تتصاعد حدة التوتر والتجاذبات بين اطراف الأزمة في السودان ففي الوقت الذي تتمسك فيه قوى الحرية والتغيير ممثلة القاعدة العريضة لقوى الثورة السودانية بمطالبها المتمثلة في مدنية السلطة، لا يزال المجلس العسكري يرواغ ويماطل ويتذرع بأسباب واهية في محاولة منه للاستئثار بالسلطة .
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- فما لا تخطئه العين في المشهد السوداني اليوم ان كل الأطراف تحشد قواها وتكثف تحركاتها استعدادا لمواجهة مقبلة بل انها باتت وشيكة.
الساحة تموج بالحراك، بعضه ظاهر في العلن، وأكثره في السر. كتل تخطط وتعمل على كيفية إخراج البلد من محنته، والإبحار به نحو تحقيق الحكم المدني، وتلبية مطالب الثورة التي ضحى كثيرون بدمائهم وبالغالي والنفيس من أجلها، بينما مجموعات أخرى تناور وتعمل لسرقة الثورة، إن لم يكن لوأدها.
تاريخ 30 يونيو (حزيران) الحالي أصبح بمحض الصدفة، شديد الأهمية لكي لا نقول مفصلياً. الاتحاد الأفريقي حدد هذا التاريخ نهايةً لمهلته التي سيتخذ بعدها إجراءات عقابية إضافية، إذا لم ينقل الحكم إلى سلطة مدنية. المجلس العسكري، للالتفاف على هذه المهلة، كثَّف تحركاته لإعلان حكومة مدنية قبل نهاية الشهر تكون مفصَّلة على هواه، وتضمن بقاء الصلاحيات الحقيقية في يديه، وذلك بالتحالف مع قوى حزبية صغيرة أو محسوبة على النظام الساقط، ومع تشكيلات شبابية معزولة ومشكوك في أنها أصلاً مدعومة من المجلس، وتحديداً من قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
كذلك سعى المجلس العسكري لإيقاظ وإشعال القبليات مستعيناً بالإدارات الأهلية المناطقية، ظناً منه أنها تمنحه شرعية يبحث عنها، وحلفاء، وإعطاء انطباع بأن قوى الهامش تقف معه. من جانبها قررت قوى الحرية والتغيير، التي تواجه ضغطاً شديداً من الشارع المحتقن بالغضب، العودة إلى التصعيد، وتسيير المواكب، فأصدرت جداول للمظاهرات والندوات في الأحياء، وتبنَّت الدعوة التي كانت قد انطلقت في الأسافير ووجدت دعماً وزخماً هائلين لخروج مليونية 30 يونيو بحشود ومظاهرات في كل الأحياء والمدن.
حيث دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى تكثيف الدعوات لمواكب 30 يونيو/حزيران المرتقبة للمطالبة بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية ودعا التجمع في بيان إلى تحويل ذكرى انقلاب الرئيس المعزول عمر البشير إلى مظاهرات صاخبة ضد المجلس العسكري.
ويوم 30 يونيو/حزيران هو ذكرى الانقلاب العسكري الذي نفذه البشير عام 1989.
وفي وقت سابق دعت قوى إعلان الحرية والتغيير إلى مواكب مليونية بهذا التاريخ، لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، دونالد بوث، الذي انهى الاربعاء زيارته للسودان حث المجلس العسكري الانتقالي على وقف الهجمات على المدنيين، داعيا في الوقت نفسه إلى "سلمية الحراك" في البلاد.
وذكر بيان صادر من السفارة الاميركية في الخرطوم أن بوث أكد في اجتماعاته العديدة بالعاصمة السودانية دعم الولايات المتحدة لتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية تحظى بدعم واسع من الشعب في البلاد، مبديا التزام واشنطن الراسخ بالتعاون مع الشعب السوداني كما دعا الدبلوماسي الأمريكي إلى إعادة خدمة الإنترنت، ونصح المجلس بعدم تشكيل حكومة أو تنظيم انتخابات من جانب واحد.
المجلس العسكري يواجه ضغوطا داخلية وخارجية كبيرة وباعتقادي فانه سيحاول الالتفاف على هذه الضغوطات اما بالتنازل في محاولة لشراء الوقت او بالمضي قدما في اعلان حكومته لفرض سياسة الامر الواقع .
اما قوى المعارضة فليس امامها خيار غير زيادة التصعيد وحشد الملايين في الشوارع وقد اثبتت من خلال تجاربها السابقة انها قادرة على فعل هذا الشي واجبار العسكر للنزول عند رغباتها وتحقيق مطالبها .
الامر المؤكد من الأوضاع في السودان بعد الثلاثين من يونيو لن تكون كما كانت قبله.
اسامه شیخ
انتهى/