طهران تحقق نصرا دبلوماسيا في فيينا

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۴۸۸۴
تأريخ النشر:  ۲۳:۵۹  - الأَحَد  ۳۰  ‫یونیه‬  ۲۰۱۹ 
وعشية الاجتماع في فيينا، صرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية، عباس موسوي، أن ايران لن تقبل بآلية "اينستكس" بالتأكيد ان كانت آلية شكلية وستتخذ الخطوة الثانية بحزم في الموعد المقرر.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-ويقصد بالخطوة الثانية، هي التعقيب على الخطوة الاولى التي اتخذتها ايران في ايار/مايو بتخفيف بعض التزاماتها ضمن المادتين 26 و36 من الاتفاق النووي، بما فيها عدم الالتزام بسقف مخزون اليورانيوم المخصب والمحدد بـ300 كيلوغرام. وقد حددت مهلة 60 يوما للاوروبيين بتنفيذ التزاماتهم، والا ستقوم بخطوة اخرى للتخفيف من التزاماتها.

ويبدو في بداية الامر، ان الاوروبيين لم يحملوا الخطوة الايرانية محمل الجد، بل شاهدنا مواقف منهم يلومون فيها ايران، ويطلبون منها الالتزام بكامل الاتفاق حتى اذا لم تلتزم الاطراف الاخرى. الامر الذي ردت عليه طهران بقوة. ثم جاء حدث اسقاط طائرة التجسس الاميركية المسيرة، ليعزز من الموقف الايراني، فضلا عن اقتراب ايران من تجاوز سقف مخزون اليورانيوم المخصب. هذه الامور دفعت بالاوروبيين الى الاسراع بتنفيذ اداة اينستكس.

فقد أكدت هيلغا شميدت، مساعدة مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي تفعيل الالية المالية الخاصة بالتجارة والتبادل المالي بين اوروبا وايران "اينستكس".

وقالت شميدت في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يوم الجمعة، ان العملية الاولى للتبادل المالي يجري انجازها في الوقت الحاضر وستنضم المزيد من الدول الاوروبية لهذه الالية.

ووصفت اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الذي عقد اليوم في العاصمة النمساوية فيينا بانه كان بناء واضافت، ان التنفيذ المؤثر والكامل للاتفاق النووي من جانب جميع الاطراف قد حظي بالاهتمام كقضية رئيسية.

وكان الموقف الروسي والصيني خلال اجتماع فيينا وقبله وبعده، داعما لإيران، فقد دعا نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الدول المشاركة في الاتفاق النووي، الى حماية ايران من الحظر الاميركي، واصفا نتائج اجتماع فيينا بالايجابية بشكل عام.

ومن خلال مراجعة البيان الختامي لاجتماع فيينا، نجد ان جميع الاطراف اكدت على تنفيذ التزاماتها، وأكدت ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي، وأن اعضاء الاتفاق يبذلون الجهود لزيادة تأثير أداة دعم التبادل التجاري مع ايران وفتحها امام الناشطين الاقتصاديين من دول اخرى. ومع المواقف الروسية والصينية الداعمة، يعتبر هذا الاجتماع نصرا دبلوماسيا لإيران.

أما الموقف الايراني من الاجتماع، فقد تمثل بنوع من الترحيب المشوب بالتحفظ، نظرا للمماطلة الاوروبية طيلة العام الماضي منذ انسحاب ترامب من الاتفاق وحتى الآن، فقد قال عباس عراقجي في ختام اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي: لقد عقدنا اجتماعا مطولا استغرق اكثر من 3 ساعات، وبالمحصلة كان اجتماعا ايجابيا وبناءا، ويعد خطوة الى الامام مقارنة بالاجتماعات السابقة، وبالطبع لا يلبي كل مطالب الجمهورية الاسلامية الايرانية.

من المؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، ونظرا لتجاربها السابقة مع الاطراف الاوروبية، تنتظر خطوات ملموسة تضمن منافعها من الاتفاق النووي، وإلا فإنها ماضية في التخفف من الالتزامات، وهذا يعني فشل الجهود الاوروبية الدبلوماسية، وهذا ما لا ترغب به اوروبا، لكنها من جهة اخرى تعاني من ضعف في مقاومة الارادة الاميركية، خاصة ان ترامب قد هدد اوروبا وحذرها من التعامل مع ايران. فهل ستجد اوروبا حلا يرضي ايران واميركا؟ ام انها ستنحاز في آخر المطاف الى الضفة الاخرى من الاطلسي؟

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم