما فشلت رهاناتهم في ضرب محور المقاومة واضعاف سوريا أو سحبها خارج هذا المحور، فالغرب اليوم بات يدفع بقوة نحو محاصرة سوريا وبات أكثر تمسكاً بمخطط تقسيم سوريا بعد تعاظم قوة محور المقاومة، أضف لإيه التفكك الذي يعصف بالكيان الاسرائيلي الذي قد يتهاوى في أية لحظة.
علاء الحلبي
انتهى/